تحاول قوات النظام السوري اقتحام حي جوبر الدمشقي ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية، بعد أن أزاحت عن كاهلها جبهة داريا وبعدها جبهة المعضمية، لتركّز كل جهدها العسكري في الغوطة، خصوصاً في حي جوبر الذي يُعتبر الحي الوحيد في دمشق الذي ما زال نشطاً عسكرياً في مواجهة النظام، لتعود الاشتباكات بين النظام ومقاتلي المعارضة إلى تلك المنطقة.
وقال الناشط الإعلامي في دمشق وريفها، حبيب عمار، إن عمليات قوات النظام لم تتوقف في حي جوبر الذي هو أقرب نقطة ساخنة إلى قلب دمشق، بعد الهدن التي وُقعت في أحياء برزة والقابون وتشرين والأحياء الشمالية الشرقية للعاصمة دمشق. وأوضح عمار، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن عمليات النظام كانت تخف أحياناً بسبب العمليات العسكرية في الشمال السوري وداريا وعدم وجود أعداد كافية من قواته والمليشيات لزجها في حي جوبر، ولكن بعد إخلاء داريا من مقاتليها وسكانها، سحب النظام معظم العتاد والقوات من داريا وزجّها على جبهات الغوطة وجبهة دمشق المتمثلة خصوصاً بجبهة جوبر. وأشار إلى أن العمليات بدأت قبل وبعد فشل الهدنة الأخيرة التي رعتها الولايات المتحدة وروسيا، بل عمد النظام إلى مزامنة اقتحامه للحي يوم الجمعة الماضي مع سريان الهدنة المفترضة، قبل أن يعاود هجومه يوم الأحد مستخدماً غاز الكلور، إلا أنه أخفق في الهجومين بتحقيق أي تقدّم يذكر.
ولفت عمار إلى أن قوات النظام تمكّنت في الأشهر الأخيرة من انتزاع بعض النقاط من يد مقاتلي المعارضة بسبب كثافة القصف الجوي والمدفعي والصاروخي للحي بمشاركة من الطائرات الروسية، ومن راجمات صواريخ حديثة زودت بها روسيا قوات النظام، وتمتلك قدرة تدميرية كبيرة، خصوصاً من محاور طيبة والكراجات، إذ تم إغلاق الكراجات. وأوضح أن القوة الرئيسية لمقاتلي المعارضة في حي جوبر تابعة لـ"فيلق الرحمن"، إضافة إلى وجود محدود لفصيل "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" كما يوجد لـ"جيش الإسلام" بعض النقاط على تخوم الحي من جهة الغوطة الشرقية.
من جهته، أوضح المتحدث باسم "فيلق الرحمن"، وائل علوان، في حديث لـ"العربي الجيد"، أنه لا يوجد في جوبر إلا "فيلق الرحمن"، وهناك نقاط لحركة "أحرار الشام" من جهة حي القابون المطل على جوبر، وغالباً ما يشتركون في الاشتباكات تحت اسم "جيش الفسطاط" خصوصاً حين تحاول قوات النظام الاقتحام من جهة حي القابون.
ولفت إلى أن "النظام يحاول تأمين محيط العاصمة لما له من بُعد استراتيجي، إذ يسعى إلى المحافظة على ظهره الذي يمده بأسباب القوة وهو الساحل السوري، كما يحافظ على رأسه في دمشق التي تعطيه المشروعية القانونية بعد أن فقد المشروعية السياسية"، مشيراً إلى أنه لهذه الأسباب يخوض النظام معارك كبيرة في هذه المنطقة، "وقد ارتكب مجازر كثيرة في الغوطتين بدأت بمجزرة داريا عام 2012 مروراً بمجازر الكيماوي وصولاً إلى مجازر أخرى عدة أهمها في جديدة الفضل وقد ذهب ضحيتها مئات المدنيين".
وقال علوان إن الغوطتين كانتا ركيزتي العمل الثوري في محيط العاصمة، وقد مارس النظام بحقهما كل ما في جعبته من سياسات تدميرية وغير إنسانية من سياسة الحصار والتجويع إلى عمليات القصف اليومية إلى زج قوات النخب في المعارك مثل الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة والفصائل الايرانية التي تقاتل معه، لافتاً إلى أنه "بعد أن استطاع النظام إفراغ سكان درايا ومقاتليها، وبعد أن أحكم الخناق على بلدات جنوب دمشق واضطرار معظم بلداته إلى عقد هدن، لم يتبق لديه في محيط العاصمة سوى الغوطة الشرقية، وفي المقدمة حي جوبر". وأوضح أن "النظام حاول اقتحام هذه المناطق التي يفرض عليها حصاراً خانقاً مئات المرات خلال السنوات الماضية، وهو يقصفها يومياً بكل أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً، إلا أن جهوده باءت بالفشل نسبياً، مع وجود مخزون غذائي توفره أراضي الغوطة الخصبة، ووجود أقوى فصائل المعارضة في تلك المنطقة".
