غزة تتنفس حرية

29 اغسطس 2014
+ الخط -


"اليوم عيد"، هذا باختصار أدق توصيف للمشهد في غزة. أفطرت غزة بعد صيام دام 51 يوماً، صيام الأطفال عن اللهو والمرح، وصيام الرجال عن التحرك من البيوت والذهاب إلى أعمالهم ومصانعهم، وصيام ربات البيوت عن التسوق وشراء مستلزمات البيت. بل وصيام عن الأمان والطمأنينة، حيث أنك في غزة طوال فترة الحرب مُعرض للقصف في أي وقت.

اليوم، وبعد أن انتصرت المقاومة الفلسطينية على العدوان الصهيوني الغاشم، واستطاعت فرض شروطها وإرادتها، أصبح في وسع الغزاويين أن يُفطروا هنيئاً مريئاً، بعد صيام مقبول بإذن الله.

كيف كانت حياتهم، وكيف أصبحت، الآن، سنجد أن تعبير "لقد رُدت إليهم حياتهم بعد موت" أدق التعابير عن حالتهم. هذا جانب استرداد الحق المسلوب من الأمن والحياة، وهو أهم مظاهر العيد. وعلى صعيد آخر، جانب الانتصار المعنوي والحربي والسياسي، الذي أحرزته المقاومة، ففي هذه الحرب، تحطمت تماماً أسطورة الجيش الذي لا يُقهر. وفي هذه الحرب، سمعنا عن جنود صهاينة، يُقتلون على يد المقاومين من نقطة صفر، وفي هذه الحرب، سمعنا عن شاؤول الأسير لدى جنود المقاومة، والذي لم يستطع جيشه الذي يمتلك أحدث التقنيات المخابراتية أن ينقذه.

غزة، اليوم، في عيد، وحُق لها أن تفرح، حُق لها أن تزف الشهداء بالزغاريد، وأن تداوي الجرحى بالسرور والبهجة، إذ لم تذهب تضحياتهم هباء. غزة اليوم أعلنت صمود شعبها ومقاومتها، الأقدر على تحديد المعركة مع الصهاينة، وأنها الأجدر بالحرية من وسط شعوب العالم، وأنها الأقوى بوحدة فصائلها وتماسك شعبها ضد العدو الغاشم مغتصب الأرض.

ليهنأ أطفال غزة، وليلعبوا ويمرحوا، وليرجع النبض إلى مصانع غزة وقبابها وورشها، ولترجع الابتسامة لترتسم على وجه غزة في يوم عيدها.

32C28B34-F62F-4803-B2F5-AA8B5E66EEA2
32C28B34-F62F-4803-B2F5-AA8B5E66EEA2
إسلام فتحي (مصر)
إسلام فتحي (مصر)