عودة الخروقات والنزاعات العشائرية إلى البصرة: هل تتجدّد الاحتجاجات؟

13 ابريل 2019
تزايد ملحوظ بحالات قتل بنزاعات عشائرية(Getty)
+ الخط -

عادت الخروقات الأمنية، والنزاعات العشائرية خلال الأسابيع الماضية إلى محافظة البصرة (جنوب العراق)، بعد فترة من الهدوء النسبي الذي رافقته إجراءات حكومية بحق المروجين والمطبقين للأعراف العشائرية. وفي وقت فجر مجهولون مقهى بالمحافظة، أشار ناشطون إلى أن العودة إلى الشارع قد تكون هي الحل.

وقال مصدر أمني محلي إن مراكز الشرطة في البصرة سجلت، أخيرا، تزايدا ملحوظا في البلاغات عن حدوث حالات قتل بنزاعات عشائرية، وتجاوزات من قبل بعض الجهات على أصحاب المحلات التجارية والمقاهي، فضلا عن قيام بعض المافيات باستدراج الشباب لتعاطي المخدرات، مشيرا في حديث لـ "العربي الجديد" إلى وجود انزعاج واضح من قبل السكان المحليين في البصرة، نتيجة لعدم الاستقرار الأمني الذي يلاحق المحافظة بين الحين والآخر.

وبيّن المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن أمس الجمعة شهد تسجيل حادث جديد تمثل في قيام مجهولين بتفجير أحد المقاهي في منطقة البراضعية وسط البصرة، مؤكدا أن التفجير تسبب بأضرار مادية.

وأوضح أن الأشخاص المجهولين لم يكتفوا بالتفجير، مبينا أنهم ألقوا منشورات أمام المقهى تحمل تهديدات لأصحابه ورواده.

إلى ذلك، أكدت شرطة البصرة أنها ألقت القبض على تسعة أشخاص متهمين بارتكاب جرائم من بينها القتل والمشاركة في نزاعات عشائرية، موضحة في بيان أن العملية أسفرت عن ضبط أسلحة مختلفة بحوزة المتهمين.

وقالت شرطة البصرة في وقت سابق إنها تبادلت إطلاق النار مع متهمين أثناء تنفيذ عملية للقبض عليهم بمنطقة الهارثة وسط المحافظة، مؤكدة أن قوة أمنية حاولت اعتقال عدد من المطلوبين بجرائم مختلفة، إلا أنها تعرضت لإطلاق نار، ما دفعها للتعامل مع الموقف بحزم وقوة.

وأشارت إلى اعتقال المطلوبين، فضلا عن ضبط أسلحة مختلفة مع مئات الإطلاقات النارية، مبينة أن "العصابة كانت تمارس الجريمة المنظمة".

وفي السياق، قال الناشط المدني حيدر صبيح إن الأوضاع الأمنية والمعيشية والخدمية في البصرة "تزداد سوءا يوما بعد آخر"، موضحا لـ

"العربي الجديد" أن "جميع الوعود التي سبق أن أعطيت للمتظاهرين ذهبت في مهب الريح".

وأضاف صبيح أنه "من سوء حظ البصرة أنها مهملة من قبل الحكومة المركزية في بغداد، كما أن مسؤوليها المحليين لا يكترثون بشيء سوى البقاء في مناصبهم"، مؤكدا أن المحافظة "تحولت إلى أوكار كبيرة للعصابات ومافيات التهريب والمخدرات والنزاعات العشائرية".

وبيّن أن سوء الأوضاع الأمنية والخدمية والمعيشية أمور "قد تدفع بسكان البصرة للعودة مجددا إلى الشوارع، لا سيما أن فصل الصيف بات على الأبواب، وهو الفصل الذي ترتفع فيه درجات الحرارة، وتختفي فيه الكهرباء".

وتابع: "لا أحد منا يريد أن يترك عمله، ويذهب ليقضي أياما في الشوارع متظاهرا أو معتصما"، مستدركا: "إلا أن هذا الأمر قد يحدث في أية لحظة إذا استمر إهمال البصرة، فالتظاهر قد يكون هو الحل الأخير".

دلالات