اقــرأ أيضاً
وبالنسبة للوضع اليوم في حي جوبر ومدى قدرة النظام على اقتحامه بعد نقل جزء هام من قواته إلى هذه الجبهة إثر انتهائه من جبهة داريا، قال علوان إن النظام يحاول التقدّم من الشمال من جهة قطاع طيبة ومن الجنوب في قطاع المناشر ومن الغرب عبر قطاع عارفة ومن جهة حي القابون مع قصف شبه يومي للحي وللمناطق التي نزح إليها أهالي جوبر بالطيران الحربي والمدفعية والصواريخ، حتى إن المجلس المحلي أعلن جوبر منطقة منكوبة مع تخطي نسبة الدمار فيها الستين في المائة.
وأضاف أن النظام متفوق عسكرياً ولوجستياً بالحصار الخانق، خصوصاً عبر سلاح الطيران وصواريخ أرض-أرض ومضادات الدروع، لكن "الثوار يمتلكون معنويات عالية، وهم مصممون بأسلحتهم البسيطة على منع أي تقدّم للنظام في المنطقة"، في حين أن قوات النظام مستنزفة في العنصر البشري، إضافة إلى تدني معنويات عناصرها وتفشي الفساد في صفوفها، وفق قوله.
واستبعد علوان أن تتمكن قوات النظام من تغيير موازين القوى على الأرض، إذ تحاول منذ أكثر من عامين التقدم في جوبر بلا نتيجة، وما زال مقاتلو المعارضة متشبثين بمواقعهم التي لا يبعد أحدها عن ساحة العباسيين في قلب دمشق أكثر من 500 متر، متوقعاً أن يتواصل جمود الجبهات إلى حين توفر ظروف لأحد الفريقين تساعده على كسرها.
من جهته، قال الناشط عمار حبيب، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن قوات المعارضة تمكّنت من الصمود خلال السنوات الماضية بسبب نوعية مقاتليها ونوعية تسليحهم الخفيف عموماً، والذي يسهّل حركتهم ويمنحهم أفضلية مباغتة قوات النظام، بسبب عدم وجود آليات ثقيلة أو مراكز واضحة لقواتهم، وهو ما مكّنهم من استنزاف قوات النظام. وأوضح أن مقاتلي المعارضة في حي جوبر يعتمدون في تحركاتهم على شبكة أنفاق واسعة قاموا بحفرها، وهي تغطي معظم مناطق سيطرتهم وتجنّبهم القصف المستمر لقوات النظام.
ويُعد حي جوبر في مقدمة المناطق التي خرجت فيها التظاهرات المناوئة للنظام، وقد تسببت الحملة الواسعة التي تشنّها قوات النظام عليه في تهجير سكانه نحو أحياء دمشق الأخرى ونحو غوطتها الشرقية والأراضي اللبنانية. وإضافة إلى الحي، تتواصل المعارك في الغوطة الشرقية بين قوات النظام ومقاتلي "جيش الإسلام" في محاور عدة، خصوصاً في جبهة رحبة الإشارة في أطراف بلدة الريحان، إثر محاولة قوات النظام توسيع نقاط سيطرتها في المنطقة. كما تجددت الاشتباكات بين الطرفين في جبهة حوش نصر، حيث أعلن "جيش الإسلام" عن تمكّن عناصره من قتل عدد من جنود النظام هناك، مؤكداً إخفاق النظام في تحقيق أي تقدّم بري في تلك المنطقة. وامتدت الاشتباكات أيضاً إلى منطقة مرج السلطان في الغوطة الشرقية.
اقــرأ أيضاً
وقال الناشط الإعلامي في دمشق وريفها، حبيب عمار، إن عمليات قوات النظام لم تتوقف في حي جوبر الذي هو أقرب نقطة ساخنة إلى قلب دمشق، بعد الهدن التي وُقعت في أحياء برزة والقابون وتشرين والأحياء الشمالية الشرقية للعاصمة دمشق. وأوضح عمار، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن عمليات النظام كانت تخف أحياناً بسبب العمليات العسكرية في الشمال السوري وداريا وعدم وجود أعداد كافية من قواته والمليشيات لزجها في حي جوبر، ولكن بعد إخلاء داريا من مقاتليها وسكانها، سحب النظام معظم العتاد والقوات من داريا وزجّها على جبهات الغوطة وجبهة دمشق المتمثلة خصوصاً بجبهة جوبر. وأشار إلى أن العمليات بدأت قبل وبعد فشل الهدنة الأخيرة التي رعتها الولايات المتحدة وروسيا، بل عمد النظام إلى مزامنة اقتحامه للحي يوم الجمعة الماضي مع سريان الهدنة المفترضة، قبل أن يعاود هجومه يوم الأحد مستخدماً غاز الكلور، إلا أنه أخفق في الهجومين بتحقيق أي تقدّم يذكر.
