عندما يُربك أوغلو بوتين

28 نوفمبر 2015
+ الخط -
شكّل اسقاط الطائرة الروسية على الحدود التركية السورية صفعة قوية للروس، وفاجعة سوداء استيقظت عليها روسيا ومدنها.
أدرك الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، يترجم أقواله أفعالاً عند اللزوم، وأن الدولة التركية لا تسمح لأحد بأن يخترق مجالها الجوي وسيادتها، وإن تركيا الدولة، والتي تتمتّع بعضوية قوية في حلف شمال الاطلسي الناتو، هي ليست "سوريا الأسد" ولا "مصر السيسي".
بدا بوتين في مؤتمره الصحفي "كالدجاجة المنتوفة"، بدا مرتبكاً، حيث قال: "مقاتلاتنا لم تشكل أي تهديد لتركيا، لقد طُعنا في الظهر"، وكأنه يتوسل العالم بأن يصدقه ويقف بجانبه ضد الأتراك، وتساءل بوتين عن أسباب توّجه تركيا إلى حلف الناتو بدل من أن تتصل مع موسكو فور وقوع الطائرة، خاتماً أنه ستكون لإسقاط الطائرة عواقب وخيمة على العلاقات بين موسكو وأنقرة، في حين جدد أوغلو قوله إن كل من يهدد أجواءنا أو يخترقها سيكون ردنا عليه قاسٍ.
على صعيد متصل، جاء إسقاط الطائرة بعد يوم فقط على زيارة بوتين طهران، ولقائه المرشد الإيراني علي خامنئي وإعلان رفضهما الإملاءات الخارجية على سورية، وأن الحل السياسي لا يجب أن يفرض من الخارج، وكأن سورية ملك لهما، وأنهما سوريان أباً عن جد. فقد جاء الحادث ليؤكد لهذين الطرفين أن تركيا لا تسمح بتهميشها، وأنها جزءٌ من الحل السياسي في سوريا، وأنها ستظل تدعم المعارضة السورية المعتدلة.
احتفظ الرئيس بوتين بحق الرد على الحادثة، ولم يتحدث قط عن رد عسكري على تركيا، فعلى ما يبدو أن الأمور بين البلدين (روسيا وتركيا) ستتوقف هنا، ولن يكون هناك أي تطور على الصعيد العسكري وذلك لأسباب اقتصادية وحفاظاً على بعض الأمور الاستراتيجة بين البلدين.
1E26D026-4A8D-4A99-B571-2CD9267024F5
1E26D026-4A8D-4A99-B571-2CD9267024F5
ريحانة نجم (لبنان)
ريحانة نجم (لبنان)