عودة موسم الحرائق في تونس والأسباب مجهولة

17 يونيو 2014
60 بالمئة من الغابات والحقول أحرقت 2013 (العربي الجديد)
+ الخط -

سنابل القمح التي اختزنت جهود الفلاحين طوال موسم كامل، وحملت أملهم بالخير والرزق، حصدتها نيران مازال سببها مجهولاً عند الكل. نيران طالت مزارع عدة في مناطق مختلفة من تونس خلال هذا الشهر.
في منطقة الطويرف في محافظة الكاف (شمال تونس)، قضت النيران على حوالي 80 هكتاراً (الهكتار 2.38 فدان) من مزارع حبوب الفرينة (القمح اللين). وأفاد مدير الحماية المدنية في المنطقة أنّ حرارة الجو وهبوب بعض الرياح ساعدت على انتشار الحريق، مبينا أنّ السبب الحقيقي وراء الحريق مازال مجهولاً.
وفي منطقة الرحايمية في محافظة القيروان (وسط تونس)، أتى حريق على إحدى مزارع الحبوب،

وتسببت النيران في إتلاف 3 هكتارات من سنابل القمح. كما أتت النيران على 10 هكتارات من القمح اللين في مزارع الحبوب في منطقة سيدي أحمد من محافظة بنزرت. 

محافظة باجة لم تسلم هي الأخرى من تلك النيران التي أتلفت حوالي 13 هكتاراً من المساحات الزراعية الكبرى. حيث نشب حريقان في منطقتين مختلفتين، أحدهما في إحدى القرى الزراعية، وقضى على 10 هكتارات من حبوب القمح و3 هكتارات من الفول، والآخر في إحدى مزارع الحبوب التي تتبع شركة "التنمية الفلاحية" وقضى على حوالي 30 هكتاراً من حبوب القمح، وإتلاف آلة حصد الحبوب، ولولا جهود قوات الحماية المدنية في إخماد النيران لطالت المزيد من المحاصيل.
وتفيد المعلومات الأولية أنّ سبب الحريق يعود إلى عطل فني طرأ على الآلة الحاصدة، وفق ما صرّح به مصدر من قوات الحماية المدنية، في انتظار أن تكشف التحقيقات الجارية مختلف ملابسات الحريق.

الحوادث متكررة
وشهدت تونس ارتفاعاً غير مسبوق في نسبة الحرائق خلال الفترة الأخيرة، حيث تمت السيطرة على بعضها في محافظة الكاف وجندوبة بالاستعانة بقوات الجيش.
وبلغت الحرائق سنة 2013 ما يقارب 30 حريقاً وفق الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الفلاحة. كما أتت على حوالي 60 في المئة على الغابات والحقول لاسيما في شمال تونس.

وتشیر مصادر من وزارة الفلاحة إلى أنّ أكثر من 60 في المئة من الحرائق التي اندلعت السنة الماضیة ظلت مجهولة الأسباب.
ومع تجدد موجة الحرائق في الآونة الأخیرة في الجبال والمناطق الخضراء، كحريق جبل النحلي، وبعد وقوع حرائق في محاصیل القمح، ظلت تتبادر الى الأذهان أسئلة عدة عن أسبابها، خاصة وأنّ البلاد لم تشهد ارتفاعاً كبيراً في درجة الحرارة خلال هذه الآونة.

مما استدعى الحديث عن عمليات إجرامية ترقى إلى درجة الأعمال الإرهابية لبث الفوضى في البلاد، خصوصا وأنها تستهدف نقاطاً حساسة كالغابات والمزارع وقوت الناس.

وشهدت تونس خلال السنتین الأخیرتین أكثر من حريق مريب، كالحريق الذي وقع عام 2012 وأتى على حوالي  200هكتار في غابة "دار شیشو" في محافظة نابل، وتحدث الكثیر من شهود العيان عن أنّ الحريق كان بفعل فاعل.
دلالات