30 ديسمبر 2021
عن الحقيبة الدبلوماسية وضربات الجزاء ولماذا تركت الحمار رئيساً
- للأسف، من الآن وصاعداً حين تسمع أحداً يتحدث عن (الحقيبة الدبلوماسية)، ستخطر على ذهنك فوراً صورة حقيبة ممتلئة بالأعضاء البشرية.
- لم يأت عمنا أبو الطيب المتنبي بجديد، حين قال: "تعددت الأسباب والموت واحد"، لكنه بالتأكيد لم يتخيل، لا هو ولا كل من شغلتهم أسباب الموت وطقوسه، أن كتابة الوصية ووداع الأحباب، ستكون أهم ما يجب فعله قبل أن يدخل الإنسان قنصلية بلاده.
- إذا كنت غاضباً من الذين يتصورون إمكانية تلخيص العالم بكل تعقيداته وتركيبه في "بوست"، فدعني أذكرك أن هناك من يتصورون إمكانية تلخيصه في "كومنت".
- أعطِ الرجل سمكة سيأكل ليوم واحد، علِّمه فنون النفاق والتعريص سيأكل جمبري وكابوريا كل يوم.
- ستعرف أن عبدالفتاح السيسي قرر أن يسمّي كل الأمور بمسمياتها، ويتخلى عن أي صبغة زائفة أو قشرة لا لزوم لها، حين تنشر الجريدة الرسمية قراراً يعلن إلحاق كل الصحف والقنوات والمواقع وشركات الإنتاج ودور النشر بوزارة الإنتاج الحربي.
- من قال إن الحياة العادية ليس فيها ضربات جزاء؟ لو تأملت قليلاً في حياتنا، لأدركت أن الزواج هو ضربة الجزاء التي تمنح لكل منا، وكعادة ضربات الجزاء، الكل يثق في إحرازها، والمحظوظون فقط هم الذين يسددونها، أما الذين يضيعونها فتطاردهم أشباحها وفواتيرها طول العمر.
- المتهم برئ حتى ينفد حسن حظه وتأتي سيرته على تويتر والفيس بوك.
- لا شيء يدوم في هذه الدنيا على حال، ولذلك في يوم من الأيام ستنسى كل شيء، إلا كم دفعت من مصاريف لمدارس وجامعات أبنائك، هذا وجع لن تنساه أبداً.
- خبرتك في الحياة ستجعلك تدرك أن ملايين المصريين لم يبادروا إلى الاتفاق على محبة محمد صلاح، بل نجاحه الباهر المفحم هو الذي أجبرهم على الاتفاق على محبته، وكسائر بني الإنسان، حين يتعثر محمد صلاح، كما يتعثر البشر دائماً وأبداً، ستجد كثيراً منهم يتفقون عليه، ولكن بالمعنى الشعبي الشائع لتعبير "اتفقوا عليه".
- تقتضي العدالة أن يعاقب الله تعالى كل من يصدق مذيعي الأجهزة السيادية والخبراء الإستراتيجيين والمحللين السياسيين، بدوام الاستماع إليهم في القبر وحتى قيام الساعة، بالتأكيد سيكون ذلك عقاباً أشد فتكاً من الوحشة والدود والثعبان الأقرع.
- كلمة (بالفيديو) التي يتم حشرها في عناوين الأخبار في أغلب مواقعنا الصحفية سعياً لجذب الاهتمام وتحقيق (الترافيك)، تكشف عن رفضنا الكامل لتجاوز المرحلة التي بدأت معها علاقتنا بتكنولوجيا المعلومات، مرحلة (المقاطع الساخنة).
- كم سنة من الأشغال الشاقة المؤبدة سيحصل عليها الشاعر الذي سيعارض قصيدة محمود درويش (لماذا تركت الحصان وحيداً)، ويكتب قصيدة عنوانها (لماذا تركت الحمار رئيساً؟).
- لولا الملامة لرفع كثير من المتدينين الذين نراهم حولنا شعاراً يقولها بصريح العبارة: "سنجعلك تبكي طلباً للرحمة إذا لم تقتنع أن الإسلام دين الرحمة".
- ستكشف لك متابعة الأخبار العربية أننا والحمد لله لا زلنا نختلف عن الآخرين، حيث لا نكتفي بتوقع الأسوأ، بل نعمل جاهدين على تحقيقه، لكي نوفر على أنفسنا عبء الانتظار وخطأ التوقعات.
- أحياناً حين ترى إعجاب أبنائك المبالغ فيه بطبيخ أمهم، تواجه نفسك بسؤال صعب: هل كانت أمي فعلاً طباخة بارعة كما كنت أنا وإخوتي نظن؟ أم أننا أحببنا طبيخها جداً، لأنه كان الطبيخ المتاح.
- أسيادنا الذين في دوائر المعارف والموسوعات، لم يتركوا شيئاً في الكون إلا وذكروا من اكتشفه، إلا "الشلّوت"، مع أنه أهم مثلاً من أستراليا، ومع كل احترامي لأستراليا والمقيمين فيها، كانت الإنسانية ستواصل حياتها بشكل عادي لو لم يكن قد تم اكتشاف أستراليا، لكنها لم تكن ستتقدم خطوة إلى الأمام لو لم يتم اكتشاف الشلّوت.
