تحوّل المعارض الباكستاني عمران خان إلى أبرز المرشحين لتولّي منصب رئاسة الوزراء، في الانتخابات التي ستشهدها البلاد بعد نحو سبعة أشهر، إثر رفض المحكمة الباكستانية العليا دعوى بالفساد ضده، ما يمكّنه من قيادة حزبه "حركة الإنصاف" بهدف الحصول على الأغلبية البرلمانية التي تتيح له قيادة الحكومة المقبلة وفق القانون الباكستاني. ويستفيد خان من استبعاد رئيس الوزراء السابق نواز شريف، الذي أقالته المحكمة العليا في يوليو/ تموز الماضي، وقضت بعدم أهليته للترشح للانتخابات، ما خلق تخبّطاً في صفوف حزب "الرابطة الإسلامية" التابع لشريف، الذي يمتلك الأكثرية المطلقة في الوقت الراهن.
وكان نائب عن "الرابطة الإسلامية" قد اتهم عمران خان بأنه لم يكشف أصول أموال أتاحت له شراء منزله الفخم في ضاحية إسلام أباد، لكن خان كان قد أكد أنه استثمر كل الأموال التي جناها من رياضة الكريكت في شراء هذا المنزل، ووصف الدعوى بأنها انتقام سياسي، قبل أن ترفض لجنة قضائية تابعة للمحكمة العليا الدعوى وتؤكد أنه لم يثبت لديها ارتكاب خان أي مخالفة دستورية، سواء في ما يتعلق بالمال أو التهريب الضريبي أو غيرهما.
اعتبر خان قرار المحكمة تأكيداً على نزاهته ونزاهة حزبه، ولكنه دان في الوقت نفسه قرار المحكمة بسحب الأهلية من الأمين العام لحزبه "الإنصاف" جهانكير ترين، ووعد بتقديم دعوى ضد هذا القرار. في المقابل، اعتبر مسؤولون في الحكومة الباكستانية أن "هذا القرار يدل على وجود معيارين للعدالة في المحاكم الباكستانية، إذ إنها أصدرت قراراً بعدم أهلية نواز شريف بتهمة راتب لم يتلقاه، ولكنها برأت خان على الرغم من التهم الكبيرة ضده".
ومع هذا القرار، يستطيع خان استكمال تحضيراته للانتخابات المقبلة، وهو الذي يسعى كي لا تكمل الحكومة الحالية فترتها المتبقية. لم يكن المعارض البارز اليوم سليل أسرة سياسية، بل بدأت شهرته من رياضة الكريكت التي مارسها واشتهر بها. خان من مواليد عام 1952، وأصله من مدينة ميانوالي شمال غرب باكستان. رحل أبوه إكرام الله خان نيازي من ميانوالي إلى مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب، حيث وُلد خان ودرس هناك قبل أن يكمل تعليمه في جامعة أكسفورد. التحق عام 1972 بفريق لعبة الكريكت، وتفوّق فيها، إذ أحرز الفريق بطولة كأس العالم عام 1992 تحت قيادته. تزوج خان البريطانية جمايما غولدسميث عام 1995 وأنجب منها ولدين ثم انفصلا عام 2004 لأسباب أسرية. كذلك تزوّج الإعلامية الباكستانية ريحام خان التي عملت لسنوات في "بي بي سي" وعاش معها بضعة أشهر قبل الانفصال أيضاً.
اقــرأ أيضاً
بعد الاعتزال من لعبة الكريكت، بدأ خان بكتابة مقالات حول اللعبة في الصحف الغربية والآسيوية. كذلك كان ينشط في الأعمال الاجتماعية والإنسانية والعلمية. ومن أعماله المشهورة تأسيس مستشفى السرطان في عام 1994 باسم أمه شوكت خانم، وفي إبريل/ نيسان من العام نفسه أسس جامعة نمال للتقنية في منطقة ميانوالي، وهي أعمال اجتماعية يقول خصومه إنها كانت تهدف لتوسعة نفوذه وتهيئة الطريق أمام دخوله عالم السياسة.
بدأ خان أولى الخطوات الفعلية في السياسة في إبريل/ نيسان من عام 1996، عندما أسس حزباً باسم "حركة الإنصاف والعدالة" (تحريك إنصاف)، وكان شعاره العدالة والإنسانية. في العام التالي بعد التأسيس، خاض الانتخابات العامة ولكنه هُزم مع كل مرشحي حزبه، ولم يحصل على أي مقعد في البرلمان، غير أنه واصل المسيرة. دعم خان الانقلاب العسكري الذي قاده الجنرال المتقاعد برويز مشرف عام 1999، ولكنه عارضه بعد فترة، بحجة أنه لم يفعل شيئاً لمكافحة الفساد. في انتخابات 2002 دخل خان البرلمان الباكستاني رسمياً بفوز حزبه بمقعد واحد كان من نصيبه، وكان من أحد أبرز المعارضين لمشرف والمنتقدين لسياسات باكستان الموالية للولايات المتحدة الأميركية. لكنه وُضع تحت الإقامة إلى أن استقال من البرلمان عام 2007 مع عدد من المعارضين لبرويز مشرف بحجة أن سياساته تخالف الدستور الباكستاني.
