لا يمكن تصوّر غزة بلا تفكير في القلق. قلق من الحاضر، من المستقبل، من العدوان، من الاعتقالات، من فقدان المنزل، من فقدان الأرض... هو قلق متواصل يُترجم مقاومة لمسبباته.
يقول الخبراء إن المواطنين فى غزة يعيشون منذ زمن حالة من الاضطراب الداخلي لاستمرار الحصار والعدوان. وقد ساهمت هذه الأوضاع في انتشار ثقافة الخوف عند المواطنين. إذ بعد ثلاث حروب متتالية، وإفلات الاحتلال الإسرائيلي من الإدانة والعقاب الدوليين، تبدلت الأوضاع في غزة، حيث بات المواطن مقتنعاً تماماً بأن الموت يحاصره من كل مكان.
أما الحصار، فقد ساهم في تحويل غزة الى معتقل كبير، حيث لا يمكن القيام بأي نشاط اقتصادي ناجح، إلا وكان الخوف من فقدانه بالقصف يلازم صاحبه.
رهائن الخوف المستمر
حالة الخوف هذه، أدت بطبيعة الحال الى تقاعس الغزاويين عن الاهتمام بكيفية تطوير حياتهم الاقتصادية، والاجتماعية، وباتوا رهائن المساعدات في حال وصولها. الأمر الذي تسبب في إضعاف الاقتصاد، وخلق بيئة مضطربة داخل المجتمع. إذ إن الإحساس بالظلم، والتردد يساهم في ضعف النمو والإنتاج لدى العامل، ما يؤدي الى غياب التوازن الاجتماعي والمعيشي.
ومن الناحية النفسية، فإن الذاكرة الفلسطينية مليئة بالألم ، نتيجة الخوف من الحروب. حيث يعيش الغزاويون في قلق وتوتر دائمين. حيث أن غياب الإحساس بالأمان، والشعور بأن الحرب ستتكرر في أي لحظة، دفع الكثير من الغزاويين الى اللجوء الى الأدوية والعقاقير المهدئة. حيث ارتفع حجم استهلاك الأدوية بشكل لافت منذ 3 سنوات.
بالإضافة الى ذلك، ارتفع الطلب على أدوية الأعصاب، والمسكنات، التي تباع في الصيدليات، إذ يلجأ الغزاويون الى تناول هذه الأدوية بشكل مستمر. وبحسب خبراء علم النفس، حتى اليوم لا يوجد أي أحصائية حول كميات الأدوية المهدئة المباعة، "إلا أن الطلب عليها يزداد يوماً بعد يوم"
وبطبيعة الحال، يدفع المواطن في قطاع غزة ثمن الخوف من الحروب والصراعات، أكبر بكثير من التكاليف المادية التي يدفعها أي مواطن في أي دولة تعاني من المشكلات الأمنية. فهنا، العدوان يسبق العدوان، ولا يقوى المواطن على التفكير في حماية نفسه وعائلاته، إلا ويباغته القصف والقتل.
هناك العديد من الأضرار التي لا تقدر بمال، كفقدان شهيد أو منزل أو حدوث إصابة أو إعاقة. ناهيك عن الأضرار النفسية وعدم الاستقرار. خوف طفل من الصواريخ و الطائرات لا يقدر بثمن. لا، بل إن تكرار الحروب على قطاع غزة و الحصار أثر سلباً على جيل كامل من الأطفال و الشباب.
أبرز المخاوف الحالية هو عدم الاستقرار السياسي وعدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مفاوضات القاهرة من إسرائيل. أهمها عدم إنهاء الحصار و عدم بدء عملية إعادة إعمار حقيقية. كل هذا الواقع يزيد القلق لدى المواطنين، ويغذي الخوف من إشتعال الحرب مرة أخرى.
ما ينفقه المواطن في قطاع غزة نتيجة الخوف، لا يرتبط بدعائم حديدية للمنازل، ولا كاميرات ولا شركات أمن، وإنما تأمين مخزون دائم من المواد الغذائية، استعداداً للحرب المقبلة. أما الشركات فتتكبد مصاريف إضافية من وسائل للمراقبة وأجهزة إطفاء للحرائق، وتأمين طرق الخروج من الشركة في حال حدوث العدوان.
