بدأت وسائل الإعلام التركية بكشف ما يمكن وصفه بالطرائف، أو ما لم يقل خلال زحمة الانتخابات وترقب نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي شهدتها تركيا، أول أمس الأحد، وأسفرت عن فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بنسبة فاقت 52 في المئة.
وربما يحتل صدارة تلك الأخبار، تصريح محرم إنجة، أمس، خلال مؤتمر صحافي بأنقرة، نظراً لما تحلى به من الشجاعة والديمقراطية، بحسب وصف محللين أتراك، إذ قال المرشح الذي لم يحصد أكثر من 30 في المئة: "الأرقام والنتائج واضحة، وعدم الاعتراف بها سيكون خيانةً للديمقراطية وعدم احترام لإرادة الشعب". وتابع: "أردوغان فاز، سأهاتفه للتهنئة وربما أزوره".
وختم خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر حزب الشعب بالعاصمة التركية صبيحة اليوم التالي من الانتخابات: "إن لم تكن مستعداً لتهنئة الفائز حين تخسر الانتخابات، فلا يجب أن تدخل السباق".
كما كان لافتاً أو مفاجئاً، بحسب الإعلام التركي، أن حزب "الحركة القومية" تمكن من وزيادة نوابه بالبرلمان من 40 إلى 50 نائباً، رغم انشقاق حزب "الجيد" عنه، والذي حصل، وكانت مفاجأة، على عتبة 10 في المئة، ما مكّنه من دخول البرلمان، رغم حداثة تأسيسه التي لا تزيد عن بضعة أشهر.
وتناول الإعلام التركي أول تغريدة باللغة العربية للرئيس التركي أردوغان، بعد الانتخابات والتي قال خلالها "أهنئ شعبنا مجدداً على نصره الديمقراطي الذي تجلى في انتخابات 24 يونيو/حزيران، وأن تركيا قدمت درساً في الديمقراطية لكل دول العالم من خلال نسبة مشاركة في الانتخابات اقتربت من 90 في المئة، وقد اتضحت النتائج غير الرسمية للانتخابات، ووفقاً لذلك كلفني الشعب بمهمة رئاسة الجمهورية وتولي السلطة التنفيذية".
تأخر أردوغان عن خطاب الشرفة
لاحظ المتابعون لليلة الانتخابات تأخر وصول الرئيس التركي لأنقرة ليلقي "خطاب الشرفة"، بحسب التقاليد التركية، وذهبت التكهنات ليل الأحد، إلى أن هناك صناديق لم يتم فرز الأصوات فيها وقد تتغير النسب، وهو سبب عدم إلقاء الخطاب.
إلى أن ذكرت وسائل الإعلام التركية أن الرئيس أردوغان قدّم اعتذاره لتجمّع من أنصاره أمام مقرّ حزب العدالة والتنمية في أنقرة لتأخّره عن الاحتفال معهم بفوزه نظراً لإسعاف طفل أُصيب أثناء الاحتفال بالفوز في الانتخابات.
وقال أردوغان مخاطباً أنصاره: "أعتذر.. كنت سأحضر إلى هنا لمشاركتكم فرحتكم في الوقت المحدَّد، لكن طفلاً صغيراً من المحتشدين أمام مقرّنا في إسطنبول تعرّض لحادث وتم نقله إلى المستشفى وذهبت للاطمئنان عليه، هو في السابعة من عمره ويخضع الآن لعملية جراحية، أدعو الله له بالشفاء العاجل".
صناديق جوالة ولباس غريب
أقرت اللجنة العليا للانتخابات، التي جرت أول أمس بتركيا، ولأول مرة، نظام الصناديق الجوالة، بمعنى أن يذهب الصندوق الانتخابي إلى كل ذي احتياج خاص أو مريض يحول وضعه الصحي دون الذهاب إلى المراكز الانتخابية.
