مع حلول الليل في قطاع غزة، يزداد القلق والتوتّر في غالبيّة منازل الغزيين، مع تزايد القصف الإسرائيلي على بعض المواقع التي يدعي الاحتلال أنها مواقع عسكرية تابعة للمقاومة، عدا عن أصوات طائرات الاستطلاع التي اعتاد عليها الغزيون. حالياً، يخيف القصف النائمين الذين يخشون اندلاع عدوان جديد، بعدما ذاقوا الويلات في ظل تكرار الاعتداءات الإسرائيلية.
لن ينسى الغزيون العدوان الأخير في ظلّ عدم تحقيق أي من المطالب التي فرضت كشرط لإعلان الهدنة والتهدئة العسكرية بين فصائل المقاومة والجانب الإسرائيلي برعاية مصرية، عدا عن المجازر التي ارتكبت في حقّهم.
بحسب المركز الفلسطيني للإعلام، بلغ عدد الشهداء خلال العدوان الأخير في عام 2014، 2139 بينهم 579 طفلاً و263 امرأة و102 مسنّ، فيما وصل عدد الجرحى إلى 11128، بينهم 3374 طفلاً و2088 امرأة و410 مسنين. وارتكب جيش الاحتلال 49 مجزرة بحقّ تسعين عائلة فلسطينية ووصل عدد الشهداء إلى 530، ما يدفعهم للقلق في ظل التهديد الإسرائيلي المتواصل بشن عملية عسكرية واسعة.
وشكّل قصف ساحة الكتيبة في 14 يوليو/ تموز الحالي صدمة كبيرة للغزيين، إذ راح ضحيّته مراهقان كانا يلتقطان الصور على سطح مبنى الكتيبة الخالي. واستهدف القصف وسط متنزه عام يتجمع فيه الأطفال والعائلات للترفيه، ما أعاد الذكرى الأليمة للقصف الإسرائيلي الذي استهدف أطفال عائلة بكر الأربعة وهم يلعبون الكرة قرب شاطئ البحر.
وزاد التوتر في غزة بعد إعلان الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عن عملية عسكرية لقصف بعض مواقع المقاومة في القطاع ليلة الجمعة الماضية 20 يوليو/ تموز. بدأ أطفال أحمد اللولو (34 عاماً) يبكون حين سمعوا الخبر على إحدى الإذاعات المحلية الفلسطينية، وظنوا أن حرباً ستقع ولن يتمكنوا من النوم ليلاً كما تتذكر طفلته لينا (10 أعوام) وطفله أمجد (9 أعوام).
ويقول اللولو لـ "العربي الجديد": "طفلي سمير (4 أعوام) أصبح يبكي حين يرى لينا وأمجد يبكيان. أمام هذا المشهد، كنت أسأل إلى متى يمكن أن تقف الحروب على غزة، ومتى ينتهي الحصار؟ وقفت عاجزاً، وقررت البحث عن أي فرصة للهجرة لو لم تتغير الظروف حتى نهاية العام. ولن أبقى عاجزاً عن تحقيق الأمان لهم".
ويعيش سكان قطاع غزة أسوأ أزمة إنسانيّة واقتصادية وبيئية منذ النكبة الفلسطينية. وليس فيها ملاجئ تحميهم من أي عدوان أو قصف إسرائيلي. ولا يتردد الاحتلال في قصف أهداف عسكرية قرب منازل مدنيين أو أطفال، كما حدث خلال العدوان الثاني على قطاع غزة في عام 2012، حين استهدف عائلة الدلو التي راح ضحيتها 6 أطفال و3 نساء.
اقــرأ أيضاً
أحد أقرباء عائلة الدلو محمد (31 عاماً)، يقول لـ "العربي الجديد": "لا نريد حرباً ولا نريد مواجهة. المجتمع الغزي أصبح مجتمعاً جائعاً. صوتنا ليس عالياً. ويمكن لسياسي واحد أن يكون صوته أعلى منا. لكن نحن نقول للعالم كلّه إننا لا نريد حرباً. أعطونا بعضاً من الحياة. أخاف أن أفقد أحد أقربائي أو حتى نفسي".
