وقال عضو في "تحالف القوى العراقية"، إن عدداً من نواب وسياسيي التحالف يحضّرون للانشقاق وتشكيل كيان سياسي خاص بهم، تمهيداً للاشتراك في الانتخابات المقبلة، مبيّناً، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن التيار السياسي الجديد سيضمّ بعض القيادات التي حضرت مؤتمر بغداد، والذي عُقد منتصف الشهر الحالي.
وعقد نواب وسياسيون عراقيون، بعضهم مقرّب من رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، مؤتمراً في بغداد في الثالث عشر من الشهر الحالي لوّحوا فيه باحتمال الانسحاب من "تحالف القوى العراقية"، في حال استمر في نيّته استقطاب معارضين للعملية السياسية، وحضر المؤتمر رئيس البرلمان الأسبق محمود المشهداني، وكل من النائب عبد الرحمن اللويزي، والنائب عبد الرحيم الشمري، والنائب أحمد الجبوري، والذين يُعرفون في العراق بـ"سنّة المالكي"، وشخصيات برلمانية وسياسية أخرى.
إلى ذلك، أكّد اللويزي، اليوم السبت، وجود مشاورات داخل القوى السياسية التي شاركت في "مؤتمر بغداد" لتشكيل تكتّل انتخابي جديد يخوض الانتخابات المقبلة، مبيناً خلال تصريح صحافي أن "تحالف القوى العراقية"، والذي يشهد انقساماً كبيراً لا يمكنه الادعاء بأنه يمثل المكوّن "السنّي" وحده.
وأضاف "لا يمكن لتحالف القوى برئاسة سليم الجبوري (رئيس البرلمان العراقي) الادعاء بمفرده تمثيل المكوّن السني في المرحلة المقبلة، لا سيّما مع وجود أطراف رئيسة غير مشاركة في التحالف"، مشيراً إلى وجود مفاوضات لتشكيل تكتّل كبير موازٍ يضمّ القوى السياسية المعارضة لأفكار تنظيم "داعش" الإرهابي.
وفي سياق متصل، أكّدت عضو البرلمان العراقي السابق عتاب الدوري أن الحراك السياسي الذي تشهده البلاد هذه الأيام يمثل خطوة لاستقطاب أكبر عدد من الناخبين، موضحة في بيان اليوم أن حالات الانشطار والانقسام التي تشهدها بعض الأحزاب والقوى السياسية طبيعية.
وأشارت إلى أن هذه الانقسامات تزداد كلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي، مرجّحة أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من الحالات المشابهة التي تصبّ في صالح العملية السياسية من خلال التجديد ودخول شخصيات أخرى إلى ساحة التنافس، وشدّدت على ضرورة أن يكون هذا التنافس بعيداً عن الخلافات الشخصية والتراشق الإعلامي.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حسان العيداني أن الانشقاق المرتقب داخل "تحالف القوى العراقية"، والذي يأتي بعد أقل من أسبوع على انشقاق مماثل في "التحالف الوطني" الحاكم يشير إلى أحد أمرين، إما وجود خلافات حقيقية بين القوى السياسية أو أنه جاء من أجل التحايل على قانون الانتخابات الذي يصبّ في بعض الأحيان في مصلحة الأحزاب المنشطرة الصغيرة، مؤكّداً لـ"العربي الجديد" أن الفترة المقبلة ستثبت أي الخيارين هو الأصح.
وأضاف "مع أني أميل إلى الخيار الأول الذي يشير إلى الخلافات العميقة بين الأحزاب، إلا أن الخيار الآخر يبقى مطروحاً لأنّ للقوى السياسية العراقية سوابق في ذلك من خلال الانتخابات البرلمانية السابقة التي جرت عام 2014 حين انشطرت بعض الكيانات السياسية الكبيرة للالتفاف على قانون الانتخابات، قبل أن تعود لتلتئم بعد إعلان النتائج لتشكل كتلاً سياسية طائفية وقومية داخل البرلمان".