عن ترشيح كريستوفر بلامر لـ"أوسكار" أفضل ممثل ثانٍ

09 فبراير 2018
كريستوفر بلامر في جديد ريدلي سكوت (فيسبوك)
+ الخط -
مع إطلاق العروض الدعائية الأولى لـAll The Money in the World لريدلي سكوت، قبل أشهرٍ، كان متوقّعًا أن ينال كيفن سبايسي ترشيحًا لجائزة "أوسكار" في فئة أفضل ممثل مساعد، نهاية عام 2017، عن تأديته دور شخصية حقيقية، هي ج. بول غيتي. وهو ظهر في مشاهد عديدة بشكلٍ مختلف، ومكياج متقن، وأداء جذاب.

لكن كلّ شيء تبدّل، مع انفجار حملة Me Too (أنا أيضاً)، واعتراف رجال ونساء عن تعرّضهم لتحرّشات من أشخاصٍ ذوي نفوذ داخل عالم صناعة الأفلام في هوليوود، بعد كشف فضيحة المنتج هارفي وينستين، التي سبّبت فضائحه ـ والكشف الجماعي عن تفاصيل كثيرة منها ـ إطلاق الحملة أساساً، علماً أن هناك ممثلين مُتّهمين بالتحرّش أيضًا، منهم كيفن سبيسي نفسه، الذي اتّهمه أكثر من ممثل بالتحرّش به في أعوامٍ مختلفة، ومنها أثناء تصوير مسلسله الناجح House of Cards.

دعاوى الوصم والمقاطعة أدّت إلى نبذ متوّرطين داخل هوليوود. بسبب الحملة المكثّفة على سبايسي، بعد إصداره بيان اعتذار مرتبك، اعتبره كثيرون سببًا أكبر للنبذ، أعلنت المنصّة الأميركية "نيتفليكس" عن وقف الموسم السادس من House of Cards.

في المقابل، وقعت شركة "سوني" والمخرج ريدلي سكوت في ورطة، إذْ انتهى تصوير All The Money in the World، وتحدّد موعد بدء عرضه التجاري، وأطلقت الأشرطة الدعائية، وبعضها متعلّق بكيفن سبيسي نفسه. فكان الحلّ ـ الذي أُعلن عنه في نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت ـ غريبًا وحادًّا ومفاجئًا: إعادة تصوير مشاهد سبايسي مع الممثل الكبير ـ سنًّا ومقامًا ـ كريستوفر بلامر، في أسبوعين اثنين فقط، لإنجاز المشروع كلّه قبل الموعد المحدّد لبدء عرض الفيلم، نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2017.

قرار كهذا كلّف "سوني" 10 ملايين دولار أميركي، وجعل ريدلي سكوت وكريستوفر بلامر، مع أعضاء فريق العمل الخاص بالفيلم، يعملون من دون توقف، لإنهاء تصوير 22 مشهدًا في 13 يومًا. لكن، من وجهة نظر أخرى، فإن القرار أفاد الفيلم إعلاميًا ودعائيًا بشكل كبير، جاعلاً إياه أحد أبرز الأحداث السينمائية في عام 2017، قبل أن تُرشِّح "أكاديمية فنون الصورة المتحركة وعلومها" كريستوفر بلامر لجائزة "أوسكار" في الفئة نفسها، عن دوره هذا، فيصبح أكبر ممثل سنًّا يترشح للجائزة في تاريخها.

أما السؤال المُلحّ، المطروح مباشرة بعد إعلان الترشيحات: هل لهذا الأمر علاقة بكواليس الفيلم، وتدعيم الاختيار "الأخلاقي" ظاهريًا (ذي الحسابات الاقتصادية والمالية، طبعًا) بنبذ كيفن سبايسي؟ أو أن المسألة مرتبطة بتقدير تجربة، تتمثّل في وجود فنانين اثنين يعملان معاً، وهما في الثمانينيات من العمر (سكوت في الـ81، وبلامر في الـ88)؟ خصوصًا أنهما عملا بجهدٍ كبيرٍ لأسبوعين متواصلين لإنجاز الفيلم بشكلٍ جيّد؟

كلّ تلك الأسباب والسياقات محتملة، ولها تأثير على المصوِّتين. لكن الأمر سيكون مجحفًا إنْ تمّ تجاوز مسألة أن كريستوفر بلامر نفسه قدّم أداءً رائعًا، وأن ترشيحه للجائزة ليس غريبًا.
دلالات
المساهمون