شكلت إصابة والدتها بمرض السرطان تحولاً كبيراً في مسار حياتها المهنية، وكانت دافعاً لتوظف كل جهودها في الدعم النفسي لمرضى السرطان، وإلى جانب عملها تطوعت لتقديم أكبر عدد من الجلسات النفسية لمرضى السرطان، كذلك أسست مع اختصاصيين نفسيين آخرين فريق "مسار" للدعم النفسي لمرضى السرطان في قطاع غزة. هي غادة بن سعيد شابة فلسطينية، وهذا ما قالته لـ "العربي الجديد"...
- كيف بدأ مشوارك لدعم مرضى السرطان؟
في عام 2013 كنت أحضّر الماجستير في علم النفس، وفي ذلك الوقت اكتشف الأطباء إصابة والدتي بالسرطان. مرض والدتي شتت تفكيري كثيراً في البداية ولاحقاً قررت أن تكون رسالتي في الماجستير دراسة تخدم الجانب النفسي لدى مرضى السرطان. كانت البداية صعبة، لكني صرت أدعم والدتي ومرضى السرطان نفسياً. والدتي تقبلت المرض ومتعايشة معه.
- كيف تجدين الدعم النفسي لمرضى السرطان في غزة؟
يفتقر مرضى السرطان للدعم النفسي، وحرصهم الكبير يتركّز في الحصول على الأدوية فقط. المستشفيات لا تقدم الدعم النفسي وعدد المؤسسات ليس كافياً أمام الأرقام الكبيرة لمرضى السرطان، إضافة إلى أن الأشخاص المرضى الذين يحتاجون إلى الدعم النفسي لا يتحدثون إلى أحد، ومنهم من لا يتقبل فكرة العلاج النفسي، علماً بأن أهمية الدعم النفسي توازي أهمية العلاج الجسدي بالنسبة إليهم.
- ما هي أبرز الأساليب التي تستخدمينها لعلاج مرضى السرطان نفسياً؟
أعتمد على المدرسة التكميلية في علم النفس، وهي تشمل المدارس السلوكية والتحليلية والمعرفية، وتسمح هذه المدرسة بالتعاطي مع كافة فئات المرض ومراحله في جسم الإنسان. أعمل على تعديل الأفكار السلبية المتعلقة بالمرض وآلية تقبل الواقع من خلال الدخول إلى المدرسة الإنسانية، وهي مدرسة نفسية عاطفية وفعالة مع المرضى. كما أن المهارات الحياتية وتطوير أسلوبها يخفف من حدة الشعور بالمرض أيضاً.