عيد بسطاء مصر على كورنيش النيل وفي المتنزهات العامة

21 اغسطس 2018
مظاهر احتفالات عيد الأضحى في مصر (العربي الجديد)
+ الخط -
زحام وإقبال واسع شهدهما "كورنيش النيل" والمتنزهات والحدائق العامة من محدودي الدخل والفقراء في مصر خلال أول أيام عيد الأضحى، ليفترش الآلاف المسطحات الخضراء مع ذويهم باعتبارها الأماكن الأقل كلفة، في حين فضلت بعض الأسر التوجه إلى حديقة الحيوان.

وشهدت منطقة كورنيش النيل بالقاهرة، التي تعد الأولى بجذب المتنزهين، إقبالاً كبيراً من محدودي الدخل، وتمتد من منطقة حي شبرا حتى "التبين" بحلوان، شمالاً، للاحتفال بأول أيام عيد الأضحى والاستمتاع بأوقاتهم في الحدائق الموجودة بجوار الكورنيش، بعد صلاة العيد.
ويعد "كورنيش النيل" ملهى الفقراء ومعدومي الدخل، حيث يعطي فرصة كبيرة للتنزه بالمجان، وقضاء وقت ممتع مع الأسرة في الأعياد، إلا أن ركوب المراكب النيلية تراجع مقارنة بالماضي بعد ارتفاع أسعارها، حيث يصل سعر الرحلة لمدة ربع الساعة إلى ما بين 10 إلى 20 جنيهاً بسبب ارتفاع أسعار الوقود، كما أن هناك استعدادات خاصة لعربات "الحنطور" بالكورنيش، خاصة في ميدان التحرير، والأسعار تراوح بين 20 و30 و50 و100 جنيه، حسب الجولة.

وتبقى حديقة الحيوان بالجيزة من بين أكثر الأماكن المحببة للمصريين الفقراء خلال أول أيام العيد، ويتوافد إليها الناس من مختلف المحافظات، مع وجبة الغداء التي يصطحبونها من منازلهم، وشهدت الحديقة تكدساً شديداً صباح اليوم.
وتعد "حديقة الأزهر" ثالث أفضل الأماكن المحببة لمحدودي الدخل من المصريين خلال العيد، حيث شهد اليوم الأول إقبالاً كبيراً، خاصة من الشباب، بينما فضل بعض الشباب التنزه في "برج القاهرة" الذي يعد أحد المعالم السياحية في مصر، وهناك من فضل التوجه إلى القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، في عيد الأضحى، فيما التقى بعض الشباب على مقاهي وسط القاهرة ومنطقة الحسين السياحية.




وفي المحافظات، لجأت الأسر إلى الحقول لقضاء العيد بعد أداء صلاة العيد، وحرص البعض على الذهاب إلى المقابر لتلاوة القرآن عن أرواح موتاهم، وتفضل الأسر الحقول للاستمتاع بالهواء ونسيم الأشجار، وبحلول صلاة الظهر يفترشون المساحات الخضراء لتناول وجبة الغداء التي تم تحضيرها في المنزل.

أما الأغنياء، فمنهم من يذهب للاستجمام في فنادق ومنتجعات شرم الشيخ أو الساحل الشمالي ومارينا أو مرسى مطروح أو الغردقة، وتلك الأماكن تراوح أسعارها في الليلة الواحدة بين 3 إلى 10 آلاف جنيه، وهو مبلغ لا يتوفر لدى كثير من الأسر المصرية.

وفي جولة لمعرفة آراء الأهالي من محدودي الدخل بالنسبة لقضاء أول أيام العيد، قال مصطفى كمال (موظف)، إنه اعتاد على اصطحاب أولاده لقضاء أول أيام العيد في "حديقة الحيوانات"، مؤكداً أنها فسحة جيدة للأولاد ولا تكلفه كثيرا.
ويرى جمال عمر أن العيد لا يحلو إلا بالجلوس على الكورنيش والاستمتاع برؤية النيل، مشيراً إلى أن دخله محدود ولديه ثلاثة أولاد في مراحل التعليم، وأنه يحاول إسعادهم بالفسحة على الكورنيش، ثم تناول الغداء الذي يتم تجهيزه بالمنزل.

وقالت عبير حماد (ربة منزل)، إن الظروف الاقتصادية الصعبة منعت الكثير من الناس من الخروج من منازلهم بسبب ارتفاع أسعار المواصلات، مضيفة أنها ذهبت مع أطفالها وأشقائها إلى الكورنيش للفسحة.
وجاء محمد عبد الفتاح (سائق)، إلى الكورنيش برفقة عائلته لقضاء أول أيام عيد الأضحى، موضحاً أن الجلوس على كورنيش النيل عادة بالنسبة له، وأن أطفاله يحبون المكان الذي تتوفر فيه الأراجيح والمراكب والحنطور.