عودة مهرجان دمشق السينمائي

08 يناير 2018
جود سعيد أثناء تصويره فيلم "مطر حمص" (Getty)
+ الخط -
مع بداية كل سنة، يكثر الحديث حول الخطط والتوقعات والآمال في العام الجديد، ولا سيما في النطاق الثقافي والفني الذي تكثر فيه الإشاعات والتصريحات الإعلامية. وعلى الصعيد السوري، تتسم التصريحات الإعلامية في بداية العام بصبغة عاطفية، فيؤكد معظم الفنانين والمديرين الثقافيين، التابعين للنظام السوري، على رغبتهم وتخطيطهم لإحياء أمجاد الماضي، وتجاوز آثار "الأزمة السياسية" التي أصبح عمرها 7 سنوات؛ وذلك ينعكس بشكل واضح في تصريحات المديرين الثقافيين للمؤسسات الفنية العامة في سورية

فمنذ أيام، صرح مدير المؤسسة العامة للسينما، مراد شاهين، لوسائل الإعلام بأن جهود المؤسسة تسير نحو إعادة تفعيل مهرجان دمشق السينمائي في العام الجديد، بعد أن توقف المهرجان لمدة سبع سنوات، بسبب الأوضاع الأمنية في سورية. وأكد شاهين أن هذه العودة ستكون في نطاق مشروع ثقافي روسي- سوري في مجال السينما، حيث إنه من المقرر افتتاح أسبوع ثقافي روسي في دمشق، تعرض فيه أفلام روسية للجمهور السوري، بـ"هدف الاستفادة من التجارب الروسية في مجال السينما".

وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها مدير المؤسسة العامة للسينما بالإعلان عن عودة مهرجان دمشق السينمائي. فمنذ ثلاثة أعوام، صرح، محمد الأحمد، مدير المؤسسة العامة للسينما حينذاك، بأن مهرجان دمشق السينمائي سيعود في سنة 2015؛ إلا أن تصريحات الرجل الذي رُقي ليشغل منصب وزير الثقافة لم تقترن بالفعل. ويبدو أن الفرق الجوهري بين تصريحي مراد شاهين ومحمد الأحمد، أن الأخير صرح حينها بأن مهرجان دمشق السينمائي العريق، الذي بدأ سنة 1956، ستدعمه الحكومة السورية بشكل كامل، دون القبول بأي شكل من أشكال التدخل الأجنبي؛ في حين أن تصريحات شاهين قرنت عودة المهرجان بالتدخل الروسي، وبالامتيازات الثقافية التي تعطيها الحكومة السورية لروسيا. وذلك يعكس بصورة واضحة جزءًا من طبيعة الامتيازات التي حصلت عليها روسيا في سورية، جزاءً لتدخلها العسكري وإبقاء شبح النظام السوري على منصة الحكم.
وفي تصريحات الأحمد السابقة، فإنَّ الأسباب التي دفعت المؤسسة العامة للسينما إلى إيقاف مهرجان دمشق السينمائي، تعود إلى عدم تلبية معظم النجوم العالميين دعوة المشاركة في المهرجان في ظل الأوضاع الأمنية السائدة في سورية، وأن المؤسسة فضَّلت عدم إقامة المهرجان بصورة باهتة في الأعوام الماضية، حتى لا يقلل ذلك من مكانة المهرجان، والذي يعتبر فعالية ثقافية كبيرة في العالم العربي. ولكن يبدو أن المهرجان سيعود اليوم بجهود روسية، ومن المتوقع أن تقتصر المشاركة فيه على الدول الحليفة للنظام السوري. ولكن ما أهمية عودة مهرجان دمشق السينمائي اليوم إن كان قد تخلى عن هويته واستقلاليته؟ وهل ستتمكن المؤسسة العامة للسينما من مواجهة غزو روسيا الثقافي؟ وهل سيعود المهرجان فعلاً سنة 2018؟ أم أن المؤسسة ستكتفي في نهاية الأمر بالأسبوع السينمائي الروسي؟



المساهمون