في انتخابات عام 2013 أصبح حزبه من أبرز الأحزاب السياسية الباكستانية، وكان متهماً بأن الجيش والاستخبارات يدعمانه بعد رحيل مشرف عن السلطة. حصل الحزب في تلك الانتخابات على 30 مقعداً برلمانياً وأصبح ثاني أكبر حزب في البرلمان بعد حزب "الرابطة الإسلامية" الحاكم الذي حصل على الأغلبية المطلقة. وعلى الرغم من أن المعارضة في البرلمان يقودها حزب "الشعب" الباكستاني، إلا أن "الإنصاف" كان منذ البداية حزباً مناوئاً لنواز شريف. وعندما أصدرت المحكمة الباكستانية قراراً بعدم أهلية شريف للترشح في يوليو/ تموز الماضي، اعتبر حزب خان هذا الأمر انتصاراً كبيراً له.
اقــرأ أيضاً
اعتبر خان قرار المحكمة تأكيداً على نزاهته ونزاهة حزبه، ولكنه دان في الوقت نفسه قرار المحكمة بسحب الأهلية من الأمين العام لحزبه "الإنصاف" جهانكير ترين، ووعد بتقديم دعوى ضد هذا القرار. في المقابل، اعتبر مسؤولون في الحكومة الباكستانية أن "هذا القرار يدل على وجود معيارين للعدالة في المحاكم الباكستانية، إذ إنها أصدرت قراراً بعدم أهلية نواز شريف بتهمة راتب لم يتلقاه، ولكنها برأت خان على الرغم من التهم الكبيرة ضده".
ومع هذا القرار، يستطيع خان استكمال تحضيراته للانتخابات المقبلة، وهو الذي يسعى كي لا تكمل الحكومة الحالية فترتها المتبقية. لم يكن المعارض البارز اليوم سليل أسرة سياسية، بل بدأت شهرته من رياضة الكريكت التي مارسها واشتهر بها. خان من مواليد عام 1952، وأصله من مدينة ميانوالي شمال غرب باكستان. رحل أبوه إكرام الله خان نيازي من ميانوالي إلى مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب، حيث وُلد خان ودرس هناك قبل أن يكمل تعليمه في جامعة أكسفورد. التحق عام 1972 بفريق لعبة الكريكت، وتفوّق فيها، إذ أحرز الفريق بطولة كأس العالم عام 1992 تحت قيادته. تزوج خان البريطانية جمايما غولدسميث عام 1995 وأنجب منها ولدين ثم انفصلا عام 2004 لأسباب أسرية. كذلك تزوّج الإعلامية الباكستانية ريحام خان التي عملت لسنوات في "بي بي سي" وعاش معها بضعة أشهر قبل الانفصال أيضاً.
بعد الاعتزال من لعبة الكريكت، بدأ خان بكتابة مقالات حول اللعبة في الصحف الغربية والآسيوية. كذلك كان ينشط في الأعمال الاجتماعية والإنسانية والعلمية. ومن أعماله المشهورة تأسيس مستشفى السرطان في عام 1994 باسم أمه شوكت خانم، وفي إبريل/ نيسان من العام نفسه أسس جامعة نمال للتقنية في منطقة ميانوالي، وهي أعمال اجتماعية يقول خصومه إنها كانت تهدف لتوسعة نفوذه وتهيئة الطريق أمام دخوله عالم السياسة.
في انتخابات عام 2013 أصبح حزبه من أبرز الأحزاب السياسية الباكستانية، وكان متهماً بأن الجيش والاستخبارات يدعمانه بعد رحيل مشرف عن السلطة. حصل الحزب في تلك الانتخابات على 30 مقعداً برلمانياً وأصبح ثاني أكبر حزب في البرلمان بعد حزب "الرابطة الإسلامية" الحاكم الذي حصل على الأغلبية المطلقة. وعلى الرغم من أن المعارضة في البرلمان يقودها حزب "الشعب" الباكستاني، إلا أن "الإنصاف" كان منذ البداية حزباً مناوئاً لنواز شريف. وعندما أصدرت المحكمة الباكستانية قراراً بعدم أهلية شريف للترشح في يوليو/ تموز الماضي، اعتبر حزب خان هذا الأمر انتصاراً كبيراً له.