في العالم العربي؛ اعتادت الأجهزة الفاعلة استخدام الفنانين والرياضيين للترويج للأنظمة السياسية المستبدة، باعتبار أن شهرة هؤلاء الأشخاص قد تكون وسيلة جذب للعامة الذين يرون في هؤلاء القدوة والأسوة الحسنة. ومقابل الامتيازات التي تقدم للعديد منهم، وأهمها القرب من أصحاب القرار في الدولة؛ يقوم هؤلاء المشاهير بحمل لواء الدفاع عن مغامرات تلك الأنظمة.
إلهام شاهين ويسرا وعفاف شعيب وأحمد بدير ومحمد صبحي وأحمد شوبير وعزمي مجاهد وغيرهم من الشخصيات الفنية والرياضية، ليسوا في نظر الكثيرين أكثر من كتيبة تم تجنيدها
في أثناء الثورة المصرية تم تصدير اللاعب حسام حسن وشقيقه إبراهيم حسن، المقربين من جمال مبارك، ليهين أبناء الثورة ويدافع عن مبارك، فيما طالبت الفنانة، سماح أنور، بحرق من في ميدان التحرير، في حين ظهر مدرب المنتخب الوطني المصري، شوقي غريب، ليتحدث بلهجة المثقف الفصيح ليقول: "إن شباب التحرير "متغرغر" بهم! (بمعنى: مُغرَّرٌ)".
يقول الإعلامي، وليد كساب: "لا ينبغي أن نهتم بما يقوله المشاهير، فمن هو جيد بالتمثيل أو الرياضة ليس بالضرورة أن يكون خبيراً بالسياسة الخارجية أو البيئة أو الرعاية الصحية. ولكن وسائل الإعلام أصبحت توفر منبراً كبيراً للمشاهير للتعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم، حول مواضيع مهمة قد تؤثر في حياة الناس تتراوح ما بين نقص الأمصال والدفء العالمي إلى داعش. قد يكون ذلك مبعث سعادة للإعلام ولكنه بالتأكيد قد يسبب المشكلات".
هذه المشكلة ليست محلية؛ ففي خضم صراع الانتخابات الأميركية؛ خرج النجم الشهير، كلينت إيستوود، بتصريح مثير حول المرشح الأميركي ترامب، مقرراً أنه يجب أن يتخطى الجميع مسألة العنصرية عند ترامب، ويهتموا أكثر بمتابعة آرائه السياسة الفاعلة. كان إيستوود قد فاجأ
أما ميريل ستريب فقد صرخت في سعادة معبرة عن فرحتها بترشح هيلاري كلينتون في مؤتمر الحزب الديمقراطي في فيلادلفيا. والمعروف أن هوليوود ليبرالية لدرجة أن أعضاء اليمين الليبرالي أمثال جيمس وودز، جون فويت، وكيلزي جرامر كانوا يلتقون في مجموعة شبه سرية تدعى "آبي" لمناقشة وجهات نظرهم، حتى فُضّت المجموعة بسبب المشادات والخلاف حول ترامب.
وعلى العكس من ذلك، يقول الممثل، مارتن فريمان، الذي اشتهر بدوره المميز في سلسلة "الهوبيت" وكذلك في مسلسل "شيرلوك هولمز": "من المزعج حقاً أن ترى شخصاً ليس على اطلاع كافٍ يُدلي بآرائه ويبالغ في تقديره لأهميته". فبالرغم من أن مارتن يقول إن الحديث في السياسة في بعض الأحيان مجرد حيلة لتفادي الأسئلة المخيفة حول الحياة الشخصية للفنان؛ فإن ذلك لابد أن يكون بصورة عامة وفضفاضة وآمنة نسبياً، وليس التورط في تصريحات مباشرة وخطيرة.
ويضيف مارتين: "إنه ليس لمجرد أن الممثل أدى دوراً سياسيّاً أو ثوريّاً فاعلاً في سلسلة أفلام أو مسلسل درامي على الشاشة فإنه يكتسب الوقار التلقائي، ولكن، يمكن القول إنه على الممثل الذي يحتل مكانة إبداعية أن يقمع نفسه ليكتسب الآخرين، بدلاً من التحول إلى عصا في يد آخرين".