غزّة تتذوّق وتحبّ الطعام والحلوى السوريّة

04 يونيو 2014
مطعم افتتحه سوريّون في غزّة (الصورة لمحمّد حجّار)
+ الخط -
يعمل الشاب السوري، مهنّد النابلسي، من الصباح حتّى المساء، في مطعمه "ياسمين الشام" الذي افتتحه في مدينة غزّة مؤخراً، حيث يقدّم إلى أهالي القطاع طعاماً وحلوى سورية، لم يعتد السكان المحاصرين على تذوّقها من قبل.

فقد دفعت الأحداث التي عصفت بسورية مهند إلى النزوح نحو غزّة، بعدما توجّه من سورية إلى مصر ولم يستطع افتتاح مطعمه الخاص هناك. لكنّه وجد في غزّة المكان المناسب لافتتاح مشروع صناعة المأكولات الشامية وبيعها.

يقول مهنّد لـ"العربي الجديد": بعد مغادرتي سورية إلى مصر، علمت أنّه لا توجد في غزّة مطاعم تقدم وجبات سورية أصيلة، وذلك كان أكبر دافع لي بأن أذهب وأفتتح مطعم هنا، وبدأت في افتتاح أوّل مطعم سميناه "الدمشقي"، ونجح نجاحاً كبيراً، ومن بعده افتتحنا المطعم الحالي "ياسمين الشام".

ويشير مهند إلى أنّه أدخل مأكولات لم تكن في متناول الغزيّين، وكثيرٌ منهم سمعوا عنها عبر الفضائيات فقط لكن لم يتذوّقونها، مثل الصفيحة الشامية والمحمرة الشامية وشرحات اللحمة.

ولاحظ مهنّد أنّ الإقبال كبير من أهل غزّة على هذه المأكولات أكثر من أيّ دولة زراها وعمل فيها، مبيّناً أنّه ينتظر فتح معبر رفح الحدودي مع مصر، لكي يقدّم "تصاريح عمل" لبعض الشباب السوريين الموجودين في القاهرة للعمل معه في غزّة.

الشيف السوري وريف حميدو من مدينة حلب، له قصّة مشابهة. فقد لجأ بعد الثورة إلى تركيا ومن ثم إلى لبنان وبعدها إلى مصر، وسمحت له الظروف بالانتقال للعمل في غزّة، مقدماً إلى زبائن مطعمه "أزمير" ما لذّ وطاب من طعام وحلوى سورية.

يقول وريف لـ"العربي الجديد": عندما جاءني عرض العمل في غزّة، تردّدت قليلاً، لأنّ غزّة تشهد حروباً ولا يوجد أمان فيها، كما هي الصورة المرسومة في ذهني من الإعلام، وكنت أقول إنّني لن أخرج من حرب سورية إلى حرب غزّة. لكن حين جئت إلى هنا غيّرت فكرتي تماماً وتأقلمت مع القطاع وأهله، حتّى أنّني تزوّج من فتاة غزيّة.

خلال أيامه الأولى في العمل، وجد وريف أنّ المأكولات التي تُقدّم في مطاعم غزّة تقليدية وليست منقولة من الخارج. فقرّر تغيير ثقافة الوجبات، خصوصاً المشاوي والطبائخ الشرقية والغربية، وأضاف إليها أصنافا كثيرة بأنواع مختلفة، وأدخل المذاق الحلبي السوري إلى الكثير من المأكولات في المطعم حيث يعمل.

لاحظ وريف قبول الكثير من الزبائن وتفضيلهم النكهات السورية الجديدة، مثل الفتات الشامية، والفتة الحلبية التي تمتاز سورية بها. ويستذكر وريف مطعمه القديم في منطقة العزيزية بحلب "رغم أنّني كنت أملك مطعماً صغير الحجم في ذلك الوقت، إلا أنّ الإقبال كان شديداً، والكثير من الفنانين والشخصيات المرموقة كانت تقبل عليه، كما كان هنالك طلبات نحضّرها لوجبات كبيرة الحجم في الحفلات والعزائم".

دلالات
المساهمون