أما مفيد شمالي (40 عاماً)، فيجد أن جيش الاحتلال يسعى إلى تخويف المجتمع الغزي وتحطيم معنوياته خلال الغارات، لمحاولة الضغط عليه والتأثير فيه لعدم الخروج في مسيرات العودة على الحدود في كل جمعة، ومحاولة ربط القضية بتراجع مواقع المقاومة العسكرية عن الحدود. يضيف: "يحاول الاحتلال عبر صفحاته الناطقة بالعربية تحميلنا الذنب لأننا نقف مع المقاومة ونسكت أمام تصرفات المقاومة في التمركز على الحدود. من حقّ كل الشعوب مقاومة الاحتلال باعتراف العالم، لكن سئمنا من العدوان وسئمنا من الحصار. لا نريد أي حرب. ولو حصلت، أتمنى الموت وألا أعيش عذاب الجحيم مجدداً".
من جهتها، ما زالت أسرة حسين شاهين (33 عاماً) تعيش على ركام منزلها الذي دمّر خلال العدوان الأخير على غزة في عام 2014 في منطقة عبسان الصغيرة جنوب قطاع غزة.
وحتى اللحظة، لم يتمكنوا من إعادة إعماره حال عائلات أخرى. وتعد الأسرة الوحيدة في غزة التي لم تزل الركام وتعيش في داخله على مدى أربعة أعوام. ورفض شاهين وزوجته سماهر أبو جامع إزالة الركام، ويعيشان فيه وقربهما خيمة استلماها ليضعا بعض أغراضهما فيها، حتى لا يتركوا أرضهم الزراعية.
يقول شاهين لـ "العربي الجديد": "رزقت بطفلتي سلمى بعد 10 أعوام من الزواج. أنجبتها أمها وسط هذا الركام. نشعر بالخوف على ابنتها في ظل احتمال سقوط أحجار من المنزل. ننتظر الفرج بإعادة إعمار منزلنا ولا نتمنى أي حرب أو قصف، لأننا نعيش وسط مجتمع عبارة عن جسد بلا روح".
لن ينسى الغزيون العدوان الأخير في ظلّ عدم تحقيق أي من المطالب التي فرضت كشرط لإعلان الهدنة والتهدئة العسكرية بين فصائل المقاومة والجانب الإسرائيلي برعاية مصرية، عدا عن المجازر التي ارتكبت في حقّهم.
بحسب المركز الفلسطيني للإعلام، بلغ عدد الشهداء خلال العدوان الأخير في عام 2014، 2139 بينهم 579 طفلاً و263 امرأة و102 مسنّ، فيما وصل عدد الجرحى إلى 11128، بينهم 3374 طفلاً و2088 امرأة و410 مسنين. وارتكب جيش الاحتلال 49 مجزرة بحقّ تسعين عائلة فلسطينية ووصل عدد الشهداء إلى 530، ما يدفعهم للقلق في ظل التهديد الإسرائيلي المتواصل بشن عملية عسكرية واسعة.
وشكّل قصف ساحة الكتيبة في 14 يوليو/ تموز الحالي صدمة كبيرة للغزيين، إذ راح ضحيّته مراهقان كانا يلتقطان الصور على سطح مبنى الكتيبة الخالي. واستهدف القصف وسط متنزه عام يتجمع فيه الأطفال والعائلات للترفيه، ما أعاد الذكرى الأليمة للقصف الإسرائيلي الذي استهدف أطفال عائلة بكر الأربعة وهم يلعبون الكرة قرب شاطئ البحر.
وزاد التوتر في غزة بعد إعلان الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عن عملية عسكرية لقصف بعض مواقع المقاومة في القطاع ليلة الجمعة الماضية 20 يوليو/ تموز. بدأ أطفال أحمد اللولو (34 عاماً) يبكون حين سمعوا الخبر على إحدى الإذاعات المحلية الفلسطينية، وظنوا أن حرباً ستقع ولن يتمكنوا من النوم ليلاً كما تتذكر طفلته لينا (10 أعوام) وطفله أمجد (9 أعوام).
