وكان أمين، وهو عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان الحكومي، قد أعلن ترافعه عن رئيس أركان الجيش الأسبق، المعتقل من قبل الجيش على خلفية إعلان ترشحه لانتخابات الرئاسة، قائلاً: "قبلت وكالة الفريق سامي عنان، لأكون محامياً مدافعاً عنه، لإيماني ببراءته، وحقه في أن يحظى بمحاكمة علانية، تتوافر فيها معايير المحاكمة العادلة والمنصفة".
وأثار إعلان أمين كثيراً من علامات الاستفهام حول موقفه، بوصفه أحد الحقوقيين الموالين لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو من أعلن تقرير لجنة تقصي الحقائق الحكومية عن أحداث فض اعتصام "رابعة العدوية"، لأنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، المنحاز لقوات الأمن على حساب المعتصمين السلميين، الذين قُتل منهم المئات، والزعم بأن فض الاعتصام جاء لتطبيق القانون.
وعلّق مراقبون سياسيون بأن إعلان أمين دفاعه عن عنان ربما يؤشر إلى محاولات النظام المصري للتلاعب بالموقف القانوني للفريق المعتقل.
ونشر أمين مجموعة من التدوينات خلال الأيام الأخيرة، في ما يبدو "انقلاباً شكلياً" على نظام السيسي، إحداها للناشط أحمد عابدين يتهم فيها نائب مدير الهيئة الوطنية للانتخابات الرئاسية، اللواء رفعت قمصان، بأنه "ضابط أمن دولة سابق، متورط في جرائم تعذيب، وكان له دور مركزي في قضايا عدة، على غرار قضية (سلسبيل)، التي استهدفت الأصول المالية لجماعة الإخوان في عام 1992".
كذلك اتهمت التدوينة قمصان بـ"تلفيق قضايا اعتقال لقيادات عمالية، وشباب موسيقى (الميتال)، التي عُرفت إعلامياً بقضية (عبدة الشيطان)"، مشيرة إلى أن اللواء "أشرف على تزوير الانتخابات من عام 2005 إلى عام 2010، التي تم تزويرها بتسويد البطاقات على الهواء مباشرة، وخرج بعدها ليقول: إنها من أعظم انتخابات مصر من حيث الشفافية والنزاهة".
وفي الذكرى السابعة لثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني، كتب أمين، قائلاً: "ستبقى ثورة 25 يناير المجيدة ملهمة للعالم، رغم كل محاولاتكم لطمس أحداثها ودوافعها.. وفخراً لنا، رغم كل محاولاتكم البائسة لتشويه أبنائها.. وشبحاً لكم، رغم كل العنف والقتل والقهر اليومي ضدها.. المجد لشهداء الثورة"، في إشارة واضحة لإدانته ممارسات النظام الحاكم.
كذلك، نشر تدوينة لزميله في المجال الحقوقي، نجاد البرعي، قال فيها: "أنا متفهم، ربما غير موافق، لما يقوم به بعض الشباب من مداهنة للحكومة، ودفاع عن مواقفها بالحق أو بالباطل.. فهم في النهاية يرون أن مستقبلهم المهني والمادي مرتبط بذلك، في بلد لا يمكن لمعارض فيه أن يأمل أكثر من أن يبقى خارج السجن.. ولكني لا أفهم ماذا يريد رجل يقترب من السبعين عندما يخالف ضميره العلمي".
وأشارت التدوينة إلى حديث رئيس مجلس إدارة "الأهرام" الأسبق، الكاتب عبد المنعم سعيد، عن مقاربته بين إمكانية ترشح السيسي منفرداً، والمناضل الجنوب أفريقي، نيلسون مانديلا، متهمة الأخير بـ"التدليس على الناس"، واستنزاف بقايا احترام يحتاج إليه في أواخر حياته، علاوة على كونه "أمراً بائساً" وختاماً سيئاً لحياة عريضة.