غزة تحتج ضد صمت الأمم المتحدة على قضية الأسرى

25 مايو 2017
احتجاجات في غزة دعماً للأسرى (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
وقف الفلسطيني محمد أبو الريش، مُكبل اليدين ومغمى العينين ومكمم الفم ومغلق الأذنين، أمام مقر المندوب السامي للأمم المتحدة في مدينة غزة، اعتراضا على حالة الصمت التي تمارس من قبل المفوض الدولي، تجاه إضراب الأسرى في سجون الاحتلال، والذي يدخل يومه الـ39 على التوالي.

ومع استمرار معركة الكرامة التي يخوضها الأسرى الفلسطينيون بإضرابهم عن الطعام في زنازين الاحتلال، تضامن الغزّيون مع معاناة مواطنيهم في السجون الإسرائيلية، بطرق مختلفة، خلال فعالية نظمتها جمعية واعد للأسرى والمحررين، اليوم الخميس، أمام مقر المفوض الأممي في مدينة غزة.

مشهد الصمت، الذي مثله أبو الريش في الفعالية، كان رسالة واضحة للمندوب السامي المتجاهل معاناة الأسرى ودخولهم دائرة الخطر عبر استمرار معركتهم في وجه الاحتلال، من دون إبداء أي ضغطٍ من قبل المفوض، يُعطي الأسرى أملا بتحقيق مطالبهم والإفراج عنهم من سجون الاحتلال.

وشارك أنس زهد في الفعالية بطريقة مختلفة عن أبو الريش، إذ جلس مُكبل اليدين تحت أشعة الشمس، ليتصبّب العرق من جبينه، وعلى صدره ورقة كُتب عليها "مضرب عن الطعام لليوم 39"، لإظهار جزءٍ بسيط من معاناة الأسرى في زنازين الاحتلال.

وقال زهد لـ"العربي الجديد"، إن "الأسرى دخلوا في مرحلة الخطر بعد استمرار إضرابهم عن الطعام بدون موقف من المجتمع الدولي أو المندوب السامي في غزة. جئنا نوصل إليه رسالة أن هذا الصمت على قضية الأسرى، يجعلنا نترقب سماع نبأ استشهاد الفلسطينيين واحدا تلو الآخر في الأيام القادمة".

في الأثناء، أوضح الأسير المحرر مصطفى المسلماني، أن موقف الصمت تجاه قضية الأسرى من قبل الأمم المتحدة مغاير لحقيقة وجود هذه المنظمة الدولية، والتي من المفترض أن تعتبر حارسًا أمينًا على حقوق الإنسان، وضامنًا لتطبيق كافة المواثيق والقوانين الدولية التي تكفل تلك الحقوق.

وأدان المسلماني، في كلمته على هامش الفعالية، صمت المؤسسات والمنظمات الدولية تجاه قضية الأسرى من دون أن تتحدث ولو بكلمة واحدة تدين الاحتلال. وتساءل عن "السر وراء عدم سعي تلك المنظمات لإدانة المحتل الذي ينتهك كافة القوانين والمواثيق الدولية الإنسانية".

وأشار إلى أن حالة الصمت تعطي رسالة أن هذه المنظمات تتقاطع مع سياسات الاحتلال، داعيًا إلى انتصار الفلسطينيين مع الأسرى، والضغط على المجتمع الدولي لأخذ موقف واضح ومساند لإضراب الأسرى الذين يدخلون حالة الخطر في معركتهم.



وتخللت الفعالية مشاركة عدد من الأطفال الفلسطينيين بمقطع من الكورال الفني، الذي يُوصل رسالة بموقف المفوض السامي، عبر تكميم فمه وإغلاق عينيه وأذنيه تجاه معاناة الأسرى، رافعين صورًا لعدد من الأسرى الذين يخوضون الإضراب عن الطعام، من ضمنهم الطفل الأسير معاوية علقم.

وأكد عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، جمال فروانة، "سعيهم إلى تسليم المفوض السامي مذكرة احتجاجية بها توصيات حول قضية الأسرى، مطالبين فيها بإصدار موقف صريح من قبل الأمم المتحدة، يؤكدون فيها أن مطالب الأسرى هي حقوق دنيا لهم، والتزام على إسرائيل يجب عليها تنفيذه".

وناشد فروانة، في كلمته على هامش الوقفة الاحتجاجية، الشعوب الحرة في العالم أجمع من أجل العمل مع الفلسطينيين لنصرة قضية الأسرى، من خلال مطالبتهم حكوماتهم بالضغط على الاحتلال لتنفيذ مطالب الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.