انضمّ التيار الوطني الحرّ، برئاسة النائب ميشال عون، إلى مجموعة الأحزاب اللبنانية التقليدية التي تعمل وفق مبدأ الوراثة السياسية وانتقال الزعامة من جيل إلى جيل وفقاً للروابط العائلية. تحوّل تياره إلى حزب العائلة والأقارب، خصوصاً بعد التسوية الداخلية التي رعاها عون بنفسه لتنصيب صهره، الوزير جبران باسيل، رئيساً للتيار. فتمت هندسة الأمور تنظيمياً لتذليل كل العقبات الموضوعة في طريق الصهر، وأبرزها معارضة فريق من المسؤولين والناشطين العونيين لشخص باسيل ونمط عمله. لكن حتى هذه الحالة لم تكن خارجةً عن التركيبة العائلية، إذ يقودها النائب آلان عون، وهو ابن أخت الجنرال عون (كنية عون منذ كان قائداً للجيش) ومعه نعيم عون، ابن أخ الجنرال.
اقرأ أيضاً: لبنان: عون ينصّب صهره رئيساً للتيار ويصطدم بمعارضة جديدة
يأتي هذا الملف ليكرّس عون زعيماً تقليدياً مرة جديدة، خصوصاً أنّ المعارك السياسية التي يخوضها لم تبعد عن هذه الحدود منذ عودته إلى بيروت من المنفى الباريسي عام 2005، ولو أنّ هذه المعارك يخوضها عون تحت لواء "التغيير والإصلاح"، وهو الاسم الذي أطلقه على كتلتيه الوزارية والنيابية. فبين سنوات 2007 و2010، خاض عون معارك توزير باسيل نفسه، هدّدت أكثر من حكومة بالفشل في حال لم تضم صهره الراسب في دورتين انتخابيّتين متتاليتين، عامي 2005 و2009. كما أنّ آخر المعارك العونية على الساحة اللبنانية، جاءت على خلفية رغبة عون في منح صهره الآخر، العميد شامل روكز، قائداً للجيش اللبناني. فحلّت الكارثة على الحكومة اللبنانية تعطيلاً وشللاً، وهو ما يعيشه مجلس الوزراء منذ منتصف يونيو/ حزيران الماضي إلى اليوم.
اقرأ أيضاً: لبنان: مأسسة تيار ميشال عون تهدّد بالانقسام الكبير
وفي تفاصيل التسوية العونية الداخلية، فُتحت الخميس أبواب الترشح للانتخابات التنظيمية المقرّر عقدها في سبتمبر/ أيلول المقبل، حيث كان كل من باسيل وآلان عون يخوضان معركة الرئاسة على التيار. إلا أنّ أمين سرّ التكتل، النائب إبراهيم كنعان، نجح في جمع باسيل وآلان عون على طاولة واحدة حيث تم وضع الخلافات الشخصية جانباً والاتفاق على الأسس الجديدة للتركيبة التنظيمية في التيار. وعلى هذا الأساس، تمّ التوافق على انسحاب عون من الانتخابات لصالح باسيل وعلى حصول مهندس التسوية النائب كنعان على منصب نائب الرئيس. في المقابل، يحصل معارضو باسيل على مجموعة من المكاسب في النظام الداخلي للتيار، أبزرها: الاتفاق على أن يضمّ المكتب السياسي ستة أعضاء منتخبين بالإضافة إلى ثلاثة آخرين يعيّنهم رئيس التيار، في حين كان النظام الداخلي ينص على تعيين الرئيس لكل أعضاء هذا المكتب. كما تم الاتفاق على تعديل النظام لجهة السماح لثلث المجلس الوطني بطرح الثقة بالرئيس، في حين كان النص القديم ينصّ على أنّ هذا الأمر يتطلّب الثلثين.
اقرأ أيضاً: لبنان... ميشال عون وحيداً في حروبه "الكونية"
أدى هذا الاتفاق، بشكل أو بآخر، إلى تنصيب باسيل زعيماً على العونيين، إذ إنّ مجموعة كبيرة من القياديين والنواب والوزراء التابعين للتيار بصموا لـ"الجنرال بالعشرة"، بحسب ما يقول أحد العونيين لـ"العربي الجديد". ولم يبق خارج هذا التوافق سوى النائب زياد أسود والمسؤول في التيار زياد عبس، ومعهما عشرات الناشطين القدماء الذين خاضوا بأنفسهم تجربة مواجهة الاحتلال السوري للبنان ووصايته على السلطة السياسية اللبنانية. اكتشفت هذه المجموعة أنها تركت لوحدها في ساحة المعركة الداخلية، وبات عليها مواجهة الخصم الأساسي جبران باسيل، والحليف السابق المتمثل بفريق آلان عون.
