عبر مارتن غريفيث، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى اليمن، اليوم الأربعاء، عن تفاؤله لآخر التطورات على الأرض، وتحديداً اتفاق إعادة الانتشار أحادي الجانب في ميناء الحديدة.
وأشار غريفيث في هذا السياق إلى إعادة انتشار قوات أنصار الله (الحوثيين) من الموانئ الثلاثة الحُديدة والصليف ورأس عيسى، وتولي خفر السواحل مسؤولية الأمن فيها.
وجاءت أقوال غريفيث خلال جلسة عقدها مجلس الأمن لنقاش الوضع في اليمن.
وتعمل الأمم المتحدة، بقيادة الفريق مايكل لوليسجارد، حالياً على مراقبة الموانئ الثلاثة وتُركز الأنشطة على إزالة المظاهر العسكرية وإزالة الألغام. ووصف غريفيث هذه الخطوة بالأولية ضمن المتفق عليه للمرحلة الأولى من عمليات إعادة الانتشار الأوسع في الحُديدة، وفقًا لاتفاقية استوكهولم.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت عن التزام الحكومة اليمنية كذلك بتنفيذ الجزء الخاص بها من المرحلة الأولى.
وشكرغريفيث زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي على تعاونه كما شكر الحكومة اليمنية والرئيس هادي على الالتزام بتنفيذ اتفاق استوكهولم. وقال إنه يتمنى أن تلتزم الأطراف المختلفة بالخطوات، وأكد أن الجنرال لوليسجارد يعمل على مناقشة الخطوات القادمة بما فيها قضايا إعادة الانتشار والقوات الأمنية المحلية.
وعلى الرغم من هذا التفاؤل الحذر فيما يخص الحديدة فقد عبّر غريفيث عن مخاوفه من استمرار القتال بل تفاقمه في مناطق أخرى من اليمن. ونوه إلى أن حلاً شاملاً للوضع في اليمن لن يكون ممكناً إلا باستمرار وعودة المحادثات والتوصل إلى حل سياسي. وأشار إلى أهمية إشراك النساء في المحادثات وبشكل فعال.
الوضع الإنساني لا يزال حرجاً
أما مارك لوكوك، مبعوث الأمين العام للشؤون الإنسانية، فأكد مجددا أن الوضع الإنساني في اليمن ما زال حرجاً جداً حيث يهدد خطر المجاعة الملايين، مبيناً أن هناك عشرة ملايين يمني بحاجة إلى مساعدات ملحة للعيش.
وأكد أن قرابة 300 ألف يمني مشتبه بإصابتهم بالكوليرا منذ بداية العام الحالي لوحده، مشيراً إلى أن هذه الأرقام "مقلقة وخاصة أنه مقارنة بالعام الماضي سجلت 370 ألف حالة مشتبه بها خلال العام كله".
وذكر المبعوث الأممي أن المدنيين اليمنيين في الغالب يموتون في بيوتهم بسبب الحرب، متحدثاً عن التحديات التي تواجهها الأمم المتحدة في توزيع المساعدات.
وأوضح أن جميع أطراف النزاع "تعيق وصول المساعدات أو تقوم بتأخيرها"، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة تمكنت أخيراً من الدخول إلى مطاحن البحر الأحمر من أجل إخراج الحبوب المخزونة هناك.
وحذر مجدداً من خطر كارثة بيئية وإنسانية بسبب ناقلة النفط "صافر" المتواجدة قرابة سواحل الحديدة على البحر الأحمر، والتي لم تشهد أي صيانة منذ عام 2015 وأكد خطر احتمال انفجارها ناهيك عن خطر تسرب النفط إلى البحر حيث تحمل الناقلة 1.1 مليون برميل من النفط.
واستدرك لوكوك بأن الأمم المتحدة وعلى الرغم من تلك الصعوبات تصل إلى ملايين اليمنيين شهريا، كما "تمكنت من منع انتشار المجاعة في مناطق واسعة" من اليمن، لكنه حذر في الوقت ذاته أن هذا "التحسن" مهدد بخطر إذا لم تصل الأموال التي تحتاجها الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، "حيث تم حتى الآن تمويل فقط 20 بالمئة مما تحتاجه الأمم المتحدة".
وضع مأساوي للأطفال
ومن جهتها، تحدثت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف عن الوضع المأساوي الذي يعاني منه أطفال اليمن. واستهلت حديثها بالتطرق لمقتل 14 طفلاً وجرح 16 آخرين نتيجة قصف تعرضت له مدرسة للأطفال الشهر الماضي في صنعاء.
وقالت فور إنه ومنذ بدء الصراع قبل أربع سنوات قتل وجرح على الأقل 7300 طفل يمني، مشيرة إلى أن هذه الأرقام هي فقط تلك التي تم التأكد منها ولكن الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير.
ولفتت إلى "وجود ثلاثين منطقة باليمن تصنف على أنها مناطق قتال فعالة ويعيش فيها قرابة 1.2 مليون طفل يمني. ويموت كل عشر دقائق طفل يمني لأسباب كان يمكن الوقاية منها كنقص الغذاء"، كما قالت فور.
وأكدت في هذا السياق على وجود 360 ألف طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد، منوهة إلى أن نصف أطفال اليمن دون الخامسة، 2.5 مليون طفل، يعانون من التقزم. وتحدثت عن تفشي أمراض كالكوليرا على الرغم من عمل الأمم المتحدة على تطعيم الملايين في اليمن. وتحدثت عن وفاة أكثر من ثلاثة آلاف يمني منذ عام 2017 نتيجة الإصابة بمرض الكوليرا.
وتوقعت المديرة التنفيذية لليونيسيف زيادة في عدد الإصابات في ظل اقتراب موسم الأمطار.
وفيما يخص تجنيد الأطفال للقتال قالت إنه تأكد للأمم المتحدة تجنيد جميع أطراف النزاع في اليمن لأكثر من ثلاثة آلاف طفل، ونوهت إلى أن الأرقام الحقيقية في الغالب أعلى بكثير.
وتحدثت عن أن هناك أكثر من مليوني طفل في اليمن لا يمكنهم الذهاب إلى المدارس، ناهيك عن تدمير واحدة من كل خمس مدارس نتيجة الاقتتال. وعن الوضع الصحي قالت إنه تم تدمير نصف المستشفيات في اليمن.