- كونوا واقعيين واطلبوا الإسعاف.
- يمكن أن تعيش بسعادة إلى الأبد، لو أقنعت نفسك أن الأبد ينتهي حين تنام، ليبدأ في اليوم التالي أبد جديد سينتهي بدوره حين تنام.
- لا يكفي أن يكون اسم شيء ما مألوفاً لك ومتكرراً في حياتك، لكي تألف الشيء نفسه وتتأقلم معه، بدليل أن عدد المرات التي وصفوك بها منذ طفولتك بـ "ابن الكلب"، لم تكن كافية لكي تحب الكلاب.
- في مكان ما، في زمان ما، حدث أن نطق رضيع في المهد، ولم نسمع عن معجزته شيئاً، فقط لأنه حين نطق، قال لأمه: "كفاية أغاني أبوس إيديكي، صوتك بشع".
- الأب هو ذلك الكائن الحي الذي لا يحب أحداً في الدنيا مثل أمه، ومع ذلك يتوقع طيلة الوقت أن يحبه أبناؤه أكثر من أمهم.
- ليس هناك في الدنيا ما هو أجمل من الزواج عن حب، تبقى مشكلته أن أبناءك سيستطيعون بقلب جامد لوم أمهم على اختيارها لك، وهو ما لم تستطع فعله مع أمك التي أنقذها من اللوم، أنها كانت فاقدة لحقها في اختيار أبيك.
- كل الأطفال يمرون في مرحلة ما بسؤال "بابا هو أنا جيت إزاي؟"، لا أحد منهم للأسف يمر بمرحلة "بابا هو أنا جيت بكام؟".
- بغض النظر عما إذا كان من ابتدع عبارة "أكل تفاحة في اليوم يغنيك عن زيارة الطبيب"، له علاقة ببيزنس زراعة وتجارة التفاح أم لا، فالمؤكد أنه لم يكن ليتصور أن هناك ملايين من الأطباء في بلادنا، لن يسمح لهم مرتبهم الشهري المخزي بأكل تفاحة في اليوم.
- حقيقة علمية: في بعض الحالات وإن سمحت الظروف المحيطة، عصفور في اليد، قد يقود إلى عشرة على الشجرة.
- كل راقصات البولشوي لا يمكن أن يتمتعن أبداً بتلك الرشاقة التي ينتقل فيها الآباء والأمهات بين خطاب "انتو ما تعبتوش في حياتكم زينا"، وخطاب "أيامنا دي كانت أحلى أيام".
- ولا دايم إلا محجوب عبد الدايم.
- أجمل ما حققته وسائل الاتصال الاجتماعي لكثيرين ممن تشعرهم القراءة بالضجر والصداع والزغللة، أنها أعفتهم من عناء قراءة مقال أو خبر، قبل إبداء الرأي فيه بشكل واضح وقاطع، والدخول في مناقشات مطولة بخصوصه، ليقوموا بالاستغناء عن مرحلة (تكوين الرأي)، والانتقال مباشرة إلى مرحلة (إبداء الرأي)، توفيراً للوقت والمجهود.
- إذا أفضى كل ما نحن فيه إلى أن نتوقف أو حتى يتوقف معظمنا عن التعلق بأوهام "الأخلاق العربية والقيم الغربية والأصالة العربية والحضارة الإنسانية والمبادئ العادلة والسلام العالمي والمواثيق الدولية"، لنتعامل مع الإنسان بوصفه حيواناً قاتلاً، لا يتردد عن ممارسة القتل حين يأمن عاقبته، فسيكون ذلك تطوراً تاريخياً مدهشاً، أما العدالة الاجتماعية والإصلاح السياسي والحريات العامة والكرامة الإنسانية، فلنترك أمرها لأجيال قادمة، لا يضيع عمرها في تصديق الأكاذيب أو محاربتها.
- "ربنا يديك الصحة والعافية"، أرجو أن تكون من الذين يستخدمون هذه العبارة الرائعة مكتملة، دون أن تكتفي منها بجزء الصحة فقط، وألا تكون من الذين يتصورون قدرتهم على التنبه إلى أشياء لم ينتبه إليها أجداد الأجداد الذين صكوا هذه العبارة الأهم في قائمة الأدعية اليومية والمجاملات الشعبية، فتتفلحس قائلاً إن الصحة هي العافية ولذلك لا داعي للتكرار، أو أن الصحة حتى وأن اختلف معناها فهي أهم من العافية، ولذلك يجب التركيز على الأهم، سعياً للاختصار وتوفيراً للوقت، بالتأكيد ظن فلاحيس من قبلك هذا الظن السيئ، ثم علمتهم الأيام أن من يمتلك الصحة لا يمتلك العافية بالضرورة، وأن الصحيح بدون عافية لا يمتلك عزيمة إنجاز أي شيء حتى لو كان مهماً له، لذلك وفر اجتهاداتك لصياغة أدعية ومجاملات تخصك وتراها كاملة من مجاميعه، واحترم صياغات الأقدمين، وإياك إذا طلبت لنفسك أو لأحد شيئاً من الله أن تفصل الصحة عن العافية.