غزيون استقبلوا العام 2015 بلا منازل

03 يناير 2015
أطفال غزة بلا منازل (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


دخل العام 2015 على آلاف النازحين الغزيين، وهم دون مأوى، ورغم أنّ الإعمار يعوقه الكثير لينطلق على سكته الصحيحة، فإن سكان القطاع الساحلي المحاصر يأملون أنّ يتغير حالهم، وأنّ يصبح الإعمار على الأرض واقعاً.

الدمار الواسع الذي لحق بمرافق الحياة كافة في قطاع غزة، كان كفيلاً بأن يعلن أصحاب البيوت المدمرة، أنّ العام 2014 كان الأصعب وقعاً على نفوس الغزّيين، الذين تعرضوا لأبشع وأطول عدوان اسرائيلي استهدفهم على مدار 51 يوماً.

ويصف حال النازحين في قطاع غزة، مشهد مدارس الايواء والخيام والكرفانات التي لا تلبي احتياجاتهم الأساسية بحياة كريمة كباقي البشر، بخاصة مع انعدام الآمال الخاصة بإعمار منازلهم المدمرة، وتعطيل الاحتلال الاسرائيلي لدخول مواد البناء اللازمة.

أبو السعيد شقليه، وقف إلى جانب أربعة من أبنائه على ركام منزله شمال حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وقال إنّ بيته الذي قصف في نهاية الشهر الأول من العدوان الاسرائيلي على غزة كان مكوناً من أربعة طوابق، ويضم بينّ جنباته شقيقيه علي وخالد وأبناءه المتزوجين.

ويبين لـ"العربي الجديد"، أنّ حياتهم لم تعد مستقرة منذ اللحظة الأولى لاستهداف منزلهم ومأواهم الوحيد، ويضيف: "ما ذنب أطفالنا ونسائنا أن يهجروا بهذا الشكل المُهين، وأن يسكنوا المدارس والخيام دون أن يلتفت إليهم أحد".

ويأمل شقليه أن تشهد بداية العام الجديد حلاً جذرياً لمصيبتهم التي تتفاقم يوماً بعد الآخر، ويتابع: "على جميع المسؤولين الفلسطينيين والعرب أن يقفوا أمام مسؤولياتهم فنحن نذوق المرار كل لحظة، وأطفالنا باتوا لا يعرفون طعماً للراحة والاستقرار".

والحزن الذي سكن عدداً من المناطق التي اكتست بالدمار والخراب والتي مسحت بأكملها عن وجه الأرض لم يتمكن "سانتا كلوز" السنة الجديدة من مسحه، أو إزالة الخوف من عيون الأطفال، على الرغم من المظاهر الاحتفالية التي عمت عدداً من أرجاء القطاع المحاصر.

أما خليل مريش من منطقة الزيتون جنوب مدينة غزة، فقال إنّ الوقت يمر بطيئاً جداً على النازحين وأصحاب البيوت المهدمة، وأضاف: "هل من المنطق أن يكون هذا هو حالنا دون أن يستجيب أحد لاستغاثاتنا في هذه الأجواء الماطرة، أو أن يشعر بنا صناع القرار؟".


ويوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ آلاف النازحين سمعوا الكثير من الوعود التي لم ترقَ للتطبيق على أرض الواقع، مبيناً أن واقعهم يزداد سوءاً وتدهوراً مع كل دقيقة تَمُر، وقال: "انقذوا أبناءنا من الحالة غير الإنسانية التي نمر بها، فنحن مثلكم بشر".

إعمار غزة  تأخر والبيوت ركام (تصوير عبد الحكيم أبو رياش) 

مريش وهو أب لخمسة أولاد وثلاث بنات تركهن في إحدى مدارس اللجوء يبين أن وضع المدارس بات لا يطاق، ويلفت إلى أنّ ساكني المدارس "فقدوا خصوصياتهم، وحياتهم الهانئة، وباتوا لا يشعرون بنكهة الأيام والأعياد والمناسبات التي تمر دون أي بهجة".

ويضيف وقد ظهر التأثر على ملامحه المتعبة "في ليلة رأس السنة من العام الماضي أذكر أنني أحضرت الحلويات والمكسرات لأولادي كي يشعروا أنهم كباقي الناس، ماذا أفعل لهم الآن كي يشعروا بذلك؟!".

وتقدر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عدد المنازل المدمرة في القطاع المحاصر، بمائة ألف منزل بين تدمير جزئي وكلي، يقطنها حوالي 600 ألف مواطن.