علاء الدين جاسمي زرغاني يخترع سيّارة تعمل على المياه

14 يناير 2017
(العربي الجديد)
+ الخط -
منذ سنوات، يحلم علاء الدين جاسمي زرغاني بأن تفيد اختراعاته الإيرانيين أولاً، وبلداناً أخرى، هو الحاصل على شهادة دكتوراه في علوم الطاقة والفيزياء. نجح في الاستفادة ممّا تعلّمه في جامعات إيران، لاختراع شيء يشجّع على استخدام الطاقة النظيفة، في وقت باتت مصادر الطاقة من المحروقات تهدّد البشرية.

زرغاني المولود في عام 1979، هو من عرب إيران القاطنين في الأهواز (جنوب البلاد). وكان له اختراعات عدة، أبرزها السيارة التي لا تحتاج إلى وقود، ويمكن تزويدها بالمياه فقط. يقول لـ "العربي الجديد" إنّ فكرته تعتمد على إحراق الهيدروجين وتحويله إلى طاقة.

قبل سنوات، بدأ في إجراء اختبارات عدة على سيارته الشخصية، ثم ابتكر جهازاً يوضع إلى جانب محرّك السيارة العادية. وبعد تعبئة خزّان الوقود بالمياه بدلاً من البنزين، وتشغيل محرّك السيارة، يحدث ما يساعد على إحراق الهيدروجين وتوليد الطاقة.

يذكر زرغاني أنّ ليتراً من المياه يجعل المركبة تمشي مسافة ثلاثين كيلومتراَ، لافتاً إلى أنها ليست المرة الأولى في العالم التي يُبتكر فيها شيء قائم على استخدام الهيدروجين، إلّا أنّه عادة ما يستخدم لأغراض عسكريّة، على غرار إطلاق الصواريخ، أو حتّى لأغراض علمية كإطلاق الأقمار الصناعية. لذلك، يجب الحذر خلال التعامل مع هذه العناصر.

هذا الابتكار يجعل السيارة غير قادرة على إحراق الوقود، فطاقة الهيدروجين لا تولد الكربونات. بالتالي، يخرج من عوادم السيارات التي تعمل على المياه بخار لا يلوث البيئة، ما يجعل هذا الاختراع صديقاً لها. وفي وقتٍ سابق، استطاع زرغاني ابتكار محرّكٍ ثان هو عبارة عن مولد يعمل من خلال الكهرباء، ويحوّل المياه إلى غاز يمكن استخدامه لأغراض منزلية. ويمكن لكل مولّد تزويد 200 منزل بالغاز الذي يستخدم في التدفئة أو الطهي.



كذلك، عمل زرغاني على تطوير الفكرة نفسها، وتوظيفها بشكل آخر في وقت لاحق. وأصبح استخدام المياه كوقود ممكناً بالفعل، ما يعني أنّ اعتماد هذا الاختراع في السيارات يمكن أن يحافظ على سلامة الناس ونظافة البيئة، بحسب تعبيره.

يتحدّث زرغاني عن بداياته، قائلاً إنه طرح هذه الفكرة، التي تحولت إلى واقع، قبل سنوات. في البداية، استهزأ كثيرون به، من بينهم طلاب وأساتذة. وقدم الفكرة لتكون مشروع تخرجه في الجامعة، إلّا أنها رفضت. وفي عام 2006، طوّر النسخة الأوليّة من هذه السيارة، وأحضرها ليراها من سخروا منه. ومرة أخرى، رفض كثيرون الاطلاع على عملية التحويل عن قرب. لكن الواقع تغيّر، وأصبح كثيرون حول العالم يركزون على مصادر الطاقة البديلة أو الطاقة المتجددة والنظيفة، وهو ما أتاح لاختراعه فرصة الظهور.

حصل هذا الشاب الإيراني على عروض عدة لتسويق اختراعه خارج إيران، لكنّه لفت إلى أنه لم يقدّم مشروعه بالكامل لأي طرف حتى الآن. مع ذلك، يسعى إلى أن يستفيد الجميع من اختراعه هذا، بعدما يعتمد في إيران. بسبب اختراعه، نال ألقاباً وجوائز عدة، وبات عضواً في لجنة النخبة العلميّة في البلاد. كذلك، شارك اختراعه في معارض بيئية عدة. ويلفت إلى الترحيب بسيّارته التي تحافظ على البيئة في أمكنة عدة، وإن لم يكن التسويق سهلاً. وحتى اليوم، ما زالت تواجهه عراقيل عدة.

ويرى زرغاني أنّ وسائل الإعلام التي باتت تركّز على اختراعيه، المولد والسيّارة، تساعده كثيراً في تسويقهما في الخارج، وتحقيق هدفه محليّاً وإقليمياً وعالمياً. ورغم تقييم اختراعاته بشكل إيجابي، إلا أنه لم يحقق هدفه بعد.

يُدرك هذا المخترع، على غرار كثيرين في إيران، أنّ التلوّث بات مشكلة حقيقيّة، لاسيّما في المدن الكبرى. ويسبّب تلوّث الهواء، التي تعدّ عوادم السيارات أحد أهم أسبابه، مشاكل كثيرة، منها إصابة المواطنين بالأمراض، بالإضافة إلى أمور أخرى. ويرى أنّ إنجازه سيساعد مدناً في إيران وغيرها في حال حصل على الدعم اللازم لتسويقها. ويرى أنّ دعم العلماء في إيران لم يصل إلى المستوى المطلوب بعد، موضحاً أنّه في البلاد عدد لا بأس به من الشباب القادرين على تقديم ابتكارات جديدة، خصوصاً تلك المتعلقة بالطاقة. ويؤكّد أن رفع مستوى الدعم، سواء المالي أو المعنوي، كفيل بتقديم اختراعات حقيقية يمكن استخدامها والاستفادة منها عمليّاً في المستقبل.

يعمل زرغاني، بالإضافة إلى 45 آخرين، على تقديم ابتكارات جديدة، آملاً أن تحظى بالاهتمام اللازم. ويرى أن البشرية في أمسّ الحاجة إلى هذه الاختراعات، في وقت تعاني الكرة الأرضية من تبعات انبعاثات المحروقات ومصادر الطاقة، وهو أمر سيدركه المعنيّون عاجلاً أم آجلاً، على حدّ قوله.

دلالات