عودة سيطرة النظام تثير قلق مئات الآلاف في شمال وشرق سورية

24 أكتوبر 2019
آلاف النازحين إلى شمال سورية مهددون (إسراء هاجيولو/الأناضول)
+ الخط -
يسود التوتر مناطق شرق سورية وشمالها، في ظل مخاوف من عودة سيطرة قوات النظام على المنطقة التي كانت خاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد"، ما قد يعرّض مئات الآلاف من السكان والنازحين للملاحقة أو الاعتقال.


وقال أبو جهاد الحلبي، النازح من منبج إلى ريف جرابلس، لـ"العربي الجديد": "منذ أشهر طويلة ننتظر العودة إلى منازلنا في منبج، وكنا نعتقد أن المعارضة ستسيطر على المنطقة، لكن يبدو اليوم أننا سنُحرَم العودة، فالأخبار تتحدث عن الاتفاق على سيطرة النظام والروس على المنطقة".

وأضاف الحلبي: "لا يمكننا العودة، لأن غالبيتنا مطلوب من أجهزة أمن النظام، كذلك سيفرض على الشباب الالتحاق بقواته ليدفع بهم إلى قتال الفصائل المعارضة، وكثير من أقاربنا وأصدقائنا معتقلين في أقبيته، وبعضهم فقدوا حياتهم فيها".

وقال عمر الأحمد، من منبج، لـ"العربي الجديد": "أبناء منبج يشعرون بالغدر، فالفصائل المعارضة تخضع للاتفاقات التركية، ويبدو أنها لن تدخل منبج أو تل رفعت، و(قسد) ستسلّم النظام المنطقة. هناك أكثر من 30 ألفاً من أبناء منبج مطلوبين أمنياً، إضافة إلى آلاف الشباب المطلوبين للخدمة العسكرية، وكل هؤلاء سيُلاحَقون".

وأضاف الأحمد: "كثير من سكان المنطقة يفكرون إلى أين يمكنهم الفرار، فبعضهم يفكر في الذهاب إلى مناطق سيطرة المعارضة في تل رفعت أو ريف حلب، ومنهم من يحاول الخروج إلى العراق، وغالبية الناس تعيش في قلق كبير".

وقال الصحافي سلام حسن من الحسكة، لـ"العربي الجديد": "هناك مخاوف كبيرة متباينة الأسباب، بينها مخاوف الشباب الذين تطوعوا ضمن قوات قسد، أو الذين جُنِّدوا ضمن الخدمة الإجبارية، باعتبار أنها كانت حكومة أمر واقع خلال السنوات الأخيرة، فيما يصنف النظام قوات الأمن الداخلي (الأسايش) منظمة إرهابية".

وأضاف حسن: "من يعملون في دوائر الإدارة المدنية سيُفصَلون من وظائفهم، وقد يُحاكَمون بتهم التعامل مع العدو الأميركي، وكل من أدلى بتصريح لوسيلة إعلام أو ظهرت صورته في مظاهرة أو احتجاج مهدد في حال دخول النظام. لدى الناس خيارات محدودة، بينها النزوح إلى إقليم كردستان العراق، أو تقديم فروض الطاعة للنظام على أمل النجاة من بطشه، فالحدود التركية مغلقة، ونحن نتحدث عن مئات الآلاف من مختلف المكونات".

وأوضح: "قد تكون هناك ردود فعل غاضبة أو رافضة لكل العملية السياسية الحالية، ما يجعلنا نشهد مقاومة مسلحة، أو موجة اعتقالات، أو تهجير. التوجه إلى العراق ليس متاحاً للجميع، وربما هو متاح فقط للقيادات السياسية المعروفة، والتابعين للأحزاب الكردية، لكن المستقلين يعانون مشكلة حقيقية، وبينهم مثقفون وعاملون في منظمات تطوعية، وطرق التهريب مكلفة، وعلى الأقل يحتاج الشخص إلى 700 دولار أميركي".

وأضاف حسن: "أقامت حكومة إقليم كردستان 3 مخيمات في محافظة دهوك، استعداداً لاستقبال المهجرين الذين يقدَّر عددهم حتى الأن بنحو 7 آلاف شخص، والكثير من العائلات قلقة على مصير المعتقلين في سجون قسد، وخاصة أن من بينهم مطلوبين للنظام، ويستذكرون ما حدث في عفرين قبل أن تسيطر عليها تركيا، حيث سُلِّم جميع المعتقلين للنظام قبل أن تنسحب وحدات حماية الشعب الكردية.