بينما تسير في سوق مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في صيدا جنوبي لبنان، تشعر بذلك الفارق بين عيد الأضحى العام الماضي، وهذا العام.
ازدحم المكان بالنساء في يوم عرفة، السبت، لكن ازدحامهن تركّز عند بائعي الخضار، فالصوم في هذا اليوم مستحب، ولذلك تجمعن لشراء البقدونس والخس والنعناع، لكن إن اقتربت من محلات الحلويات واللحوم تضاءلت الأعداد، وإن اقتربت من محلات الملابس والأحذية وجدتها فارغة، وبعض النسوة اقتصر شراؤهن لبعض الملابس والأحذية على العربات زهيدة الأسعار.
تقول سيدة هنا كانت تخرج من محل لبيع اللحوم، إنّ أعداد المتسوّقين ضئيلة، وتعزو الأمر للوضع الاقتصادي الذي يمر به أبناء الشعب الفلسطيني في المخيم، وما زاد سوء وضعهم تلك الخطة التي ينفذها وزير العمل اللبناني كميل أبو سليمان، بفرض إجازات عمل على الفلسطينيين.
أما أبو محمود فيقول، لـ"العربي الجديد"، إنّ "غالبية الباعة في المخيم يعملون من دون أي مردود، فنهارهم يمضي من دون أن تدخل جيوبهم ألف ليرة (0.67 دولار) حتى. العمال الذين كانوا يعملون في مؤسسات خارج المخيم، منذ بدأت خطة وزير العمل، باتوا بلا عمل خوفاً من ملاحقتهم، ومطالبتهم بإجازة العمل، وأولئك العمال جميعهم لديهم أسر، وعندهم أولاد يريدون إعالتهم، لذلك فإنّ حركة البيع والشراء شبه معدومة في السوق، وهناك ما نسبته 60% من تراجع حركة البيع والشراء".
ويتابع: "بالنسبة لبيع اللحمة التي هي من الضرورات التي يشتريها الناس لشويها في أول أيام العيد، فليس عليها إقبال كما يجب، فمحلات الجزارة شبه خالية، ومن يشتري فبكمية أقل بكثير مما كان يشتري في السابق. وحتى محلات الثياب أصحابها يشكون كسادها، لأنّ غالبية الناس ليس باستطاعتهم شراء الملابس الجديدة لأولادهم".
أحمد كنعان، أحد بائعي الشوكولا والمكسرات والبن في سوق المخيم، يقول، لـ"العربي الجديد"، "بعد قرار وزير العمل تأثرت حركة البيع والشراء في المخيم بشكل كبير، وتكاد الحركة تكون شبه متوقفة، والشراء يقتصر على الحاجات الأساسية، فالشوكولا والمكسرات ليست منها، إذ بإمكان الناس تقديم التمر عوضاً عن الشوكولا في أيام الأعياد، ويمكنهم الاستغناء عن التمر حتى في حال ضعف القدرة الشرائية".
ويتابع: "صحيح أنّ هناك كثافة سكانية في المخيم، لكنّ نسبة المبيعات تراجعت بنحو 50% مقارنة بالسنوات الماضية".
جزارة أبو محمد فارغة إلّا منه. يجلس على كرسيه وهو يشاهد التلفزيون، وينتظر زبائن قد يأتون للشراء من محلّه.
يقول لـ"العربي الجديد": "الأجواء لا تبشّر بحركة اقتصادية جيدة في المخيم، فالمحلات في مجملها لا يدخلها مشترون إلّا في ما ندر. لم تمرّ عليّ أيام كهذه الأيام، فمحلي لم يكن يفرغ من الزبائن، وكنا نحجز اللحمة لهم على الطلب في العيد. السبب هو الوضع المعيشي، خصوصاً بعد قرار وزارة العمل، فأعداد كبيرة من العمال توقفوا عن الذهاب إلى أعمالهم، ما أثر في حركة السوق عموماً".
ويضيف: "نحن لسنا ضد إجازة العمل، لكن هناك من يبقى طوال أيام النهار واقفاً أمام عربته، ولا يبيع حتى بمبلغ خمسة آلاف ليرة لبنانية (3.33 دولارات)، فكيف بإمكانه الحصول على إجازة عمل؟".