غزو الهاتف الذكي للأردن

شهد قطاع الاتصالات، خلال الأعوام القليلة الماضية، تطوراً سريعاً وتغيّراً ‏ملموساً، انعكس بشكل واضح على سوق الهواتف الذكية في الأردن، بعدما تحوّل ‏الاهتمام من الخدمات التقليدية، التي تشمل خدمات الصوت والرسائل ‏النصية القصيرة، إلى الاهتمام بالخدمات المتعلقة بالإنترنت، عقب انتشار ‏التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي، وزيادة عدد مستخدمي خدمات ‏الجيلين الثالث والرابع.‏ وتشير التقارير إلى أن الأردن احتل المرتبة الرابعة عربياً من حيث انتشار الهواتف الذكية.

ويقول مدير معرض لبيع الأجهزة الذكية في عمان، حاتم الخطيب، لـ"العربي الجديد": "ازدهر سوق الهواتف ‏الذكية لدى معظم فئات المجتمع، فرجال وسيدات الأعمال يرغبون بتواصل ‏دائم عبر بريدهم الإلكتروني، ومتابعة أعمالهم على مدار الساعة، أما ‏بالنسبة للشباب والشابات فهم يرغبون بتواصل مستمر على مواقع التواصل ‏والاطلاع على مختلف الأخبار، وخاصة أن الابتكار في ‏التطبيقات وصل إلى مختلف شرائح المجتمع".
‏
ووفق إحصاءات هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الأردني، بلغ مجموع ‏اشتراكات الهواتف الخلوية في الربع الأخير من عام 2014 نحو 11 مليوناً و95 ألف مشترك، بنسبة انتشار بين السكان تبلغ 147%، فيما ‏وصل عدد مستخدمي الإنترنت إلى 5.7 ملايين مستخدم.

ويشير الخبير في مجال الاتصالات، محمد الروسان، إلى أن "النمو الذي شهدته ‏سوق مبيعات الهواتف الذكية يعود إلى المنافسة الشديدة بين الشركات ‏المصنّعة للهواتف الذكية وانخفاض الأسعار، في وقت يتزايد فيه اعتماد الناس وإقبالهم ‏على استخدام هذه الهواتف التي توفر خواص الاتصال بالإنترنت بشكل ‏متنقل، وإتاحة تطبيقات تحاكي مختلف مجالات الحياة اليومية للمستخدمين".‏ ويضيف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "استخدامات الإنترنت، لا ‏سيما شبكات التواصل الاجتماعي، أوجدت إقبالاً متزايداً وطلباً كبيراً من قبل ‏شرائح المجتمع المختلفة على الهواتف الذكية". وكانت دراسة لمجموعة "المرشدين العرب" أظهرت أخيراً أن 41.6% من الهواتف الخلوية في الأردن، هي هواتف ذكية.

وشكّل توجه المستخدمين للاعتماد على تطبيقات المحتوى التي توفرها ‏الهواتف الذكية عبر الانترنت، خاصة تلك التي تتعلّق بالتراسل المجاني، ‏تحديات أمام الشركات المشغّلة الثلاث في الاردن، إذ تراجعت إيرادات ‏سوق الخلوي المحلية بنسبة 6% في عام 2013، لتسجّل 916.6 ‏مليون دولار.

ويلحظ الخبير الاجتماعي، أحمد محادين، أن أكثر الذين يستخدمون ‏الهواتف الذكية يرون بأن تطور تقنيتها وبرمجيتها وصغر حجمها هو السبب ‏أو الدافع الرئيسي الذي جعلهم يستخدمون من خلالها وسائل التواصل ‏الاجتماعي، أو الحصول على المعلومات، مشيراً إلى أن قطاع تكنولوجيا ‏المعلومات والاتصالات الأردني يخدم أكثر من 10 ملايين مستخدم ‏ومستفيد.‏

إقرأ أيضا: حبيب يوسفي: حان وقت تنويع الاقتصاد الجزائري ‏