وفي هذا الصدد، أدلت غولاز يشيل، البالغة من العمر 75 عاماً وتعاني من ضمور في عضلاتها، بصوتها في صندوق جاءها إلى منزلها بولاية أسكي شهير، شمال غربي البلاد. وأعربت يشيل عن شكرها للقائمين على تنظيم الانتخابات والموظفين الوافدين إلى منزلها.
بدورها، أدلت أيضاً نيفين جابا (78 عاماً)، التي تعاني من صعوبة في الحركة، بصوتها في صندوق الاقتراع، معربةً عن امتنانها لتطبيق نظام الصندوق الجوال.
وأضافت: "خدمة جيدة، انظروا إليّ لا أستطيع الذهاب إلى المركز الانتخابي ولكنهم جاؤوا إليّ، أسأل الله أن يمدهم بالصحة والعافية وأن تحمل هذه الانتخابات الخير لبلادنا وأبنائها".
كما أدلت زينب هانم بيلغيج، بصوتها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، في منزلها بولاية آديمان (جنوب)، وفق نظام الصناديق الجوالة المخصصة للمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
وأعربت زينب عن سعادتها لتمكنها من أداء واجبها الانتخابي بتطبيق نظام الصناديق الجوالة، وعدم معاناتها كما في الانتخابات الماضية من مشقة الذهاب إلى مركز الاقتراع.
وفي ولاية قهرمان مرعش، جنوبي البلاد، جاء المواطن محمد آغ غوربوز إلى المركز الانتخابي مرتدياً ملابس رسم عليها العلم التركي.
وتكرّر المشهد في ارتداء الملابس التقليدية في ولايات جناق قلعة وآيدن وكوتاهية وقسطموني وشانلي أورفة وهكاري، أثناء عملية الاقتراع.
وفي ولاية أسكي شهير، وفد عروسان إلى المركز الانتخابي بزي الزفاف قبل انطلاق حفل قرانهما، فأدليا بصوتهما ليغادراها لاحقا إلى صالة الأعراس.
وفي ولاية دنيزلي (غرب)، اصطحب الناخب أحمد قولوجم إلى المركز الانتخابي ببغائين يقوم بتربيتهما بمنزله، فيما جاء ناخب آخر بلباس الجوقة العثمانية (مهتران).
أقصر امرأة وأكبر معمرة
أدلت أقصر امرأة في تركيا، أليف كوجامان، البالغ طولها 72.6 سنتيمتراً، بصوتها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية أول من أمس الأحد، ووصلت كوجامان إلى لجنتها الانتخابية في إعدادية قاديرلي بولاية عثمانية، جنوبي تركيا، برفقة والدتها وأخيها.
وبعد إبراز هويتها، وملئها ورقتي الاقتراع، حملها أخوها لتتمكن من وضع مغلف الانتخاب في الصندوق.
وبعد إدلائها بصوتها، تبادلت كوجامان أطراف الحديث مع المواطنين الآخرين، والتقطت صوراً معهم، وتمنت أن تعود الانتخابات بالخير على تركيا.
ودخلت كوجامان موسوعة غينيس للأرقام القياسية عام 2010 باعتبارها أقصر امرأة في العالم، إلا أن اللقب ذهب عام 2011 للأميركية بريجيت جوردان التي يبلغ طولها 69 سنتيمتراً.
كما أدلت التركية عائشة أوزكار، البالغة من العمر 117 عاماً، بصوتها كذلك، ولدى المعمرة التركية 9 أبناء و40 حفيداً و63 من أبناء أحفادها، وحفيد لأحد أحفادها.
وقال مصطفى أوزكار، ابن المعمرة التركية، إن والدته شاركت في جميع الانتخابات التي شهدتها البلاد سابقاً.
وأوضح أن والدته أعربت عن رغبتها في المشاركة في الانتخابات الحالية، مبيناً أنه مكّن والدته من المجيء إلى المركز الانتخابي والاقتراع في الصندوق، عبر مساعدتها بنفسه. ومن جانبها أعربت المعمرة عائشة عن أملها بأن تحمل الانتخابات الخير لبلادها وأبناء شعبها.