علاقة قصر القامة بالألزهايمر

يبدو أن الرجال قصيري القامة، الذين يعانون من مرض خرف الشيخوخة (الألزهايمر)، عرضة للموت بنسبة 50 في المائة أكثر من الرجال طويلي القامة، بحسب دراسة حديثة أجراها أطباء من مركز بحوث مرض خرف الشيخوخة والألزهايمر في اسكتلندا.
وقالت الدراسة إن "قصر القامة ليس السبب الرئيسي للموت، بيد أنه قد يكون دليلاً على سوء التغذية في الطفولة، أو جاء نتيجة عوامل أخرى، ما أثر سلباً على النمو الطبيعي للشخص، بخاصة الدماغ. بالتالي، يصبح أكثر عرضة للإصابة بمرض خرف الشيخوخة لاحقاً، بالإضافة إلى أمراض القلب".
وأجرى الأطباء 18 دراسة شملت اكثر من 182 ألف شخص بين عامي 1994 و2008. وتمّ قياس طول المساهمين، مع جمع معلومات أخرى حول مكانتهم الاجتماعية وسجلهم الصحي. وخلصت الدراسة إلى أن "مخاطر الموت بسبب خرف الشيخوخة يزيد على 50 في المائة لدى الرجال قصيري القامة، بالمقارنة مع طويلي القامة".
وقالت الدراسة إنه "حين يكون طول القامة أقل بنسبة 2.87 إنشاً عن خمسة أقدام وستّة إنشات (167.64سنتيمتر)، يزيد خطر الموت لدى الرجل بنسبة 26 في المائة. أما خطر الموت بسبب مرض خرف الشيخوخة لدى النساء القصيرات، فيزيد بنسبة 35 في المائة على غيرهن".
ويقول المسؤول عن الدراسة توم راس لـ "العربي الجديد" إن "قصر القامة يرتبط بشكل كبير بمرض خرف الشيخوخة، وتختلف آثاره بين المرأة والرجل". يضيف: "اكتشفنا أيضاً أن أمراض القلب تصيب قصيري القامة أكثر من غيرهم، بيد أنهم أقل عُرضة للإصابة بأمراض السرطان". وتعد دراسة العلاقة بين "الطول ومرض خرف الشيخوخة الأولى من نوعها".
تجدر الإشارة إلى أن دراسات سابقة أجريت في الولايات المتحدة، ربطت مرض خرف الشيخوخة بطول الذراع وامتداد القدم إلى الركبة، لتثبت العلاقة الوثيقة بين القامة ومرض خرف الشيخوخة. وتطرّقت الدراسة إلى وجوب القيام بأبحاث دقيقة حول العوامل الوراثية، التي قد تلعب دوراً مهمّاً في تحديد طول قامة الشخص، حتى يتمكنوا من تحديد أثر العناصر الأخرى، التي أدّت إلى نقص في النموّ الطبيعي في مرحلة الطفولة".
من جهته، يؤكد مسؤول علم الأوبئة والصحة العامة في يونيفرسيتي كوليدج، ديفيد باتي، أن "قصر القامة يشكل إحدى علامات الإصابة بمرض خرف الشيخوخة، بسبب العوامل التي ترتبط به، وترافق الإنسان منذ الصغر، كالأمراض التي تصيبه في سنّ مبكرة والضغوط النفسيّة التي يتعرض لها".