31 أكتوبر 2024
عن استنجاد اليسار المغربي بالماضي
لم يعد الماضي بالنسبة لأحزاب من اليسار المغربي مجرد صيغة زمنية، أو رديفاً لتجارب اكتملت، وانتهت صلاحيتها، بل يمكن القول، من دون مجازفة، إن اللجوء إلى الماضي السياسي والنضالي الوطني بات سمة بارزة لقوى سياسية يسارية، لمس بعضها هول التصدعات التنظيمية التي أصابتها، وعمق الخلافات التي اخترقت صفوف مناضليها، وحدّة المشكلات التي سارت تضغط عليها، وأدرك بعضها حجم الخصاص والعجز المسجلين على مستوى العمل الجماهيري والميداني، والتراجع الملحوظ في الإشعاع الفكري والالتزام والوفاء والوضوح الأيديولوجي.
في إحياء الذكرى الخمسين لاختطاف المناضل اليساري المغربي، المهدي بن بركة، يوم 30 أكتوبر/تشرين أول الماضي، في المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، بدا واضحاً أن الحدث لم يكن عادياً، فقد جاءت حشود غفيرة منتمية من معسكر اليسار إلى المكان، فاضطر مسؤولو المكتبة إلى تخصيص شاشات عملاقة لتمكين مئات من الحاضرين من متابعة الحفل، فقد أظهر التدفق بتلك الكثافة على مكانٍ يحتضن حدثا رمزياً ودالاً الحاجة الملحة إلى ضرورة استنهاض اليسار المغربي، والعمل على تجميع مكوناته وتوحيد خطواته وتنسيق جهوده ومعاركه النضالية. كما كشفت تلك الجموع والرموز والوجوه التي اجتاح معظمها تجاعيد الزمان ومحنه أن السياق السياسي الحالي، بمعطياته وملامحه العامة، ليست في صالح قوى اليسار، لاسيما مع انعدام المبادرات المجمعة والموحدة التي من المفروض أن تقف وراءها قياداتٌ تحظى بالمشروعية السياسية والنضالية والأخلاقية وبالمصداقية التي تؤمن حداً معقولاً من الثقة والقبول الجماهيري. وعبد الرحمن اليوسفي، رفيق بن بركة الذي عهد إليه تنظيم الذكرى، والذي قاد أول تجربة تناوب توافقي 1998 -2002، هدّته سنوات النضال والمنفى، وأرهقته المسؤولية الحزبية، عندما كان على رأس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعد رحيل القائد التاريخي، عبد الرحيم بوعبيد، وأخذت منه مسؤولية رجل الدولة الكثير، عندما كان وزيراً أول، وتبعاً لذلك، وبحكم عمره المتقدم (92 عاماً)، ووضعه الصحي، ليس الرجل المناسب الذي قد يكون الدينامو لأي عملية تهدف إلى لم شتات اليسار المغربي، بما في ذلك ترميم بيت الحزب الذي قاده، بحكمة ورزانة، قبل أن يستقيل من كل مهامه، على الرغم من كاريزما شخصيته والمشروعية التاريخية والأخلاقية التي يتمتع بها.
خارج القاعة، وبينما كان المتحدثون يشرحون شخصية قائد يساري تاريخي واستثنائي، كنت أتحدث مع نشطاء ورموز في اليسار عن سر هذا الحضور اللافت لإحياء ذكرى اختطاف بن بركة، قلت لبعضهم مازحاً إن الراحل يوحّد من قبره أحزاب اليسار وتياراته. وتساءلت مع كثيرين: ألا يكفي أن تخطوا أنتم الخطوة الأولى في مسيرة البناء المشترك لمشروع حزب يساري كبير أو جبهة أو اتحاد، وأن تتنازلوا عن بعض أوهامكم ونرجسيتكم الحزبية ومصالحكم الضيقة؟ طرحت هذه الأسئلة على أشخاصٍ أعرفهم جيداً، وكلهم استنتجوا مما شاهدوه، ذلك المساء، أن الأغلبية الساحقة ممن تقاطروا إلى المكتبة الوطنية، للمشاركة في تخليد ذكرى اختطاف بن بركة، تُظهر أن أحزاب اليسار المغربي، وعلى الرغم من خلافاتها الثانوية، تخفي رغبة قوية لتوحيد صفوفها، وإثبات وجودها واستمرارها، وهي تحتمي بالماضي وبرموزها وقادتها التاريخيين، شكلاً من الدفاع الذاتي، خشية أن تصاب بالتلاشي.
