عيد الغفران يحاصر الفلسطينيين في مدن الساحل

22 سبتمبر 2015
شوارع عكا مقفلة بسبب قانون البلديات (العربي الجديد)
+ الخط -


يحل، اليوم الثلاثاء، عيد الغفران للشعب اليهودي في إسرائيل. ويأتي هذا العيد بالتزامن مع وقفة عيد الأضحى المبارك. ويشهد العرب في المدن الفلسطينية، على الساحل الفلسطيني حالة حصار يفرضه هذا العيد، تمنعهم من التنقل بالمراكب، وتغلق في وجههم جميع المرافق الحياتية.

يعتبر يوم الغفران "الكيبور" يوم العبادة والصوم والاستغفار، ويأتي في اليوم العاشر بعد رأس السنة العبرية. ووفق الشريعة اليهودية يعتبر الغفران يوم عطلة كاملة، تحظر فيه قيادة السيارات والعمل وإشعال النار، كما كل يوم سبت، إضافة إلى عدم تناول الطعام، والاستحمام، والمشي بالأحذية الجلدية، وأعمال أخرى بهدف التمتع.

وبالتزامن مع ذلك، يفرض الحصار على الفلسطينيين في حيفا وعكا، فمن جهة، هناك قانون بلديات يلزم الأماكن التجارية بالإغلاق حتى انتهاء يوم الغفران، الذي بدأ عند الساعة الخامسة اليوم، وينتهي مساء الأربعاء عند الثامنة مساء. كما أن هناك عادة رشق الحجارة، التي يمارسها الشبان اليهود، الذين يرشقون السيارات والمارة والسائقين في الشوارع في المدن اليهودية، كونهم قاموا بانتهاك العادات الدينية.


في مدينة حيفا، لا مراعاة للعرب فيها في هذا اليوم، خاصة الذين يحتفلون بعيد الأضحى، فجميع الأحياء العربية بحيفا متباعدة جغرافياً عن بعضها البعض، وأحياؤها محاصرة بأحياء يهودية كالكبايبر على جبل الكرمل، أو حي وادي جمال الذي يقع على الساحل، ما يجعل التواصل بينهم صعباً.

أنور حسن من سكان حي الألمانية بحيفا يقول "الأمر المؤثر فعلاً، بأن مدينة حيفا التي تسمي نفسها بلد التعايش، عليها أن تسمح للبقالات في الحارات العربية بالعمل لمناسبة عيد الأضحى. والتعايش الحقيقي يكون عندما هو يحترم عيدي وأنا أحترم عيده، والإقفال تعامل فوقي تم بأوامر من البلدية".

أما محفوظ، صاحب مقهى ومطعم في ملف التحرير، فيقول بدوره "أنا أخسر ليلة الغفران واليوم الذي يليه، ولا أعرف لماذا يفرض علينا بالقانون والقوة مراعاة عيدهم، وهم لا يراعون أوضاعنا".

في المقابل، تشهد مدينة يافا وضعاً مختلفاً بيوم الغفران، كون مدينة تل أبيب/ يافا هي المدينة الأكثر علمانية في إسرائيل. في السنين الأخيرة تبقى الحياة في الأحياء العربية، مثل شارع يفت، أو دوار الساعة طبيعية. ويصل إلى يافا آلاف الزائرين بـ عيد الأضحى من الفلسطينيين، من الضفة الغربية والقدس ومنطقة المثلث الجنوبي ومدن الرملة واللد نتيجة القرب الجغرافي.

اقرأ أيضاً: "الغفران" يحاصر "الأضحى" في عكا

ويقول سامي أبو شحادة، سكرتير حزب التجمع الوطني الديمقراطي في يافا "حصل تحوّل في يافا خلال السنوات الخمس الأخيرة، فالبقالات العربية بشارع الحليوة، اليوم يسمى "ييفت" تفتح بشكل عادي، لأن رئيس البلدية تل أبيب/ يافا روني حولدائي علماني متطرف، فالمخابز والملاحم وحوانيت الهدايا تداوم بشكل عادي"، مشيراً إلى أن التغيير جاء لدوافع اقتصادية بحتة، فصاحب البقالة يربح 4 مرات أكثر من يوم عادي، ودوافع أخرى مثل التضامن الذي لم يعد قائماً اليوم على الإطلاق".

ويتابع "دخل يافا في عيد الفطر الماضي 200 ألف زائر، والقسم الأكبر منهم كان من فلسطينيي الضفة، وهذا ما نتوقعه بعيد الأضحى أيضاً، فأجواء العيد لها رونقها في يافا، مثل عروض الكشاف والاحتفال في الشوارع".

أما مدينة عكا، فكانت قد شهدت أحداثاً ومواجهات بين العرب واليهود في يوم الغفران في العام 2008، بسبب دخول سائق عربي في مركبته لحي يهودي. وقال سامي هواري، وهو مستشار إعلامي من مدينة عكا "هذا يوم حبس للمواطنين العرب، فجميع المتاجر تغلق أبوابها، مع أن عكا القديمة لا يوجد فيها يهودي واحد، فلماذا الإغلاق وعدم المساواة في التعامل. أحترم عيدهم، ولكن يجب أن يكون هناك تسهيلات في شوارع معينة، ليشعر فيها العرب بالأمان". وأضاف "التوتر موجود كل يوم في عكا بين العرب واليهود، ومن يقول غير ذلك فهو يكذب".

اقرأ أيضاً: "عيد الغفران اليهودي" قد يحرم المقدسيين من الاحتفال بالأضحى