27 اغسطس 2019
عن مديحة كامل
محمود شومان (مصر)
كالعادة، ننسى، ويتذكر "غوغل". قبل أيام احتفل محرك البحث الشهير بالذكرى 73 لميلاد الفنانة المصرية الراحلة مديحة كامل التي أنهت حياتها المهنية باعتزال "مفاجئ". ولم يعد غريبا أن نقرأ عن احتفال "غوغل" بميلاد إسماعيل ياسين، أو ذكرى ميلاد الكاتب المصري أحمد خالد توفيق، والشاعر والأديب فاروق شوشة، ولؤي كيالي، وماري منيب.
وليس من فنانة مصرية يمكن أن توازي تلك الموهبة التي كانت عليها مديحة كامل، وإن لم تحقق الشهرة الكبيرة التي تتناسب مع موهبتها العميقة جداً، الكفيلة بجعلها "أسطورة الشاشة العربية". وفي الوقت الحالي، لا أعتقد أن ثلاثة من بين عشرة أشخاص من أجيال مصر، خصوصا ما بعد عام 2000 من الممكن أن يتعرفوا بسهولة على مديحة كامل، إذا ما وضعت في مقارنة مع آخرين، كنادية الجندي ونبيلة عبيد.
لم تكن مديحة كامل يوماً نجمة للشباك، فهي لم تنجح في استغلال موهبتها، أو في أن تفرض نفسها على الساحة السينمائية في مصر، في وقت كان تقريباً دور البطولة بالنسبة للمرأة يقتصر على نادية الجندي ونبيلة عبيدة. وبما أن مديحة كامل لم تحصل على تلك الشهرة، لا يعلم بعضهم أن المصادفة كانت وراء اكتشافها، ففي أحد اللقاءات كشف الفنان سمير غانم عن قصة اكتشافه الفنانة مديحة كامل، حيث قال إنها كانت إنسانة تتميز بالجمال الإسكندراني الهادئ، والتقاها يوماً في الشارع ولم يكن يعرفها، وكانت ترتدي زي المدرسة الخاص بها، وتحمل كتبها، فانجذب لها بشدة حين رآها من شدة جمالها، فوجد نفسه يسألها "عايزة تمثلي"، فقالت: "لما أسال ماما"، فذهب معها إلى منزلها، وتكلم مع والدتها، ووافقت في النهاية، فأشركها في حفل داخل كلية الزراعة، وكان مردود المشاهدين تجاهها رائعاً جداً من شدة جمالها. بعد ذلك، اصطحبها إلى القاهرة لمقابلة محمد سالم، واخترقت العمل الفني بسرعة شديدة، واصفاً إياها بأنها إنسانة جميلة "ما فيهاش غلطة"، فضلاً عن "جدعنتها".
وكان للمصادفة دور آخر في منح مديحة كامل بطولة فيلم "الصعود إلى الهاوية"، بعدما اعتذرت عنه فنانات أخريات، بسبب طبيعة الشخصية، حيث إنها جاسوسة، كما أن لها ميولاً جنسية مغايرة، وكان من المقرر أن تودي دور البطولة سعاد حسني، إلا أنها اعتذرت عن أداء الدور للأسباب المذكورة. ورفضت نجلاء فتحي أداء الدور إلا بعد تغيير نهاية الفيلم، وهو الأمر الذي لم يكن مناسباً لصناع الفيلم.
ارتدت مديـحة كامل الحجاب، واعتزلت العمل الفني في إبريل/ نيسان 1992، وكان آخر أفلامها فيلم "بوابة إبليس"، الذي أتلفت بعض مشاهده، وتمت إعادة تمثيل المشاهد التالفة بواسطة "دوبليرة"، لأنها كانت قد اعتزلت الفن وقتها، ورفضت رفضًا قاطعًا العودة إلى التمثيل، وعانت من مرض القلب طوال حياتها، وأصيبت للمرة الأولى بجلطة عام 1975 في أثناء تصويرها مسلسل الأفعى، إلا أن متاعبها الصحية الجدية بدأت قبل وفاتها بعام، حيث ظلت طريحة الفراش في المستشفى عشرة أشهر بسبب ضعف عضلة القلب وتراكم المياه في الرئة بشكل مستمر، ما استدعى مكوثها في المستشفى فترة طويلة. وتوفيت في منزلها في 13 من يناير/ كانون الثاني 1997.
