ارتفعت أسعار الذهب بالسوق السورية، اليوم السبت بنحو 300 ليرة للغرام الواحد، ليعاود المعدن الأصفر سلسلة ارتفاعاته خلال الأسبوع الفائت التي بلغت 3300 ليرة سورية، بعد انخفاض ترافق مع تحسن سعر صرف الليرة السورية.
ويقول المحلل المالي علي الشامي: تراجع زخم المصرف المركزي لجهة التدخل بالسوق النقدية وضخ الدولارات بشكل يومي، ما أدى خلال الأسبوع الفائت، إلى تراجع سعر الصرف مقابل الدولار من نحو 350 ليرة للدولار بدمشق، إلى نحو 490 ليرة اليوم، وتعدى سعر الدولار 500 ليرة في مناطق سيطرة المعارضة شمالي سورية.
ويضيف الشامي لـ"العربي الجديد": كان من المتوقع أن يعجز المصرف المركزي في تثبيت سعر صرف الليرة، في بلد لا ينتج دولاراً واحداً، بعد أن توقفت الصادرات وفي مقدمتها النفط والفوسفات، لتقتصر الصادرات على بعض الخضر والملبوسات، في حين تتعاظم فواتير الاستيراد، إن لمشتقات النفط أو مستلزمات الحرب والطعام .
وأشار المحلل السوري إلى أن السوريين وجدوا بالذهب ملاذاً بعد إغلاق شركات الصرافة وملاحقة تجار العملات والمضاربين، فارتفع سعر غرام الذهب من 15 ألفاً إلى 18300 ليرة خلال أسبوع، مترافقاً مع خسارة أكثر من 30% من قيمة الليرة السورية، بعد الانتعاش المؤقت الذي حسن سعرها، لافتاً إلى أن المصرف المركزي هو من حصد ثمن تحسن سعر الليرة إثر مضاربته بالسعر الذي حدده مبيعاً بأكثر من 600 ليرة الشهر الفائت، ليشتري بنحو 350 ليرة الأسبوع الماضي .
وأعلن حاكم مصرف سورية المركزي أديب ميالة اليوم، أن لدى المصرف عدة إجراءات لم تطبق بعد ضمن خطة التدخل وأن أي إخلال باستقرار سعر الصرف من قبل السوق السوداء والمضاربين سيواجه بحدة
وفي تصريح صحفي بيّن ميالة أن تدخل المصرف بسوق القطع الأجنبي يهدف إلى ضمان استقرار سعر الصرف، دون شل الحركة الاقتصادية، لذلك فإن خطة التدخل تقوم على بيع وشراء القطع الأجنبي وتعديل سعر الصرف ضمن هوامش مقبولة بما ينسجم مع الدورة الاقتصادية ويحافظ على استقرار الأسعار وسعر الصرف.
وأوضح المركزي أن رفع سعر الحوالات اليوم جاء للحفاظ على استمرار تدفق هذه الحوالات عبر المصارف ومؤسسات الصرافة وبما يضمن أسعاراً مجزية للمواطن، مؤكداً عدم السماح للمضاربين بجر السوق للأعلى واستغلال زيادة الطلب في المحافظات الشمالية والشمالية الشرقية لرفع سوق دمشق وتحقيق مكاسب غير مشروعة ولا سيما أن المصرف يغطي كامل احتياجات السوق.
وكان مصرف سورية المركزي وجه أمس إلى إغلاق عدد من شركات ومكاتب الصرافة لمدة شهر نتيجة عدم التزامها بشراء المبالغ المحددة من قبله وإعادة بيعها لتغطية الطلب على القطع الأجنبي كما حدد اليوم سعر صرف الدولار مقابل الليرة لتسليم الحوالات الشخصية بـ 495 ليرة سورية.
وتهاوى سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الشهر الفائت ليصل سعر الدولار لنحو 620 ليرة، قبل أن يعاود تنظيم الدولة "داعش" بيع المازوت بالليرة السورية في محافظتي حلب وادلب ويضخ المصرف المركزي نحو 600 مليون دولار بالسوق، ما أدى لتحسين السعر، قبل أن يبدأ بالتراجع اليوم.