09 مايو 2018
عندما تفشل الماركسية في التحليل
استطاع منتخب كرة القدم المغربي، أخيرا، بعد مضي سنوات كثيرة من كسر عقدة فشل التأهل لنهائيات كأس العالم، وذلك بعد أن مضت على آخر مشاركة له عشرون سنة، ما يجعلنا ننظر بعين الريبة والدهشة غلى هذا الحدث الذي شكل استثناء؛ ربما بالنظر إلى الإخفاقات المتكرّرة للمنتخب المغربي في الإقصائيات المؤهلة للمونديال العالمي.
وبما أن هذه القاعدة انكسرت في أبيدجان في ساحل العاج، وحقق المغرب التأهل بمدرب فرنسي محنك، وجدنا الفرصة ملائمة لملاءمة تأهل المغرب بالمنهج الماركسي، لنكشف ببساطة أنّ المنهج الماركسي الذي يعتبره كثيرون منهجا علميا يقبل ثغرات عميقة في مقاربته قضايا الإنسان، وأنّ ما يعنيه بالزمن الجدلي في تطوّر الوقائع غير صائب في أحيان كثيرة.
تتعلق الملاءمةبهذا الحدث المهم الذي حقّقه المنتخب المغربي كرويا في شبكة من العلاقات بين ما هو اقتصادي وسياسي كما هو معروف في الماركسية، ومنهعنوان هذه المقالة: عندما تفشل الماركسية في التحليل، كيف ذلك؟
استطاع المغرب في ظرفية وجيزة تحقيق ما لم يخطر ببال أحد، فضرب عصفورين بحجر واحد في القارة الإفريقية، بإقدامه على تكسير قبّة الإتحاد الإفريقي بأنّ وجه لها ضربات اقتصادية، خصوصا بعد أن تراجع الدور الليبي في إفريقيا بعد سقوط نظام معمر القذافي، ودخول بلده في دوامة من الصراعات والحروب الأهلية الداخلية، بمعية ورعاية خارجية. فوجد المغرب نفسه وحيدا، ولأنّ ظله الممتد إلى إفريقيا يشرب من عبق تاريخي طويل، انسجمت فيها إفريقيا جنوب الصحراء بأرض المغاربة ومعذبي مقدمات الشواطئ الأوروبية، فإن ما تحقّق للمغاربة اليوم بعبورهم نحو إفريقيا جاء بتضافر الإرث الحضاري والديني بما هو كولونيالي وتحول راهن، فكان أن أغار أيضا على إفريقيا الشرقية التي بدأت ترى المغرب الدولة الملاذ للوحدة والقوة الإفريقية، ولأن هذا لا يكون إلا بدور فرنسي من الخلف، فإنّ أي نجاح يجب أن تظهر فيها فرنسا أيضا، فكان أن دق باب الإتحاد الإفريقي وولجه بطلا عائدا من المنفى الذي اختاره لنفسه.
وبجدلية المنهج الماركسي: البنى التحتية والبنى الفوقية، فالرياضة تنتمي إلى الصنف الأخير: بنية فوقية؛ ما معناه أن عودة المغرب إلى القارة الإفريقية اقتصاديا انعكس جدليا على عودة المغرب إلى الإتحاد الإفريقي (سياسيا)، وأيضا رياضيا بتأهله للمونديال العالمي، ونجاح نادي الوداد قبل ذلك في معانقة كأس عصبة الأبطال الإفريقية، بعد انتصار على الأهلي المصري في الدار البيضاء؛ فعادت الكأس التي لم تذقها الكرة المغربية سنوات.
يفسر هذا التحليل شيئين: قوة الماركسية في التحليل أو أنها ضرب من التخبّط بتأكيد العكس. وبما أنّ المنتخب المغربي أثبت عن جدارة واستحقاق تأهله إلى مونديال روسيا، فما على الماركسية سوى أن تقدم استقالتها، وترتكن في المتاحف إلى جانب الفأس البرونزي ومستحاثات الحضارة القفصية والإيبروموريزية.
وبما أن هذه القاعدة انكسرت في أبيدجان في ساحل العاج، وحقق المغرب التأهل بمدرب فرنسي محنك، وجدنا الفرصة ملائمة لملاءمة تأهل المغرب بالمنهج الماركسي، لنكشف ببساطة أنّ المنهج الماركسي الذي يعتبره كثيرون منهجا علميا يقبل ثغرات عميقة في مقاربته قضايا الإنسان، وأنّ ما يعنيه بالزمن الجدلي في تطوّر الوقائع غير صائب في أحيان كثيرة.
تتعلق الملاءمةبهذا الحدث المهم الذي حقّقه المنتخب المغربي كرويا في شبكة من العلاقات بين ما هو اقتصادي وسياسي كما هو معروف في الماركسية، ومنهعنوان هذه المقالة: عندما تفشل الماركسية في التحليل، كيف ذلك؟
استطاع المغرب في ظرفية وجيزة تحقيق ما لم يخطر ببال أحد، فضرب عصفورين بحجر واحد في القارة الإفريقية، بإقدامه على تكسير قبّة الإتحاد الإفريقي بأنّ وجه لها ضربات اقتصادية، خصوصا بعد أن تراجع الدور الليبي في إفريقيا بعد سقوط نظام معمر القذافي، ودخول بلده في دوامة من الصراعات والحروب الأهلية الداخلية، بمعية ورعاية خارجية. فوجد المغرب نفسه وحيدا، ولأنّ ظله الممتد إلى إفريقيا يشرب من عبق تاريخي طويل، انسجمت فيها إفريقيا جنوب الصحراء بأرض المغاربة ومعذبي مقدمات الشواطئ الأوروبية، فإن ما تحقّق للمغاربة اليوم بعبورهم نحو إفريقيا جاء بتضافر الإرث الحضاري والديني بما هو كولونيالي وتحول راهن، فكان أن أغار أيضا على إفريقيا الشرقية التي بدأت ترى المغرب الدولة الملاذ للوحدة والقوة الإفريقية، ولأن هذا لا يكون إلا بدور فرنسي من الخلف، فإنّ أي نجاح يجب أن تظهر فيها فرنسا أيضا، فكان أن دق باب الإتحاد الإفريقي وولجه بطلا عائدا من المنفى الذي اختاره لنفسه.
وبجدلية المنهج الماركسي: البنى التحتية والبنى الفوقية، فالرياضة تنتمي إلى الصنف الأخير: بنية فوقية؛ ما معناه أن عودة المغرب إلى القارة الإفريقية اقتصاديا انعكس جدليا على عودة المغرب إلى الإتحاد الإفريقي (سياسيا)، وأيضا رياضيا بتأهله للمونديال العالمي، ونجاح نادي الوداد قبل ذلك في معانقة كأس عصبة الأبطال الإفريقية، بعد انتصار على الأهلي المصري في الدار البيضاء؛ فعادت الكأس التي لم تذقها الكرة المغربية سنوات.
يفسر هذا التحليل شيئين: قوة الماركسية في التحليل أو أنها ضرب من التخبّط بتأكيد العكس. وبما أنّ المنتخب المغربي أثبت عن جدارة واستحقاق تأهله إلى مونديال روسيا، فما على الماركسية سوى أن تقدم استقالتها، وترتكن في المتاحف إلى جانب الفأس البرونزي ومستحاثات الحضارة القفصية والإيبروموريزية.
حمزة بوحدايد
مقالات أخرى
16 اغسطس 2017