وليس من فنانة مصرية يمكن أن توازي تلك الموهبة التي كانت عليها مديحة كامل، وإن لم تحقق الشهرة الكبيرة التي تتناسب مع موهبتها العميقة جداً، الكفيلة بجعلها "أسطورة الشاشة العربية". وفي الوقت الحالي، لا أعتقد أن ثلاثة من بين عشرة أشخاص من أجيال مصر، خصوصا ما بعد عام 2000 من الممكن أن يتعرفوا بسهولة على مديحة كامل، إذا ما وضعت في مقارنة مع آخرين، كنادية الجندي ونبيلة عبيد.
لم تكن مديحة كامل يوماً نجمة للشباك، فهي لم تنجح في استغلال موهبتها، أو في أن تفرض نفسها على الساحة السينمائية في مصر، في وقت كان تقريباً دور البطولة بالنسبة للمرأة يقتصر على نادية الجندي ونبيلة عبيدة. وبما أن مديحة كامل لم تحصل على تلك الشهرة، لا يعلم بعضهم أن المصادفة كانت وراء اكتشافها، ففي أحد اللقاءات كشف الفنان سمير غانم عن قصة اكتشافه الفنانة مديحة كامل، حيث قال إنها كانت إنسانة تتميز بالجمال الإسكندراني الهادئ، والتقاها يوماً في الشارع ولم يكن يعرفها، وكانت ترتدي زي المدرسة الخاص بها، وتحمل كتبها، فانجذب لها بشدة حين رآها من شدة جمالها، فوجد نفسه يسألها "عايزة تمثلي"، فقالت: "لما أسال ماما"، فذهب معها إلى منزلها، وتكلم مع والدتها، ووافقت في النهاية، فأشركها في حفل داخل كلية الزراعة، وكان مردود المشاهدين تجاهها رائعاً جداً من شدة جمالها. بعد ذلك، اصطحبها إلى القاهرة لمقابلة محمد سالم، واخترقت العمل الفني بسرعة شديدة، واصفاً إياها بأنها إنسانة جميلة "ما فيهاش غلطة"، فضلاً عن "جدعنتها".
وكان للمصادفة دور آخر في منح مديحة كامل بطولة فيلم "الصعود إلى الهاوية"، بعدما اعتذرت عنه فنانات أخريات، بسبب طبيعة الشخصية، حيث إنها جاسوسة، كما أن لها ميولاً جنسية مغايرة، وكان من المقرر أن تودي دور البطولة سعاد حسني، إلا أنها اعتذرت عن أداء الدور للأسباب المذكورة. ورفضت نجلاء فتحي أداء الدور إلا بعد تغيير نهاية الفيلم، وهو الأمر الذي لم يكن مناسباً لصناع الفيلم.
ارتدت مديـحة كامل الحجاب، واعتزلت العمل الفني في إبريل/ نيسان 1992، وكان آخر أفلامها فيلم "بوابة إبليس"، الذي أتلفت بعض مشاهده، وتمت إعادة تمثيل المشاهد التالفة بواسطة "دوبليرة"، لأنها كانت قد اعتزلت الفن وقتها، ورفضت رفضًا قاطعًا العودة إلى التمثيل، وعانت من مرض القلب طوال حياتها، وأصيبت للمرة الأولى بجلطة عام 1975 في أثناء تصويرها مسلسل الأفعى، إلا أن متاعبها الصحية الجدية بدأت قبل وفاتها بعام، حيث ظلت طريحة الفراش في المستشفى عشرة أشهر بسبب ضعف عضلة القلب وتراكم المياه في الرئة بشكل مستمر، ما استدعى مكوثها في المستشفى فترة طويلة. وتوفيت في منزلها في 13 من يناير/ كانون الثاني 1997.