تدرس هذه المجموعة إمكانية ترشيح أحد الأسماء بوجه باسيل، الأمر الذي يجهض مساعي تنصيب باسيل زعيماً بهذه السهولة. ويقول بعض هؤلاء الناشطين لـ"العربي الجديد"، إنّ الفريق المعترض على باسيل، برئاسة آلان عون، توجّه إلى التسوية "من دون العودة إلى القاعدة والناس، وبالتالي فإنّ هذه القاعدة لا تزال على موقفها ويمكن ان تشكّل صوتاً معترضاً على التسوية التي نسفت الانتخابات التنظيمية". ويضيفون أنه "حتى بعض الناشطين الذين يدعمون باسيل يحتجّون أيضاً على فكرة إلغاء الانتخابات واستبدالها بالتزكية".
اقرأ أيضاً: لبنان: اللغة الطائفية آخر أوراق عون السياسية والشعبية
يؤكد هؤلاء الناشطون أنّ خطوتهم من المفترض ان تمنع إعلان فوز باسيل بالتزكية، وهي الخطوة التي كان يدرس ميشال عون إمكانية إعلانها بغضون ساعات، على الرغم من أنّ النظام الداخلي للتيار حدّد 28 أغسطس/ آب الجاري موعداً لإقفال باب الترشح لانتخابات الرئاسة. وبالتالي فإنّ المعركة لم تنتهِ في تنظيم التيار الوطني الحرّ، والتسوية لن تمنع الكثير من الأصوات المعترضة على ما آلت إليه الأمور على المستوى التنظيمي. وتتحضّر هذه المجموعة المعترضة لإعلان مواجهتها للسلطة العونية داخل التيار انطلاقاً من عنوانين رئيسيين: الحق الديمقراطي والحق بالانتخابات، بالإضافة إلى السعي لكسر الوراثة السياسية في التيار.
باختصار، بات عون يشبه رئيس حزب الكتائب السابق أمين الجميّل، الذي تنازل عن رئاسة الحزب قبل شهرين لصالح نجله النائب سامي الجميل. كما أنّ الشبه يجمعه أيضاً بالنائب وليد جنبلاط الذي بدأ بتسليم الملفات السياسية لنجله تيمور، حتى أنه طرح في الإعلام أكثر من مرة إمكانية تقديم استقالته من المجلس النيابي ليتم انتخاب ابنه مكانه. ليكون التيار وجنراله قد خسرا آخر نقاط تقدمّهم على الأحزاب الأخرى. فدخل عون البازار السياسي الفعلي ولو أنه مصرّ على إحداث التغيير والإصلاح في النظام.
اقرأ أيضاً: لبنان: عون ينصّب صهره رئيساً للتيار ويصطدم بمعارضة جديدة
يأتي هذا الملف ليكرّس عون زعيماً تقليدياً مرة جديدة، خصوصاً أنّ المعارك السياسية التي يخوضها لم تبعد عن هذه الحدود منذ عودته إلى بيروت من المنفى الباريسي عام 2005، ولو أنّ هذه المعارك يخوضها عون تحت لواء "التغيير والإصلاح"، وهو الاسم الذي أطلقه على كتلتيه الوزارية والنيابية. فبين سنوات 2007 و2010، خاض عون معارك توزير باسيل نفسه، هدّدت أكثر من حكومة بالفشل في حال لم تضم صهره الراسب في دورتين انتخابيّتين متتاليتين، عامي 2005 و2009. كما أنّ آخر المعارك العونية على الساحة اللبنانية، جاءت على خلفية رغبة عون في منح صهره الآخر، العميد شامل روكز، قائداً للجيش اللبناني. فحلّت الكارثة على الحكومة اللبنانية تعطيلاً وشللاً، وهو ما يعيشه مجلس الوزراء منذ منتصف يونيو/ حزيران الماضي إلى اليوم.
