وقعت جريمة شارلي إيبدو وكشفت المستور عن حجم التهديد الذي باتت تعيشه فرنسا. لم تعش باريس ظرفاً مماثلاً منذ ثمانينيات القرن الماضي، أي أيام نشاط المجموعات الثورية المسلحة المعنية بقضايا التحرر المختلفة في فلسطين وإيرلندا وبالباسك وتركيا. خيض جانب من الحرب الباردة على الأراضي الفرنسية، والجزء الأكبر منها على يد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومتفرّعاتها التنظيمية والفردية التي تجلّت أبرز حالاتها باسم كارلوس. كانت تلك حرب سياسية وعقائدية سارت بشكل متصاعد، خاطفةً أنظار الناس والإعلام والدول. تلقى البريد الفرنسي الرسائل العسكرية نيابة عن الغرب إلى أن أوقفت العمليات على تلك الأراضي، وانطلقت مفاوضات مختلفة حول مجمل القضايا الوطنية لتعود وتنتفي بشكل كامل، بعد غياب الدعم والغطاء بفعل سقوط جدار برلين.
لكن في خضم كل ذلك، صعد نجم التهديد لأمن الدولة الفرنسية على وقع سلاح جاك ميسرين وعملياته الاحترافية في السطو المسلح والهروب من السجون وقتل عناصر الشرطة الفرنسية، لدرجة إعلانه "عدو الشعب الأول"، من قبل السلطات في باريس. سرق ميسرين ملايين الفرنكات من البنوك والمؤسسات التجارية المختلفة، فقاد حرب عصابات مع الدولة بشكل شبه منفرد من دون أيديولوجيا ولا أفكار سياسية. وحدها تجربته العسكرية في الجيش الفرنسي خلال الثورة الجزائرية غذّت عقله الإجرامي. وجد في تلك التجربة لا أخلاقية الدولة الفرنسية، وجسّد أبرز أوجه الإجرام الفعلي في فرنسا. في جريمة اليوم، لا يشبه سعيد كواشي كارلوس، وأخوه شريف كواشي ليس جاك ميسرين. يمثل الأخوان كواشي تجربة الحرب المقبلة إلى باريس.
هو عصر الأخوان كواشي، باتت عقيدة الحرب أشرس من رفع علم فلسطين أو المطالبة بتحرير إيرلندا، والعقيدة نفسها ترفض التفاوض مع أي كان باعتبارها تمثّل الله وشريعته. اجتماعياً، لا يتحدر المجرمان من عائلة ميسورة في فنزويلا وباريس كما هي حال كارلوس وميسرين، بل هما من قلب النسيج الاجتماعي المتروك في فقره وجهله في ضواحي العاصمة الفرنسية. أصبحت فرنسا أمام خطر فشلها الداخلي المتراكم منذ عقود، الذي غفل وشعار ثورتها المجيدة المطالبة بالحرية والعدالة والأخوة التي باتت تبحث عنهم في نفط وذهب ليبيا ومالي الصومال.
لكن في خضم كل ذلك، صعد نجم التهديد لأمن الدولة الفرنسية على وقع سلاح جاك ميسرين وعملياته الاحترافية في السطو المسلح والهروب من السجون وقتل عناصر الشرطة الفرنسية، لدرجة إعلانه "عدو الشعب الأول"، من قبل السلطات في باريس. سرق ميسرين ملايين الفرنكات من البنوك والمؤسسات التجارية المختلفة، فقاد حرب عصابات مع الدولة بشكل شبه منفرد من دون أيديولوجيا ولا أفكار سياسية. وحدها تجربته العسكرية في الجيش الفرنسي خلال الثورة الجزائرية غذّت عقله الإجرامي. وجد في تلك التجربة لا أخلاقية الدولة الفرنسية، وجسّد أبرز أوجه الإجرام الفعلي في فرنسا. في جريمة اليوم، لا يشبه سعيد كواشي كارلوس، وأخوه شريف كواشي ليس جاك ميسرين. يمثل الأخوان كواشي تجربة الحرب المقبلة إلى باريس.
هو عصر الأخوان كواشي، باتت عقيدة الحرب أشرس من رفع علم فلسطين أو المطالبة بتحرير إيرلندا، والعقيدة نفسها ترفض التفاوض مع أي كان باعتبارها تمثّل الله وشريعته. اجتماعياً، لا يتحدر المجرمان من عائلة ميسورة في فنزويلا وباريس كما هي حال كارلوس وميسرين، بل هما من قلب النسيج الاجتماعي المتروك في فقره وجهله في ضواحي العاصمة الفرنسية. أصبحت فرنسا أمام خطر فشلها الداخلي المتراكم منذ عقود، الذي غفل وشعار ثورتها المجيدة المطالبة بالحرية والعدالة والأخوة التي باتت تبحث عنهم في نفط وذهب ليبيا ومالي الصومال.