وأفادت مصادر قريبة من الحوثيين اليوم بأن مقاتلات شنت نحو 30 غارة جوية في محافظة صعدة الحدودية مع السعودية، حيث تركزت الغارات في مديريات "كتاف" و"منبه" و"الظاهر" و"رازح" و"باقم". وبحسب الأنباء فقد سقط العديد من القتلى والجرحى، أغلبهم في "سوق يسنم" بمديرية "باقم".
وكانت صعدة خلال اليومين الماضيين هدفاً للعدد الأكبر من الغارات، والتي تستهدف مواقع وتجمعات مفترضة للحوثيين، على ضوء التوتر الحاصل في المناطق الحدودية الشمالية الغربية، بين اليمن والسعودية.
في محافظة عمران، شن التحالف اليوم نحو سبع غارات استهدفت المجمع الحكومي، الذي يسيطر عليه الحوثيون، ومعسكر قوات الأمن الخاصة ومعسكر اللواء 310 مدرع، الذي يقع تحت سيطرة موالين للجماعة.
وفي تعز، تشهد المدينة اشتباكات متقطعة بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، من جهة، وبين المقاومة الشعبية من جهة أخرى، وذلك في محيط "جبل جرة" وحي "الجمهوري"، فيما شيع الآلاف من المواطنين العديد من القتلى، الذين سقطوا، من رجال المقاومة ومن المدنيين، بقذائف عشوائية للحوثيين.
وفي مأرب، وسط البلاد، أفادت مصادر محلية اليوم بأن رجال القبائل، أو ما يعرف بـ"المقاومة"، حققوا تقدماً وسيطروا على بعض المواقع في منطقة "الجدعان".
في صنعاء، سقط العديد من القتلى والجرحى جراء غارات للتحالف شنها فجر اليوم على أهداف في مدينة "صنعاء القديمة"، الواقعة في قلب العاصمة.
وبحسب المصادر، دمرت نحو ثلاثة منازل على الأقل وتضررت أخرى، في المدينة التي تتألف من عدد من المباني الأثرية المبنية من الطين، وحول الحوثيون العديد منها إلى مقار لهم.
في المقابل، نفت السعودية شن غارة على الوسط التاريخي للعاصمة صنعاء، اليوم الجمعة، وصرح المتحدث باسم التحالف، العميد ركن أحمد العسيري، لوكالة "فرانس برس": "بالتأكيد لم نشن أية غارة داخل المدينة".
وأضاف العسيري "نعرف أن هذه المواقع مهمة للغاية"، في إشارة إلى المدينة القديمة في صنعاء المدرجة على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) للتراث العالمي.
وأضاف أن المتمردين ربما كانوا يخفون أسلحة أو ذخائر في تلك المنطقة.
وتابع: "قبل أيام وقع انفجار في واحد من مخازنهم (الحوثيين) ولذلك ربما يكون ذلك أحد هذه الانفجارات".
ولاقت الانفجارات في صنعاء القديمة تنديداً من ناشطين يمنيين ومن منظمات دولية، وقالت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، في بيان اليوم: "إنني متأثرة كل التأثر للخسائر في الأرواح البشرية، وكذلك للتدمير الذي لحق بواحدة من أقدم جواهر الحضارة الإسلامية. ولقد أصبت بصدمة جراء صور المنازل الرائعة البرجية ذات العديد من الأدوار والحدائق الهادئة التي نالها التدمير. وستفضي أعمال التدمير هذه إلى تفاقم الوضع الإنساني في البلاد". ودعت اليونسكو "الأطراف إلى احترام التراث الثقافي في اليمن وحمايته".
اقرأ أيضاً: التحالف يستأنف غاراته على صنعاء بعد توقف 48 ساعة