اقرأ أيضاً: لبنان: مأسسة تيار ميشال عون تهدّد بالانقسام الكبير
وفي تفاصيل التسوية العونية الداخلية، فُتحت الخميس أبواب الترشح للانتخابات التنظيمية المقرّر عقدها في سبتمبر/ أيلول المقبل، حيث كان كل من باسيل وآلان عون يخوضان معركة الرئاسة على التيار. إلا أنّ أمين سرّ التكتل، النائب إبراهيم كنعان، نجح في جمع باسيل وآلان عون على طاولة واحدة حيث تم وضع الخلافات الشخصية جانباً والاتفاق على الأسس الجديدة للتركيبة التنظيمية في التيار. وعلى هذا الأساس، تمّ التوافق على انسحاب عون من الانتخابات لصالح باسيل وعلى حصول مهندس التسوية النائب كنعان على منصب نائب الرئيس. في المقابل، يحصل معارضو باسيل على مجموعة من المكاسب في النظام الداخلي للتيار، أبزرها: الاتفاق على أن يضمّ المكتب السياسي ستة أعضاء منتخبين بالإضافة إلى ثلاثة آخرين يعيّنهم رئيس التيار، في حين كان النظام الداخلي ينص على تعيين الرئيس لكل أعضاء هذا المكتب. كما تم الاتفاق على تعديل النظام لجهة السماح لثلث المجلس الوطني بطرح الثقة بالرئيس، في حين كان النص القديم ينصّ على أنّ هذا الأمر يتطلّب الثلثين.
اقرأ أيضاً: لبنان... ميشال عون وحيداً في حروبه "الكونية"
أدى هذا الاتفاق، بشكل أو بآخر، إلى تنصيب باسيل زعيماً على العونيين، إذ إنّ مجموعة كبيرة من القياديين والنواب والوزراء التابعين للتيار بصموا لـ"الجنرال بالعشرة"، بحسب ما يقول أحد العونيين لـ"العربي الجديد". ولم يبق خارج هذا التوافق سوى النائب زياد أسود والمسؤول في التيار زياد عبس، ومعهما عشرات الناشطين القدماء الذين خاضوا بأنفسهم تجربة مواجهة الاحتلال السوري للبنان ووصايته على السلطة السياسية اللبنانية. اكتشفت هذه المجموعة أنها تركت لوحدها في ساحة المعركة الداخلية، وبات عليها مواجهة الخصم الأساسي جبران باسيل، والحليف السابق المتمثل بفريق آلان عون.
تدرس هذه المجموعة إمكانية ترشيح أحد الأسماء بوجه باسيل، الأمر الذي يجهض مساعي تنصيب باسيل زعيماً بهذه السهولة. ويقول بعض هؤلاء الناشطين لـ"العربي الجديد"، إنّ الفريق المعترض على باسيل، برئاسة آلان عون، توجّه إلى التسوية "من دون العودة إلى القاعدة والناس، وبالتالي فإنّ هذه القاعدة لا تزال على موقفها ويمكن ان تشكّل صوتاً معترضاً على التسوية التي نسفت الانتخابات التنظيمية". ويضيفون أنه "حتى بعض الناشطين الذين يدعمون باسيل يحتجّون أيضاً على فكرة إلغاء الانتخابات واستبدالها بالتزكية".
اقرأ أيضاً: لبنان: اللغة الطائفية آخر أوراق عون السياسية والشعبية
يؤكد هؤلاء الناشطون أنّ خطوتهم من المفترض ان تمنع إعلان فوز باسيل بالتزكية، وهي الخطوة التي كان يدرس ميشال عون إمكانية إعلانها بغضون ساعات، على الرغم من أنّ النظام الداخلي للتيار حدّد 28 أغسطس/ آب الجاري موعداً لإقفال باب الترشح لانتخابات الرئاسة. وبالتالي فإنّ المعركة لم تنتهِ في تنظيم التيار الوطني الحرّ، والتسوية لن تمنع الكثير من الأصوات المعترضة على ما آلت إليه الأمور على المستوى التنظيمي. وتتحضّر هذه المجموعة المعترضة لإعلان مواجهتها للسلطة العونية داخل التيار انطلاقاً من عنوانين رئيسيين: الحق الديمقراطي والحق بالانتخابات، بالإضافة إلى السعي لكسر الوراثة السياسية في التيار.
باختصار، بات عون يشبه رئيس حزب الكتائب السابق أمين الجميّل، الذي تنازل عن رئاسة الحزب قبل شهرين لصالح نجله النائب سامي الجميل. كما أنّ الشبه يجمعه أيضاً بالنائب وليد جنبلاط الذي بدأ بتسليم الملفات السياسية لنجله تيمور، حتى أنه طرح في الإعلام أكثر من مرة إمكانية تقديم استقالته من المجلس النيابي ليتم انتخاب ابنه مكانه. ليكون التيار وجنراله قد خسرا آخر نقاط تقدمّهم على الأحزاب الأخرى. فدخل عون البازار السياسي الفعلي ولو أنه مصرّ على إحداث التغيير والإصلاح في النظام.