قبل ذلك اليوم، أحيت قيادة "الاتحاد الاشتراكي" الذكرى نفسها، في مكان آخر، والحزب يعتبر
بن بركة أحد شهدائه ورموزه التاريخيين. وشدد المسؤول الأول في الحزب على أن أخلص وفاء لذكرى بن بركة، وأصدق استحضار لروحه، وأروع استلهام للقيم والأخلاق التي ناضل من أجلها، هو السهر على تقوية الصف الوطني الديمقراطي، والاجتهاد في إبداع أرقى الأشكال الميدانية لتجميع قوى الحزب وتفعيل طاقاته، وهي النغمة نفسها التي طبعت خطاب الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد، عبد الواحد الراضي، حيث دعا رفاقه إلى الحفاظ على وحدة الحزب، واعتبر أن أكبر هدية يمكن تقديمها لزعماء الحزب، في إشارة إلى المهدي بن بركة وعمر بن جلون وعبد الرحيم بوعبيد، هو الحفاظ على وحدة الحزب، وتجاوز الخلافات التي يتخبط فيها. و"الاتحاد الاشتراكي" مهم أيضاً لليسار الذي يعيش وضعية صعبة اليوم، ولا يمكن أن يوحد حزب الاتحاد اليسار، إذا لم يوحّد نفسه.
وفي يوم 18 ديسمبر/كانون أول، احتضن مسرح عبد الرحيم بوعبيد في مدينة المحمدية حفل إحياء الذكرى الأربعين لاغتيال القائد السياسي والنقابي والإعلامي، عمر بن جلون. وتكاد الوقائع تنسج على المنوال نفسه في إحياء ذكرى اختطاف بن بركة في المكتبة الوطنية، حيث غابت القيادة الحزبية، وتولى أصدقاء بن جلون وأسرته إحياء ذكراه تحت شعار "الوطن والديمقراطية" في مواجهة الإرهاب، على اعتبار أن الراحل أول ضحايا التطرف الديني في المغرب. وحرصت مكونات اليسار المغربي على الحضور والاستماع إلى كلماتٍ عزفت على وتر التاريخ، وألحت على إحياء المشروع الذي دافع عنه عمر بن جلون، وقضى من أجله، بما في ذلك تأسيس ملكية برلمانية. وعدّد أصحاب الكلمات صفات بن جلون، مثل ربط السياسة بالأخلاق والالتزام والنزاهة والوضوح السياسي والفكري والأيديولوجي والعمل الميداني وبناء الأداة الحزبية القادرة على تعبئة الجماهير وتجسيد المشروع الديمقراطي الاشتراكي. وكما تعدّدت الرسائل السياسية، المشفرة والواضحة، في إحياء ذكرى اختطاف المهدي بن بركة، جرى الشيء نفسه في إحياء ذكرى اغتيال بن جلون، فلم يتردّد المتحدثون، وفي مقدمتهم محمد اليازغي، رفيق الراحل والكاتب الأول السابق للحزب، في تأكيد أن مواقفه ونضاله وربطه السياسة بالأخلاق والقيم يجب أن تشكل نموذجاً للنخب السياسية والنقابية في الوقت الراهن. كما وجّه المتحدثون رسائل إلى الحركات الإسلامية والأحزاب التي تستند إلى مرجعياتٍ دينية، بتحذيرهم من خطورة توظيف الفهم المتطرف للدين في المجال السياسي، بشكلٍ يتنافى مع قيم الحداثة والديمقراطية، وتنبيههم إلى أن عملية الشحن التي يتعرّض لها المتشبعون بالفكر المتطرف السبب في اغتيال بن جلون، مع تأكيد أن هزيمة الإرهاب والتطرف تتوقف، أساساً، على القوى الديمقراطية والعلماء المستنيرين.
ليس غرض هذه السطور التوقف عند حدث الاحتفاء برحيل الرموز التاريخية، وقراءة مواقفها واجتهاداتها المبكرة وتصوراتها الاستباقية حيال العمل السياسي، والمفاهيم التي أرستها لتخليص التنظيمات الحزبية من الانحرافات والتضليل والغموض والجمود والإفلاس، فعلى الرغم من أهمية هذا كله، وقيمته في الميزان الأخلاقي والفكري، تثير الانتباه العودة الأخلاقية والرمزية القوية للقيادات التاريخية لليسار المغربي، خصوصاً في ظرفية وطنية معقدة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وفكرياً، مهما اختلفت أهداف ورهانات هذا الطرف أو ذاك تجاه مغزى استحضار وجوه مؤسسة وأساسية، صنعت التاريخ الوطني المعاصر للمغرب، فالثابت، في استنطاق هذا الاستحضار، خصوصاً بالنسبة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي عادة ما يطلق عليه حزب المهدي وعمر، أن الحزب دخل في أزمةٍ غير مسبوقة منذ مؤتمره العام في 2005، ولم يتمكن من إيجاد الشروط الملائمة لتوحيد صفوفه ورصها، ووجد نفسه وسط تصدعات، تمثلت في نزيف تنظيمي، بعد أن قرر غاضبون تشكيل تنظيم بديل، وتفكك درعه النقابي، وحصول الحزب على نتائج متواضعة في الانتخابات المحلية والجهوية. وما يعيشه "الاتحاد الاشتراكي" من ارتباك وتراجع وانكفاء يمكن اعتباره مؤشراً دالاً على وجود أزمة بنيوية عميقة وشاملة، تعاني منها أحزاب اليسار المغربي والتنظيمات القطاعية والنقابية الموازية لها.
