عقدت غرفة تجارة وصناعة قطر، اليوم الإثنين، اجتماعا مع وفد تجاري إيراني يزور الدوحة حاليا، ضم رجال أعمال وممثلين عن 45 شركة إيرانية في قطاعات اقتصادية متنوعة، في إطار سعي البلدين إلى رفع حجم التبادل التجاري الذي تعزز بعد الحصار الجائر المفروض على قطر منذ يونيو/ حزيران الماضي.
وكانت غرفة قطر قد استقبلت مطلع إبريل/ نيسان الماضي، وفدا تجاريا إيرانيا ترأسه نائب تنسيق الشؤون الاقتصادية وتنمية الموارد بمحافظة فارس، يداله رحماني، وحضره نائب رئيس غرفة شيراز للتجارة والصناعة والزراعة والتعدين، محمد صادق حميديان.
وقال نائب رئيس غرفة قطر، محمد بن أحمد بن طوار الكواري خلال الاجتماع، إن قطر وجمهورية إيران تربطهما علاقات وثيقة في كثير من المجالات.
ولفت إلى أن العلاقات الاقتصادية والتجارية تشتمل على قطاعات الغاز والانشاءات والخدمات وغيرها، مذكرا بحقل غاز الشمال المشترك بين البلدين، وهو أكبر حقل غاز طبيعي بالعالم حيث يضم 50.97 ترليون متر مكعب من الغاز، وتبلغ مساحته نحو 9700 كيلومتر مربع منها 6 آلاف في مياه قطر الإقليمية و3700 في المياه الإيرانية، واكتشف الحقل عام 1971 وبدأ الإنتاج فيه عام 1989.
وأكد بن طوار أن غرفة قطر مهتمة بتعزيز علاقات التعاون مع الجانب الإيراني، وإزالة كافة الصعوبات التي تعيق تطور حجم التجارة البينية، مشددا على دعم الغرفة علاقات التعاون بين أصحاب الأعمال القطريين والإيرانيين، بما يعود بالفائدة على اقتصاد البلدين وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما.
ولفت نائب رئيس غرفة قطر إلى أهمية تسهيل وجود الشركات الإيرانية، مبينا أنه خلال فترة الحصار الجائر الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يونيو/ حزيران الماضي، قامت إيران بتوفير كثير من المواد الغذائية ومواد البناء للسوق القطري، ما أحدث وجودا كبيرا للمنتجات الإيرانية في السوق المحلي، مشيراً إلى أن المجال مفتوح أمام المستثمرين القطريين والإيرانيين لتعزيز الشراكات بينهما.
بدوره، قال رئيس الوفد التجاري الايراني، بيير مؤذن، إن هناك علاقات تعاون قوية بين البلدين ومشتركات اقتصادية وثقافية، مشيداً بالتسهيلات والحوافز التي يوفرها البلدان لتحفيز مناخ الاستثمار، والجهود التي تبذل من الجانبين لإزالة كافة المعوقات التي تواجه النقل البحري وزيادة حجم التبادل التجاري.
وأوضح مؤذن أن الوفد الايراني يضم ممثلي أكثر من 45 شركة متخصصة في مجالات تجارية مختلفة، للتعرف إلى مناخ الأعمال في دولة قطر، وللتباحث حول الفرص الاستثمارية المتاحة، بخاصة في قطاعات الصناعات المعدنية والزيوت والاسمنت والجبس والمنظفات والسجاد والخدمات.
يذكر أن وزير الاقتصاد والتجارة القطري، الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني، زار إيران في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وصرح خلال الزيارة أن بلاده تسعى إلى زيادة التبادل التجاري مع إيران، الذي حقق ارتفاعا ملحوظا، لافتا إلى أن المواد الغذائية ومواد البناء كانت على رأس مستوردات قطر من إيران.
ودعا الوزير القطري إلى رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 5 مليارات دولار، أي بنحو بخمسة أضعاف، وفقا لما نقلته وكالة "فارس" الإيرانية.
وتشير الإحصاءات الرسمية الإيرانية، إلى أن إيران صدّرت بضائع غير نفطية إلى قطر، بقيمة تقارب 140 مليون دولار حتى 22 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بزيادة قدرها نحو 118%، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2016.