غاب "منتخب النشامى".. لكنّ المونديال شغل الأردنيين الشاغل

10 يونيو 2014
يخوض الأردنيون نقاشات طويلة دفاعاً عن فرقهم (Getty)
+ الخط -

يتحضر الأردنيون لمتابعة بطولة كأس العالم لكرة القدم، وهم المغرمون بالحدث الكروي الأضخم الذي أصبح الحديث عنه شغلهم الشاغل. وبعد أن نسوا أو تناسوا حزنهم وغضبهم على عدم تأهل المنتخب الوطني المعروف بـ "منتخب النشامى" إلى البطولة إثر خسارته أمام الأوروغواي بملحق التصفيات المؤهلة للبطولة، والذي وصلوه للمرة الأولى في تاريخهم، راحوا يرتبون صفوفهم ويصطفّون خلف الفرق التي يشجعونها. كما يخوضون نقاشات طويلة تصل حد الخصومة دفاعاً عن فرقهم وتغنياً ببطولاتها السابقة مع مهارات نجومها الحاليين والمعتزلين.

ويتهافت المشجعون على حيازة قمصان وشعارات منتخباتهم المفضلة، وصور أبطالها المطبوعة على مختلف الأدوات كالمجلات والقمصان والمظلات، والتي تنتشر متاجر متخصصة في بيعها. فيخيّل لمن يتابع المشهد أن الأردن تحول إلى "استاد" كبير، وأن المواطنين يصطفون في طوابير طويلة للدخول.

ويجد التجار في الحدث فرصة مواتية للربح، خاصة الذين يعملون بالتجهيزات الرياضية. كما يستغل أصحاب المقاهي المناسبة لاستقطاب الزبائن عبر عروض مغرية تبدأ بتوفير شاشات عرض ضخمة لمتابعة المباريات، وتوفير أجواء "كرنفالية" والإعلان عن مسابقات وجوائز للفائزين فيها.

وفي وسط العاصمة عمّان يعرض سليمان العبد تجهيزات البطولة على واجهات متجره المتخصص في الأدوات الرياضية بشكل ملفت للمارة. ويضيق المتجر من الداخل بكل ما يمكن أن يخطر على البال، من أعلام الدول المشاركة في البطولة، إلى إزياء المنتخبات، ومجسمات كأس العالم، ومجلات ومنافض السجائر وأساور وميداليات، وغيرها.

يقول العبد: "هذا موسم لا يتكرر سوى كل أربع سنوات ويجب استغلاله". ويرصد منذ مطلع الشهر ارتفاعاً في المبيعات بلغ الضعفين، متوقعاً أن يرتفع أكثر مع انطلاق البطولة وزيادة حرارة المنافسة. ويشير إلى أن بيع مستلزمات البطولة لا يقتصر على الأفراد، بل يمتد إلى تجهيز المطاعم والمقاهي والفنادق الراغبة بأن يعيش روادها أجواء البطولة.

"في قلب الحدث"

تسابق المقاهي بدورها الوقت لاستقبال زبائنها بحلة كروية، واستقطاب زبائن جدد نتيجة تميز خدماتها الخاصة ببث مباريات البطولة، بحسب ما يقول فارس تفاحة، صاحب أحد المقاهي.

 نصب تفاحة في المقهى شاشتي عرض عملاقتين، ليشعر المشاهد أنه في "قلب الحدث"، إضافة إلى التلفزيونات الموزعة في مختلف أرجاء المقهى المكون من ثلاثة طوابق.

ويحضّر تفاحة لمفاجأة إضافية، هي عبارة عن مسابقة لتوقع نتيجة المباراة، يحصل من يفوز فيها على جوائز رياضية. كما سيمنح كل زبون على قميص للفريق الذي يشجعه. يشرح: "سنتحمل بعض التكاليف الإضافية، لكن سنستفيد من زيادة عدد الزبائن، ما يزيد من أرباح المقهى".

ويجذب حضور مباريات كأس العالم في المقاهي العديد من الأردنيين حتى أولئك الذين اشتركوا في قنوات "الجزيرة الرياضية". يقول يوسف السعدي إن "أجواء المقاهي أكثر حماسا"، مشيراً إلى أنه سيتابع المباريات الأولى في المنزل في حين سيتابع المباريات الحاسمة في المقاهي برفقة الأصدقاء.

ويبلغ قيمة اشتراك قنوات "الجزيرة الرياضية" 270 ديناراً أردنياً (نحو 381 دولاراً)، وهو ما يشكل عبئاً على غالبية الأردنيين الذين تشير تقديرات "صندوق النقد الدولي" للعام 2012 إلى أن معدل دخل الفرد في الأردن يبلغ 3464 ديناراً سنوياً (نحو 4900 دولار).

يحلم العاجزون عن الاشتراك في قنوات "الجزيرة" بأن تقوم قنوات فضائية ببث البطولة بالمجان، يقول جبر أبو إكريم الشغوف بكرة القدم: "القناة الألمانية أعلنت أنها ستبث المباريات، إن شاء الله تبثها". وفي حال عدم حصول ذلك يفكّر بأن يتشارك مع عدد من أصدقائه في اشتراك "الجزيرة"، كي يتمكّن من متابعة البطولة.

يشار إلى أن مراكز الشباب التابعة لـ"المجلس الأعلى للشباب" بثت عدداً من مباريات المونديال الماضي، في مقراتها البالغ عددها 145 مقراً موزعاً على مختلف مناطق الأردن، بمبادرة من ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله.

وقدم "المجلس الأعلى للشباب" مقترحاً لبث بطولة كأس العالم لهذا العام والمتوقع أن يتم الموافقة عليه، وغالباً بمبادرة ملكية توفر مستلزمات البث كما حدث في البطولة الماضية، فيما يتوقع سكان العاصمة عمّان أن تقوم أمانة العاصمة ببث عدد من المباريات عبر شاشات ضخمة معلقة في الحدائق العامة والمنتزهات التابعة لها، وهو ما تدرسه الأمانة من دون أن تتخذ فيه قرارا حتى الآن.