في حوارٍ نشرته مجلة لوبوان الفرنسية (سبتمبر/أيلول 2015) سئل الفيلسوف الفرنسي، ريجيس دوبريه: هل خسر اليسار معركة الأفكار؟ فأجاب: في كل الأحوال، أضاع أفكاره، والتي صارت على الهامش. صحيح، أنه جرّاء خوفه من إصابته بالعطل، صار يفضل مطلقاً السلطة بغير أفكار، والأفكار بغير سلطة، بحيث يمارس الحربائية.
في إحياء الذكرى الخمسين لاختطاف المناضل اليساري المغربي، المهدي بن بركة، يوم 30 أكتوبر/تشرين أول الماضي، في المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، بدا واضحاً أن الحدث لم يكن عادياً، فقد جاءت حشود غفيرة منتمية من معسكر اليسار إلى المكان، فاضطر مسؤولو المكتبة إلى تخصيص شاشات عملاقة لتمكين مئات من الحاضرين من متابعة الحفل، فقد أظهر التدفق بتلك الكثافة على مكانٍ يحتضن حدثا رمزياً ودالاً الحاجة الملحة إلى ضرورة استنهاض اليسار المغربي، والعمل على تجميع مكوناته وتوحيد خطواته وتنسيق جهوده ومعاركه النضالية. كما كشفت تلك الجموع والرموز والوجوه التي اجتاح معظمها تجاعيد الزمان ومحنه أن السياق السياسي الحالي، بمعطياته وملامحه العامة، ليست في صالح قوى اليسار، لاسيما مع انعدام المبادرات المجمعة والموحدة التي من المفروض أن تقف وراءها قياداتٌ تحظى بالمشروعية السياسية والنضالية والأخلاقية وبالمصداقية التي تؤمن حداً معقولاً من الثقة والقبول الجماهيري. وعبد الرحمن اليوسفي، رفيق بن بركة الذي عهد إليه تنظيم الذكرى، والذي قاد أول تجربة تناوب توافقي 1998 -2002، هدّته سنوات النضال والمنفى، وأرهقته المسؤولية الحزبية، عندما كان على رأس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعد رحيل القائد التاريخي، عبد الرحيم بوعبيد، وأخذت منه مسؤولية رجل الدولة الكثير، عندما كان وزيراً أول، وتبعاً لذلك، وبحكم عمره المتقدم (92 عاماً)، ووضعه الصحي، ليس الرجل المناسب الذي قد يكون الدينامو لأي عملية تهدف إلى لم شتات اليسار المغربي، بما في ذلك ترميم بيت الحزب الذي قاده، بحكمة ورزانة، قبل أن يستقيل من كل مهامه، على الرغم من كاريزما شخصيته والمشروعية التاريخية والأخلاقية التي يتمتع بها.
خارج القاعة، وبينما كان المتحدثون يشرحون شخصية قائد يساري تاريخي واستثنائي، كنت أتحدث مع نشطاء ورموز في اليسار عن سر هذا الحضور اللافت لإحياء ذكرى اختطاف بن بركة، قلت لبعضهم مازحاً إن الراحل يوحّد من قبره أحزاب اليسار وتياراته. وتساءلت مع كثيرين: ألا يكفي أن تخطوا أنتم الخطوة الأولى في مسيرة البناء المشترك لمشروع حزب يساري كبير أو جبهة أو اتحاد، وأن تتنازلوا عن بعض أوهامكم ونرجسيتكم الحزبية ومصالحكم الضيقة؟ طرحت هذه الأسئلة على أشخاصٍ أعرفهم جيداً، وكلهم استنتجوا مما شاهدوه، ذلك المساء، أن الأغلبية الساحقة ممن تقاطروا إلى المكتبة الوطنية، للمشاركة في تخليد ذكرى اختطاف بن بركة، تُظهر أن أحزاب اليسار المغربي، وعلى الرغم من خلافاتها الثانوية، تخفي رغبة قوية لتوحيد صفوفها، وإثبات وجودها واستمرارها، وهي تحتمي بالماضي وبرموزها وقادتها التاريخيين، شكلاً من الدفاع الذاتي، خشية أن تصاب بالتلاشي.
