وأكد المسؤول المغربي لـ"العربي الجديد"، رفض الجزم بإحصائيات يونيسف بسبب عدم دقة الأرقام، وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الحكومة تنهج سياسة اجتماعية في قطاع الطفولة والأسرة تقوم على حماية الأطفال من العنف، سواء في البيت أو في الشارع أو في المدرسة، من خلال حملات توعية تشرف عليها وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، بالتعاون مع منظمة اليونيسف نفسها، آخرها حملة لحماية الأطفال من الانحرافات والاستغلال عبر الإنترنت.
وأورد تقرير المنظمة الأممية أن زهاء 90 في المائة من أطفال المغرب بين سنتين وأربع سنوات، سبق لهم أن تجرعوا مرارة العنف من طرف آبائهم وأمهاتهم بدعوى ضبط السلوك والعقوبات على التصرفات الخاطئة، وأن 40 في المائة من المغاربة يعتقدون أن العقاب الجسدي من طرف الوالدين يعتبر عاملا أساسيا في تربية وتقويم سلوكيات الأطفال.
ويضع تقرير يونيسف المغرب في المرتبة العاشرة عالميا في نسبة العنف ضد الأطفال.
وقال المعالج النفسي محمد قجدار، لـ"العربي الجديد"، إنه يصعب الجزم بدقة النسبة التي تفيد بأن 90 في المائة من الأطفال المغاربة يتعرضون للعنف، وإنه رغم ذلك يمكن الحديث عن تفشي العنف بالضرب والإهانة داخل البيوت المغربية".
واسترسل قجدار، بأنه تصله حالات أطفال تعرضوا للضرب العنيف من طرف آبائهم تحت دعوى تقويم سلوكهم أو عقابهم"، مبرزا أن الضرب والعنف بتلك الطريقة لا يقوم سلوك الطفل بقدر ما يهدمه ويحطم شخصيته".
ويشرح، أن "شخصية الطفل الذي يتعرض باستمرار للعنف من طرف الأب والأم، تحت أي ذريعة كانت، غالبا ما تتحول إما إلى شخصية انقيادية ضعيفة قد تتورط في الانقياد لعصابات إجرامية أو جماعات متطرفة، وإما إلى شخصيات متمردة تفرغ ذلك العنف الذي تتلقاه في شحنة من العصبية والعنف المضاد داخل البيت أو في الشارع".