ويتمنّى اللولو ألّا يشن أي عدوان على غزة، وأن يرتاح أطفاله الذين يعانون من الخوف هذه الفترة بفعل أصوات الانفجارات الناتجة من القصف. وخلال العدوان الأخير على قطاع غزة، كان يسكن في أطراف حي الشجاعية، وقد عرف أطفاله التشرد والعدوان، ولم يتمكنوا من النوم إلا في فترات الهدنة التي كانت ترعاها أطراف دولية للتوصل إلى حل لوقف إطلاق النار.
ويقول اللولو لـ "العربي الجديد": "طفلي سمير (4 أعوام) أصبح يبكي حين يرى لينا وأمجد يبكيان. أمام هذا المشهد، كنت أسأل إلى متى يمكن أن تقف الحروب على غزة، ومتى ينتهي الحصار؟ وقفت عاجزاً، وقررت البحث عن أي فرصة للهجرة لو لم تتغير الظروف حتى نهاية العام. ولن أبقى عاجزاً عن تحقيق الأمان لهم".
ويعيش سكان قطاع غزة أسوأ أزمة إنسانيّة واقتصادية وبيئية منذ النكبة الفلسطينية. وليس فيها ملاجئ تحميهم من أي عدوان أو قصف إسرائيلي. ولا يتردد الاحتلال في قصف أهداف عسكرية قرب منازل مدنيين أو أطفال، كما حدث خلال العدوان الثاني على قطاع غزة في عام 2012، حين استهدف عائلة الدلو التي راح ضحيتها 6 أطفال و3 نساء.
أحد أقرباء عائلة الدلو محمد (31 عاماً)، يقول لـ "العربي الجديد": "لا نريد حرباً ولا نريد مواجهة. المجتمع الغزي أصبح مجتمعاً جائعاً. صوتنا ليس عالياً. ويمكن لسياسي واحد أن يكون صوته أعلى منا. لكن نحن نقول للعالم كلّه إننا لا نريد حرباً. أعطونا بعضاً من الحياة. أخاف أن أفقد أحد أقربائي أو حتى نفسي".
أما مفيد شمالي (40 عاماً)، فيجد أن جيش الاحتلال يسعى إلى تخويف المجتمع الغزي وتحطيم معنوياته خلال الغارات، لمحاولة الضغط عليه والتأثير فيه لعدم الخروج في مسيرات العودة على الحدود في كل جمعة، ومحاولة ربط القضية بتراجع مواقع المقاومة العسكرية عن الحدود. يضيف: "يحاول الاحتلال عبر صفحاته الناطقة بالعربية تحميلنا الذنب لأننا نقف مع المقاومة ونسكت أمام تصرفات المقاومة في التمركز على الحدود. من حقّ كل الشعوب مقاومة الاحتلال باعتراف العالم، لكن سئمنا من العدوان وسئمنا من الحصار. لا نريد أي حرب. ولو حصلت، أتمنى الموت وألا أعيش عذاب الجحيم مجدداً".
من جهتها، ما زالت أسرة حسين شاهين (33 عاماً) تعيش على ركام منزلها الذي دمّر خلال العدوان الأخير على غزة في عام 2014 في منطقة عبسان الصغيرة جنوب قطاع غزة.
وحتى اللحظة، لم يتمكنوا من إعادة إعماره حال عائلات أخرى. وتعد الأسرة الوحيدة في غزة التي لم تزل الركام وتعيش في داخله على مدى أربعة أعوام. ورفض شاهين وزوجته سماهر أبو جامع إزالة الركام، ويعيشان فيه وقربهما خيمة استلماها ليضعا بعض أغراضهما فيها، حتى لا يتركوا أرضهم الزراعية.
يقول شاهين لـ "العربي الجديد": "رزقت بطفلتي سلمى بعد 10 أعوام من الزواج. أنجبتها أمها وسط هذا الركام. نشعر بالخوف على ابنتها في ظل احتمال سقوط أحجار من المنزل. ننتظر الفرج بإعادة إعمار منزلنا ولا نتمنى أي حرب أو قصف، لأننا نعيش وسط مجتمع عبارة عن جسد بلا روح".