لا يمكن لمتابع تفاصيل ما يجري مع نادي بارما في إيطاليا سوى التوقّف بداية وبحسرة عند الحال التي وصل إليها فريق ساهم بصنع تاريخ مضيء أيام الزمن الجميل للكالتشو... فريقٌ لعب له جيانلويجي بوفون وفابيو كانافارو وخوان فيرون وإيرنان كريسبو، وفاوستينو أسبريلا وليليان تورام وأنطونيو بيناريفو وإنريكو كييزا، والكثير غيرهم من النجوم المميزين.
الفريق الذي درّبه أريجو ساكي، كارلو أنشيلوتي، الذي انطلق منه هذان العملاقان في عالم التدريب، هذا الفريق الآن ينازع بكل معنى الكلمة، وصارت أمنية جمهوره أن يهبط إلى الدرجة الثانية ليس أكثر.
بالعودة إلى أسباب ما حصل، كيف ولماذا تحتاج لشرح طويل، لكنّه لن يكون كافياً الآن، لأن التفاصيل الأساسية لم تتوضّح بشكلٍ كامل، ولو أن الوقت كفيل بفعل ذلك. لا بدّ من الإشارة إلى أن هذا الموضوع ليس الأول في تاريخ بارما الحديث، فقد سبق لمالكه الذي معه صنع الفريق أمجاده، ونعني به الرئيس ستيفانو تانزي، أن أعلن إفلاسه في قضية بارمالات الشهيرة، فعانى الفريق كثيراً وقتها قبل أن يقف على قدميه مجدّداً، عاد التفاؤل مع وصول توماسو جيراردي، ونجح الرئيس الشاب الجديد على عالم الكرة أن يعيد بارما ولو قليلاً إلى خارطة أندية الوسط في إيطاليا، لكن، ولأن خبرته قليلة وسنّه صغير، سمح لمجموعة من المساعدين والمستشارين بالتأثير عليه، وبدأت رحلة السقوط دون ضجيج.
مجموعة كبيرة من عمليات بيع وشراء اللاعبين وإعارتهم، إضافة إلى التصرّف غير المسؤول بأموال النادي ساهم بالوصول إلى هذه النهاية، نهاية ليست واضحة جداً الآن، جيراردي وبعض الإداريين قد يواجهون عقوبات جزائية على الأرجح. رئيس جديد، هناك إجماع في إيطاليا على عدم تصديقه، يعد كل يوم بالأموال دون جدوى، أموال يحتاجها بارما لسدادِ ديونٍ يُقال إنها تتجاوز السبعين مليوناً، بما فيها رواتب اللاعبين والموظفين.
لم يكن من مفر أمام الاتحاد الإيطالي سوى التدخل ومساعدة بارما مالياً كي يُكمل البطولة، وهذا ما حصل، سيُكمل الدوري إن لم نشهد تطورات دراماتيكية، سيهبط نهايته إلى الدرجة الثانية بالتأكيد، عندها إما تصل الأموال ويتمّ سداد كافة الديون، وإما يُعلن الإفلاس ويتم إنزال الفريق إلى أدنى درجة، ما يعني ببساطة، نهاية قصّة كانت في يومٍ من الأيام، من أجمل قصص الكالتشو.
لمتابعة الكاتبة
شفاء مراد