...أما أنا فعمتي أنجيلا واختاروا لكم من الأعمام والأخوال ما شئتم. أمامكم مئات الملايين من العرب فاختاروا من بينهم من يمكن أن يذرف من أجلكم دمعة واحدة إذا دارت عليكم الدوائر وضاق بكم الحال، والتفتّم يميناً وشمالا فلم تجدوا بُدّا من هجرة الأهل وتوديع الأحبة.
كان هذا حال السوريين الذي تقاذفتهم حدود البلاد وطاردتهم الشطآن وألقت بجثثهم أمام منظر العالم، فبكاهم الغريب وحنّ عليهم البعيد فيما ظل العرب كعادتهم يتفرجون على المشهد ويدعون الله أن ينتهي بسرعة حتى لا يجبرهم أحد على الانضمام إلى قائمة المتضامنين. غير أنّ أغرب ما سمعت هو ما جادت به قريحة أحد المحللين الذي برر عدم استقبال بلاده للاجئين السوريين بأنها غالية بالنسبة إليهم وأن مصاريف التداوي باهظة، ولذلك فمن الأفضل أن يتجهوا الى أوروبا، فيما قال مسؤولون آخرون إن بلدانهم فقيرة ولا يمكنهم فعل شيء أمام الكارثة، وبتعبير آخر: موتوا في صمت فيما نحسّن نحن الأحوال.
ولكن ما الذي يمكن أن يشعر بِه المواطن العربي إزاء ما يحدث مع اللاجئين السوريين في أوروبا وبلاده تتفرج على المشهد فيما "الأعداء المفترضون" يفتحون بيوتهم ويتحدون حكوماتهم ويتنافسون من أجل استضافة مزيد من اللاجئين السوريين؟ ما الذي يمكن أن يشعر به الإنسان غير الْخِزْي والعار من حكومات تافهة لا تحركها الإنسانية وتجد الوقت متاحاً لتمسك بالآلة الحاسبة أمام هول موت الأخ و الأخت، وأمام شعوب تحركها أهداف ميسي وتتظاهر من أجل فصل في قانون أو ترفيع في أجر فيما الجثث تتناثر وتبلغ روائحها كل قلب حيّ؟؟
...أما أنا فعمتي أنجيلا ميركل التي نسيت كل مشاغلها وتفرغت بالكامل لهموم أبناء عمي السوريين، فيما أعلن خالي يوها سيبيلا، رئيس الحكومة الفنلندية، أنه سيفتح بيته أمام السوريين، فهنيئاً لكم أنسابكم.
كان هذا حال السوريين الذي تقاذفتهم حدود البلاد وطاردتهم الشطآن وألقت بجثثهم أمام منظر العالم، فبكاهم الغريب وحنّ عليهم البعيد فيما ظل العرب كعادتهم يتفرجون على المشهد ويدعون الله أن ينتهي بسرعة حتى لا يجبرهم أحد على الانضمام إلى قائمة المتضامنين. غير أنّ أغرب ما سمعت هو ما جادت به قريحة أحد المحللين الذي برر عدم استقبال بلاده للاجئين السوريين بأنها غالية بالنسبة إليهم وأن مصاريف التداوي باهظة، ولذلك فمن الأفضل أن يتجهوا الى أوروبا، فيما قال مسؤولون آخرون إن بلدانهم فقيرة ولا يمكنهم فعل شيء أمام الكارثة، وبتعبير آخر: موتوا في صمت فيما نحسّن نحن الأحوال.
ولكن ما الذي يمكن أن يشعر بِه المواطن العربي إزاء ما يحدث مع اللاجئين السوريين في أوروبا وبلاده تتفرج على المشهد فيما "الأعداء المفترضون" يفتحون بيوتهم ويتحدون حكوماتهم ويتنافسون من أجل استضافة مزيد من اللاجئين السوريين؟ ما الذي يمكن أن يشعر به الإنسان غير الْخِزْي والعار من حكومات تافهة لا تحركها الإنسانية وتجد الوقت متاحاً لتمسك بالآلة الحاسبة أمام هول موت الأخ و الأخت، وأمام شعوب تحركها أهداف ميسي وتتظاهر من أجل فصل في قانون أو ترفيع في أجر فيما الجثث تتناثر وتبلغ روائحها كل قلب حيّ؟؟
...أما أنا فعمتي أنجيلا ميركل التي نسيت كل مشاغلها وتفرغت بالكامل لهموم أبناء عمي السوريين، فيما أعلن خالي يوها سيبيلا، رئيس الحكومة الفنلندية، أنه سيفتح بيته أمام السوريين، فهنيئاً لكم أنسابكم.