ولفت عمار إلى أن قوات النظام تمكّنت في الأشهر الأخيرة من انتزاع بعض النقاط من يد مقاتلي المعارضة بسبب كثافة القصف الجوي والمدفعي والصاروخي للحي بمشاركة من الطائرات الروسية، ومن راجمات صواريخ حديثة زودت بها روسيا قوات النظام، وتمتلك قدرة تدميرية كبيرة، خصوصاً من محاور طيبة والكراجات، إذ تم إغلاق الكراجات. وأوضح أن القوة الرئيسية لمقاتلي المعارضة في حي جوبر تابعة لـ"فيلق الرحمن"، إضافة إلى وجود محدود لفصيل "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" كما يوجد لـ"جيش الإسلام" بعض النقاط على تخوم الحي من جهة الغوطة الشرقية.
ولفت إلى أن "النظام يحاول تأمين محيط العاصمة لما له من بُعد استراتيجي، إذ يسعى إلى المحافظة على ظهره الذي يمده بأسباب القوة وهو الساحل السوري، كما يحافظ على رأسه في دمشق التي تعطيه المشروعية القانونية بعد أن فقد المشروعية السياسية"، مشيراً إلى أنه لهذه الأسباب يخوض النظام معارك كبيرة في هذه المنطقة، "وقد ارتكب مجازر كثيرة في الغوطتين بدأت بمجزرة داريا عام 2012 مروراً بمجازر الكيماوي وصولاً إلى مجازر أخرى عدة أهمها في جديدة الفضل وقد ذهب ضحيتها مئات المدنيين".
وقال علوان إن الغوطتين كانتا ركيزتي العمل الثوري في محيط العاصمة، وقد مارس النظام بحقهما كل ما في جعبته من سياسات تدميرية وغير إنسانية من سياسة الحصار والتجويع إلى عمليات القصف اليومية إلى زج قوات النخب في المعارك مثل الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة والفصائل الايرانية التي تقاتل معه، لافتاً إلى أنه "بعد أن استطاع النظام إفراغ سكان درايا ومقاتليها، وبعد أن أحكم الخناق على بلدات جنوب دمشق واضطرار معظم بلداته إلى عقد هدن، لم يتبق لديه في محيط العاصمة سوى الغوطة الشرقية، وفي المقدمة حي جوبر". وأوضح أن "النظام حاول اقتحام هذه المناطق التي يفرض عليها حصاراً خانقاً مئات المرات خلال السنوات الماضية، وهو يقصفها يومياً بكل أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً، إلا أن جهوده باءت بالفشل نسبياً، مع وجود مخزون غذائي توفره أراضي الغوطة الخصبة، ووجود أقوى فصائل المعارضة في تلك المنطقة".
وبالنسبة للوضع اليوم في حي جوبر ومدى قدرة النظام على اقتحامه بعد نقل جزء هام من قواته إلى هذه الجبهة إثر انتهائه من جبهة داريا، قال علوان إن النظام يحاول التقدّم من الشمال من جهة قطاع طيبة ومن الجنوب في قطاع المناشر ومن الغرب عبر قطاع عارفة ومن جهة حي القابون مع قصف شبه يومي للحي وللمناطق التي نزح إليها أهالي جوبر بالطيران الحربي والمدفعية والصواريخ، حتى إن المجلس المحلي أعلن جوبر منطقة منكوبة مع تخطي نسبة الدمار فيها الستين في المائة.
وأضاف أن النظام متفوق عسكرياً ولوجستياً بالحصار الخانق، خصوصاً عبر سلاح الطيران وصواريخ أرض-أرض ومضادات الدروع، لكن "الثوار يمتلكون معنويات عالية، وهم مصممون بأسلحتهم البسيطة على منع أي تقدّم للنظام في المنطقة"، في حين أن قوات النظام مستنزفة في العنصر البشري، إضافة إلى تدني معنويات عناصرها وتفشي الفساد في صفوفها، وفق قوله.
واستبعد علوان أن تتمكن قوات النظام من تغيير موازين القوى على الأرض، إذ تحاول منذ أكثر من عامين التقدم في جوبر بلا نتيجة، وما زال مقاتلو المعارضة متشبثين بمواقعهم التي لا يبعد أحدها عن ساحة العباسيين في قلب دمشق أكثر من 500 متر، متوقعاً أن يتواصل جمود الجبهات إلى حين توفر ظروف لأحد الفريقين تساعده على كسرها.
من جهته، قال الناشط عمار حبيب، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن قوات المعارضة تمكّنت من الصمود خلال السنوات الماضية بسبب نوعية مقاتليها ونوعية تسليحهم الخفيف عموماً، والذي يسهّل حركتهم ويمنحهم أفضلية مباغتة قوات النظام، بسبب عدم وجود آليات ثقيلة أو مراكز واضحة لقواتهم، وهو ما مكّنهم من استنزاف قوات النظام. وأوضح أن مقاتلي المعارضة في حي جوبر يعتمدون في تحركاتهم على شبكة أنفاق واسعة قاموا بحفرها، وهي تغطي معظم مناطق سيطرتهم وتجنّبهم القصف المستمر لقوات النظام.