عين الصحافة المغربية على الجارة الشرقية

24 مارس 2019
من الحراك الشعبي يوم الجمعة الماضي في الجزائر(فرانس برس)
+ الخط -
اختلفت زوايا تعاطي الإعلام المغربي بمختلف مشاربه وألوانه وخلفياته، مع الحراك الدائر منذ 22 فراير/شباط الماضي في الجزائر، الجارة الشرقية للمملكة المغربية. وتنوعت التغطية بين منابر تنقل تطورات الحراك يوماً بيوم، ومنابر أخرى تقدّم تحليلات لانعكاسات الاحتجاجات، إلى جانب بعض المؤسسات الإعلامية التي عبرت بشكل صريح عن تعاطفها مع الحراك، وانتقدت بقاء الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة على رأس الدولة.

ويأتي اهتمام وسائل الإعلام المغربية بما يحصل في الجزائر، بسبب عوامل عدة مهمة ومؤثرة: أولها القرب الجغرافي بين البلدين الجارين، وأيضاً العلاقات السياسية المتوترة متمثلة بشكل بارز في إغلاق الحدود البرية منذ 1994، فضلاً عن استشراف قطاع كبير من المغاربة لفتح صفحة جديدة بين البلدين خلال مرحلة ما بعد بوتفليقة.

وتابعت صحف ورقية وإلكترونية حراك الجزائر بنقل أخبار الاحتجاجات خصوصاً تلك التي تجري كل يوم جمعة، كما تستضيف أحياناً محللين وخبراء لتقييم مآلات الحراك وأثره على العلاقات بين البلدين. وأجمع أغلب ضيوف الإعلام المغربي على أن رحيل نظام بوتفليقة لن يغير كثيراً في العلاقات المتوترة بين البلدين، وأن بناء علاقة جديدة تحتاج إلى خطوات كثيرة لا تقف عند تغيير رأس النظام.

وأشادت منابر مغربية بالتحرك السلمي والحضاري للشعب الجزائري أثناء تظاهراته ضد العهدة الخامسة لبوتفليقة. كما توقفت صحف عند اقتباس الحراك لأغنية مغربية رددها أنصار نادي "الرجاء" لكرة القدم وهي "في بلادي ظلموني"، حيث أظهرت فيديوهات على مواقع التواصل آلاف الجزائريين يرددونها.



ويقيّم الخبير في الإعلام محجوب بنسعيد تعاطي الإعلام المغربي مع الحراك الجزائري، بقوله في حديث مع "العربي الجديد" إن "التغطية كانت حاضرة بنسب متفاوتة من منبر إعلامي إلى آخر، حسب طبيعة هذا المنبر من حيث النوعية والخط التحريري والمرجعية الفكرية". ويشرح بنسعيد بأن الإعلام الرسمي، من إذاعة وتلفزيون ووكالة أنباء، تابع الحراك من خلال تقديم تغطية عادية جداً من دون تحليل أو تعليق استناداً إلى التقارير الإخبارية لوكالات الأنباء الدولية، ومن دون الاعتماد على مراسلين موفدين للقيام بالتغطية في مكان الحدث.

ويضيف بأن بعض الصحف المستقلة "تناولت الموضوع بمزيد من التحليل بالتركيز على الإطار العام للحراك في علاقته بالتحولات الاجتماعية في الجزائر، وبالأزمة السياسية والصراع المبطن بين التيارات المختلفة داخل دائرة القرار السياسي، كما ركزت بعض التحليلات الإعلامية على انعكاس الحراك على العلاقات المغربية الجزائرية، وعلى الوضع الإقليمي في منطقة المغرب العربي، وقضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية".

أما على شبكات التواصل الاجتماعي، وفي تعليقات القراء عن الحراك، المنشورة في بعض المواقع الإخبارية الإلكترونية، يضيف بنسعيد: "هناك أشكال مختلفة من المواقف المعبر عنها تتراوح بين المؤيدين للحراك الشعبي باعتباره رد فعل شعبيا كان ضرورياً ومنتظراً منذ سنوات للخروج من أزمة سياسية واجتماعية واقتصادية في الجزائر". ويقول إن هناك "مواقف أخرى ترى في الحراك فضحا لمناورات الحاكمين في الجزائر، وكذبهم على الشعب واستغلال ثرواته"، متابعاً أن "هناك بعض التعليقات التي كان يطبعها الحس العاطفي، من قبيل أن ما يحصل هو انتقام من حكام الجزائر الذين رفضوا فتح الحدود، وساهموا في قطع صلة الرحم بين الأقارب والأصهار في البلدين" وفق تعبيره.