لكن إن كان ألزهايمر محا ذاكرة عمر الشريف، ونسي بسببه حياته وتاريخه، من أفلام مصرية وعالمية، ومن مهرجانات وجوائز، فالجمهور لم يُصَب بألزهايمر ولن ينسى هذا الفنان الذي كان يحتفظ، على الرغم من ابتعاده عن مصر، بقطعة خاصّة امتلكها في قلوب جمهوره ومحبّيه حول العلم كله.
فمن ينسى "إشاعة حبّ" و"صراع في النيل" و"صراع في الوادي"؟ من ينسى "الأراجوز" و"لورانس العرب" وغيرها من عشرات، بل مئات الأفلام التي قدّمها على مدار سنوات عمره.
عمر الشريف، لمن لا يعرف، لم يولد لأسرة ثرية. بل كانت أسرته بسيطة للغاية. حتّى أنّ والده كان يعمل في تجارة الأخشاب، وعمل عمر معه لفترة ولم يكمل تعليمه، بل تخرّج من مدرسة "فيكتوريا كوليدج" وكان في ذلك الوقت زميلاً للمخرج يوسف شاهين. بعدها عمل مدّة عام واحد كمدرّس كرة في فيكتوريا. قبل أن يختطفه التمثيل فأبحر في عالم أجاد السباحة فيه وسريعاً تفوّق على الجميع.
اسمه الحقيقي، ميشيل ديمتري شلهوب. ولد في مدينة الإسكندرية. لكن بعد تعرّفه على فاتن حمامة في الفيلم الأوّل بينهما "صراع في الوادي" عام 1954، وقع في غرامها، وكذلك وقعت هي أيضاً. هذا على الرغم من أنّها كانت متزوّجة حينها من عزّ الدين ذو الفقار.
اقرأ أيضاً: عمر الشريف يعاني من ألزهايمر... ويسأل عن فاتن حمامة
لكن فور انفصالها عن ذو الفقار غيّر عمر الشريف ديانته وتزوّج فاتن بعد قصّة حبّ عاصفة. وقدّم إلى جانبها مجموعة كبيرة من الأفلام منها "سيّدة القصر" و"صراع في المينا" و"لا أنام" و"أيامنا الحلوة".
عاش عمر الشريف وفاتن حياة ليس بعدها حياة. فكلّ من كان يراهمها معاً كان يتمنّى أن يعيش سعادتهما. لكن وقع الطلاق في عام 1974 بعدما أنجب عمر منها ابنه الوحيد طارق. وأعلن الشريف، أنّه لن يتزوّج بعدها. وكان السبب الرئيسي في الطلاق هو رغبة عمر في أن يعيش خارج مصر. فلم ترضَ فاتن أن تترك أهلها وتألّقها الفنيّ لتعيش خارج مصر.
كانت آخر أعمال عمر الشريف قبل إعلان اعتزاله منذ ثلاثة أعوام نهائياً، هو فيلم "روك القصبة" في عام 2013. من قبله قدّم "المسافر" الذي أعلن ندمه الشديد على المشاركة فيه.
اقرأ أيضاً: موت "فارس" الورود بشارع الحمرا