عودة تظاهرات حراك الجزائر وسط أصوات رافضة بسبب كورونا

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
19 يونيو 2020
44F7986A-6887-475F-B971-329F7942F1F9
+ الخط -
انقسمت المواقف داخل الحراك الشعبي في الجزائر، بين رفض نشطاء ووجوه بارزة العودة إلى الشارع للتظاهر بسبب المخاوف من انتشار وباء كورونا، وبين إصرار غالبية مكونات الحراك على العودة واستئناف المظاهرات، بدءاً من اليوم الجمعة 19 يونيو/ حزيران، على غرار مظاهرات جرت في عدد من المدن، خاصة في منطقة القبائل.
وأعاد الناشطون في الحراك الشعبي في منطقة تيزي وزو إطلاق مظاهرات الحراك، إذ خرج المئات في مظاهرة وسط المدينة، لم يكن يرتدي أغلبهم الكمامات، رافعين شعارات سياسية مناوئة للسلطة والجنرالات، وتطالب بالإفراج الفوري عن الناشطين المعتقلين، وحملوا بعض صورهم. ووصف المتظاهرون السلطة بـ"الجبانة والمجرمة"، على خلفية حملة الاعتقالات التي طاولت عشرات الناشطين منذ تعليق التظاهر في مارس/ آذار الماضي، وهتف المتظاهرون بشعارات الدولة المدنية وإقامة الديمقراطية ورفض تدخل العسكر في الشأن السياسي، قبل أن تتدخل الشرطة بالعصي لمحاولة تفريق المتظاهرين، معتقلة عدداً منهم.

وفي مدينة بجاية، استجاب المئات لنداء الناشطين للخروج والتظاهر، ورفعوا لافتات تؤكد استمرار المطالب السياسية حتى تغيير النظام بالكامل، وهتفوا بشعارات "كليتو البلاد يا سارقين"، و"والله مارانا حابسين (لن نتوقف)"، و"الحرية للمعتقلين"، لكن قوات الأمن التي كانت تراقب المظاهرة بشكل مكثف أطلقت قنابل مسيلة للدموع من أجل تفريق المتظاهرين، واعتقلت عددا منهم، تنفيذا لتعليمات أصدرها رئيس الحكومة عبد العزيز جراد، أمس الخميس، وجهها إلى مديريات الأمن والأمن الداخلي (الاستخبارات) وحكام الولايات، شدد فيها على ضرورة استخدام القوة لفض أية تجمعات تعد إخلالا بالتدابير الوقائية الخاصة بمحاربة انتشار وباء كورونا، إذ تمنع السلطات كل أنواع التجمعات منذ مارس/ آذار الماضي.
وفي نفس السياق، أحبطت قوات الشرطة محاولات للتظاهر لمجموعة من الناشطين في عدة ولايات، حيث اعتقلت مجموعة من الناشطين كانوا بصدد تنظم مظاهرة في وسط مدينة عنابة شرقي الجزائر، واعتقلت ناشطين كانوا متوجهين إلى وسط مدينة وهران وتلمسان للتظاهر، كما اعتقل ناشطون في مدينة غليزان غربي البلاد.
وجرت مظاهرات اليوم على الرغم من نداءات وجهتها رموز بارزة في الحراك بتأجيل العودة إلى الشارع. وقبل أيام، أعلن مصطفى بوشاشي، وهو من الشخصيات البارزة في الحراك، رفضه العودة إلى المسيرات الشعبية، واعتبر أن العودة في إطار الحراك تبدو سابقة لأوانها. وقال بوشاشي: "يجب أن نتحلى بالصبر وأن نتبع رأي الخبراء (الأطباء)، بمن فيهم أولئك الذين يعملون في المؤسسات الرسمية". كذلك أعلن المحامي والناشط البارز عبد الغني بادي عن موقفه بالدعوة إلى "تأجيل عودة الحراك، إلى حين توفر الشروط الصحية الأمنة"، فيما نقل محامون رسالة من الناشط البارز في الحراك سمير بلعربي من داخل سجنه، دعا فيها إلى تأجيل عودة الحراك الشعبي للتظاهر بسبب مخاطر كورونا، وقال إن "الحكمة تقتضي منا جميعا المزيد من الحيطة و الحذر حفاظا على أرواح الجزائريين، وتأجيل العودة للمسيرات هو عين الصواب".
وكانت مكونات الحراك قد قررت في 23 مارس/ آذار الماضي تعليق المسيرات على خلفية المخاوف من انتشار وباء كورونا في البلاد، بعد تسجيل تزايد حالات الإصابة، واعتبرت حينها أنه "من منطلق المسؤولية الأخلاقية في هذا الظرف والوعي بدقة المرحلة تحتم الإقرار بوجود مخاطر متعاظمة تمسّ السلامة البدنية للجزائريين والصحة العامة، ندعو إلى تعليق ظرفي لتظاهرات الحراك الشعب".
دلالات

ذات صلة

الصورة
إيمان خليف تعرضت لحملة عنصرية أولمبياد باريس 2024 (العربي الجديد/Getty)

رياضة

وصل الوفد الجزائري، أمس الاثنين، إلى البلاد بعد مشاركته في أولمبياد باريس 2024، وكانت الأنظار موجهة بشكل أكبر صوب الثلاثي المتوج بالميداليات.

الصورة
جمال سجاتي بعد تتويجه بالميدالية البرونزية على ملعب ستاد فرنسا، 10 أغسطس/آب 2024 (Getty)

رياضة

اجتمع عدد من سكان بلدية السوقر في مقاطعة تيارت غربي الجزائر في صالة متعددة الرياضات، وهناك نصبوا شاشة عملاقة من أجل متابعة ابن منطقتهم جمال سجاتي (25 عاماً).

الصورة
امرأة في منطقة الصحراء، 3 فبراير 2017 (Getty)

سياسة

دخلت العلاقات بين فرنسا والجزائر في أزمة بعد إعلان فرنسا دعمها مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بشأن الصحراء وهو ما قد لا يساعد في حل القضية.
الصورة
الجزائرية سارهودا ستيتي أكبر الحجاج سنا، 10 يونيو (إكس)

مجتمع

وصلت إلى السعودية، الثلاثاء، الجزائرية صرهودة ستيتي، التي تعد أكبر الحجاج سنّاً في هذا العام، بعمر 130 عاماً. وحظيت باستقبال حافل لدى وصولها على كرسي متحرك.