يقول الخبراء إن المواطنين فى غزة يعيشون منذ زمن حالة من الاضطراب الداخلي لاستمرار الحصار والعدوان. وقد ساهمت هذه الأوضاع في انتشار ثقافة الخوف عند المواطنين. إذ بعد ثلاث حروب متتالية، وإفلات الاحتلال الإسرائيلي من الإدانة والعقاب الدوليين، تبدلت الأوضاع في غزة، حيث بات المواطن مقتنعاً تماماً بأن الموت يحاصره من كل مكان.
أما الحصار، فقد ساهم في تحويل غزة الى معتقل كبير، حيث لا يمكن القيام بأي نشاط اقتصادي ناجح، إلا وكان الخوف من فقدانه بالقصف يلازم صاحبه.
رهائن الخوف المستمر
حالة الخوف هذه، أدت بطبيعة الحال الى تقاعس الغزاويين عن الاهتمام بكيفية تطوير حياتهم الاقتصادية، والاجتماعية، وباتوا رهائن المساعدات في حال وصولها. الأمر الذي تسبب في إضعاف الاقتصاد، وخلق بيئة مضطربة داخل المجتمع. إذ إن الإحساس بالظلم، والتردد يساهم في ضعف النمو والإنتاج لدى العامل، ما يؤدي الى غياب التوازن الاجتماعي والمعيشي.
ومن الناحية النفسية، فإن الذاكرة الفلسطينية مليئة بالألم ، نتيجة الخوف من الحروب. حيث يعيش الغزاويون في قلق وتوتر دائمين. حيث أن غياب الإحساس بالأمان، والشعور بأن الحرب ستتكرر في أي لحظة، دفع الكثير من الغزاويين الى اللجوء الى الأدوية والعقاقير المهدئة. حيث ارتفع حجم استهلاك الأدوية بشكل لافت منذ 3 سنوات.
بالإضافة الى ذلك، ارتفع الطلب على أدوية الأعصاب، والمسكنات، التي تباع في الصيدليات، إذ يلجأ الغزاويون الى تناول هذه الأدوية بشكل مستمر. وبحسب خبراء علم النفس، حتى اليوم لا يوجد أي أحصائية حول كميات الأدوية المهدئة المباعة، "إلا أن الطلب عليها يزداد يوماً بعد يوم"
وبطبيعة الحال، يدفع المواطن في قطاع غزة ثمن الخوف من الحروب والصراعات، أكبر بكثير من التكاليف المادية التي يدفعها أي مواطن في أي دولة تعاني من المشكلات الأمنية. فهنا، العدوان يسبق العدوان، ولا يقوى المواطن على التفكير في حماية نفسه وعائلاته، إلا ويباغته القصف والقتل.
هناك العديد من الأضرار التي لا تقدر بمال، كفقدان شهيد أو منزل أو حدوث إصابة أو إعاقة. ناهيك عن الأضرار النفسية وعدم الاستقرار. خوف طفل من الصواريخ و الطائرات لا يقدر بثمن. لا، بل إن تكرار الحروب على قطاع غزة و الحصار أثر سلباً على جيل كامل من الأطفال و الشباب.
أبرز المخاوف الحالية هو عدم الاستقرار السياسي وعدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مفاوضات القاهرة من إسرائيل. أهمها عدم إنهاء الحصار و عدم بدء عملية إعادة إعمار حقيقية. كل هذا الواقع يزيد القلق لدى المواطنين، ويغذي الخوف من إشتعال الحرب مرة أخرى.
ما ينفقه المواطن في قطاع غزة نتيجة الخوف، لا يرتبط بدعائم حديدية للمنازل، ولا كاميرات ولا شركات أمن، وإنما تأمين مخزون دائم من المواد الغذائية، استعداداً للحرب المقبلة. أما الشركات فتتكبد مصاريف إضافية من وسائل للمراقبة وأجهزة إطفاء للحرائق، وتأمين طرق الخروج من الشركة في حال حدوث العدوان.