قال رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق اليوم الأحد، إنه اتفق مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على رفع مستوى العلاقات بين البلدين، لكنه لمح إلى أن بلاده ليست مستعدة بعد لتوقيع اتفاق تجاري تقوده واشنطن بسبب "حساسيات" داخلية.
تأتي زيارة أوباما لماليزيا بعد زيارة لليابان فشل خلالها في إبرام اتفاق تجاري مهم مع اليابان كان سيعطي دفعة لاتفاق الشراكة التجارية عبر المحيط الهادي المؤجل والذي يضم 12 دولة.
واصطدم طموح عبد الرزاق لإشراك ماليزيا في خطة أمريكا التجارية بالنفوذ المتنامي للجناح المحافظ داخل حزبه الحاكم بعد أداء ضعيف في الانتخابات العام الماضي.
وفي وقت سابق هذا الشهر نسب إلى وزير في الحكومة الماليزية قوله إن البلاد لا يزال أمامها شوط طويل قبل أن تتمكن من توقيع اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي، وأن الأولوية يجب أن تكون للاندماج الاقتصادي داخل رابطة دول جنوب شرق آسيا (أسيان).
وقال عبد الرزاق إن ماليزيا ملتزمة بالتجارة الحرة، ونفى أن تكون واشنطن "ضغطت" على بلاده للانضمام للاتفاق التجاري.
وقال عبد الرزاق خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأمريكي في بوترأجايا العاصمة الإدارية للبلاد "نحاول أن نتجاوز الحساسيات والتحديات التي أشرت إليها في نقاشي مع الرئيس أوباما".
وأضاف "أبدى أوباما تفهماً كاملاً للحساسيات الداخلية، وسنجلس معا لحل ذلك بهدف محاولة التوصل لاتفاق في المستقبل القريب".
وقال أوباما إن المعارضة الداخلية للاتفاقات التجارية ليست أمراً مفاجئاً، وإن الولايات المتحدة على استعداد لإبداء مرونة ولا سيما في القطاعات الحساسة مثل أسعار الأدوية الحيوية التي يقول منتقدون إنها سترتفع في ظل اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي.
وعطل محتجون كلمة أوباما في وقت لاحق اليوم، خلال اجتماع مع شبان ماليزيين بإحدى الجامعات ورفعوا لافتات مناهضة لاتفاق الشراكة قبل أن تبعدهم قوات الأمن.
ويكمن التحدي في رحلة أوباما التي تستمر أسبوعاً، وتشمل أربع دول في المنطقة في إقناع الشركاء الآسيويين بأن واشنطن جادة بشأن زيادة نفوذها في آسيا دون الإضرار بالعلاقات مع الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقال أوباما: نريد العمل مع حلفائنا القدماء وشركائنا المهمين ومع الصين. نريد أن نرى صعودا سلميا للصين.