قبل ذلك اليوم، أحيت قيادة "الاتحاد الاشتراكي" الذكرى نفسها، في مكان آخر، والحزب يعتبر
وفي يوم 18 ديسمبر/كانون أول، احتضن مسرح عبد الرحيم بوعبيد في مدينة المحمدية حفل إحياء الذكرى الأربعين لاغتيال القائد السياسي والنقابي والإعلامي، عمر بن جلون. وتكاد الوقائع تنسج على المنوال نفسه في إحياء ذكرى اختطاف بن بركة في المكتبة الوطنية، حيث غابت القيادة الحزبية، وتولى أصدقاء بن جلون وأسرته إحياء ذكراه تحت شعار "الوطن والديمقراطية" في مواجهة الإرهاب، على اعتبار أن الراحل أول ضحايا التطرف الديني في المغرب. وحرصت مكونات اليسار المغربي على الحضور والاستماع إلى كلماتٍ عزفت على وتر التاريخ، وألحت على إحياء المشروع الذي دافع عنه عمر بن جلون، وقضى من أجله، بما في ذلك تأسيس ملكية برلمانية. وعدّد أصحاب الكلمات صفات بن جلون، مثل ربط السياسة بالأخلاق والالتزام والنزاهة والوضوح السياسي والفكري والأيديولوجي والعمل الميداني وبناء الأداة الحزبية القادرة على تعبئة الجماهير وتجسيد المشروع الديمقراطي الاشتراكي. وكما تعدّدت الرسائل السياسية، المشفرة والواضحة، في إحياء ذكرى اختطاف المهدي بن بركة، جرى الشيء نفسه في إحياء ذكرى اغتيال بن جلون، فلم يتردّد المتحدثون، وفي مقدمتهم محمد اليازغي، رفيق الراحل والكاتب الأول السابق للحزب، في تأكيد أن مواقفه ونضاله وربطه السياسة بالأخلاق والقيم يجب أن تشكل نموذجاً للنخب السياسية والنقابية في الوقت الراهن. كما وجّه المتحدثون رسائل إلى الحركات الإسلامية والأحزاب التي تستند إلى مرجعياتٍ دينية، بتحذيرهم من خطورة توظيف الفهم المتطرف للدين في المجال السياسي، بشكلٍ يتنافى مع قيم الحداثة والديمقراطية، وتنبيههم إلى أن عملية الشحن التي يتعرّض لها المتشبعون بالفكر المتطرف السبب في اغتيال بن جلون، مع تأكيد أن هزيمة الإرهاب والتطرف تتوقف، أساساً، على القوى الديمقراطية والعلماء المستنيرين.
ليس غرض هذه السطور التوقف عند حدث الاحتفاء برحيل الرموز التاريخية، وقراءة مواقفها واجتهاداتها المبكرة وتصوراتها الاستباقية حيال العمل السياسي، والمفاهيم التي أرستها لتخليص التنظيمات الحزبية من الانحرافات والتضليل والغموض والجمود والإفلاس، فعلى الرغم من أهمية هذا كله، وقيمته في الميزان الأخلاقي والفكري، تثير الانتباه العودة الأخلاقية والرمزية القوية للقيادات التاريخية لليسار المغربي، خصوصاً في ظرفية وطنية معقدة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وفكرياً، مهما اختلفت أهداف ورهانات هذا الطرف أو ذاك تجاه مغزى استحضار وجوه مؤسسة وأساسية، صنعت التاريخ الوطني المعاصر للمغرب، فالثابت، في استنطاق هذا الاستحضار، خصوصاً بالنسبة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي عادة ما يطلق عليه حزب المهدي وعمر، أن الحزب دخل في أزمةٍ غير مسبوقة منذ مؤتمره العام في 2005، ولم يتمكن من إيجاد الشروط الملائمة لتوحيد صفوفه ورصها، ووجد نفسه وسط تصدعات، تمثلت في نزيف تنظيمي، بعد أن قرر غاضبون تشكيل تنظيم بديل، وتفكك درعه النقابي، وحصول الحزب على نتائج متواضعة في الانتخابات المحلية والجهوية. وما يعيشه "الاتحاد الاشتراكي" من ارتباك وتراجع وانكفاء يمكن اعتباره مؤشراً دالاً على وجود أزمة بنيوية عميقة وشاملة، تعاني منها أحزاب اليسار المغربي والتنظيمات القطاعية والنقابية الموازية لها.
في حوارٍ نشرته مجلة لوبوان الفرنسية (سبتمبر/أيلول 2015) سئل الفيلسوف الفرنسي، ريجيس دوبريه: هل خسر اليسار معركة الأفكار؟ فأجاب: في كل الأحوال، أضاع أفكاره، والتي صارت على الهامش. صحيح، أنه جرّاء خوفه من إصابته بالعطل، صار يفضل مطلقاً السلطة بغير أفكار، والأفكار بغير سلطة، بحيث يمارس الحربائية.