ضربت عواصف رملية، الثلاثاء، مخيم الركبان الصحراوي على الحدود السورية الأردنية، مسببة مزيداً من الخطورة على نحو 45 ألف نازح سوري يعيشون فيه، كذلك تزامنت العواصف مع ارتفاع شديد في درجات الحرارة.
وقال مروان "25 سنة"، وهو نازح من مدينة تدمر يعيش في المخيم: "اختبأنا في الخيام، لم نستطع الخروج طوال اليوم، في الصحراء لا مكان تهرب إليه من العواصف الرملية، كنا لا نكاد نستطيع التنفس، كل أغراضنا صارت مغطاة بالتراب، عشش الغبار في صدورنا. قد تهب العواصف الرملية مجدداً في أي وقت، وتحمل معها الأمراض والحشرات والعقارب، ونوبات الربو وضيق التنفس".
وبدأ المخيم خلال الأيام الماضية استقبال مئات النازحين من مخيم الرويشد الذي يبعد نحو 80 كلم عن الركبان، والذي تم إخلاؤه بسبب المعارك الدائرة في محيطه، حتى بات في مرمى النيران والقصف الجوي.
يقول أبو لؤي، وهو أحد أهالي المخيم: "منكوب يعين منكوباً، هذا هو حالنا، تم إيواء القادمين من الرويشد عند أقاربهم. بعضهم بقوا في العراء ريثما يبنون خياماً لهم، إلا أن العاصفة كانت مفاجئة، تركوا حاجياتهم وأغراضهم في الخارج وتوزعوا بشكل اضطراري على الخيام القائمة".
بدوره، ناشد مجلس مدينة تدمر المنظمات الدولية والمجتمع الدولي بإيجاد حل للنازحين في مخيم الركبان، ومساعدة أهله والالتفات إلى معاناتهم، كذلك طالب بزيادة ساعات وكمية ضخ المياه للمخيم كي تكفي اللاجئين الموجودين، والنازحين من مخيم الرويشد، وطالب الجانب الأردني بالتعاون وتقديم المساعدة.
وفي ظل العواصف الرملية وشدة الحرارة، تعدّ مشكلة نقص المياه أسوأ كوابيس المخيم، إذ يعاني الأهالي من صعوبة تأمين المياه النظيفة، والتي يتم ضخها بكميات محدودة من الجانب الأردني.
وبسبب نقص المياه، يلجأ كثير من النازحين لشراء المياه التجارية بأسعار عالية، فيما يلجأ آخرون إلى ما يسمى مياه الخبران، وهي مياه الأمطار المتجمعة في الأودية السورية، وهي مياه غير صالحة للشرب.
ووفقاً لشكري الشهاب، وهو ممرض يعيش في المخيم: "تسببت المياه بإصابة أهالي المخيم بالأمراض بسبب احتوائها على طفيليات وبكتيريا، ما يجعلها غير صالحة للشرب أو حتى النظافة. استقبلنا المئات من حالات الالتهابات البكتيرية والطفيلية عند الأطفال، لذا نقوم بتحذير القادمين الجدد من استعمال هذه المياه مهما اشتد بهم العطش أو الحاجة للمياه، نقص المياه في المخيم يهدد حياة الناس ويتسبب كل يوم بإصابات جديدة".