وقال ضابط من شرطة الكهرباء، عاشور سباق، إنّ العصابة المعتدية على المحطة سرقت الأسلاك النحاسية وعددا من أعمدة الكهرباء، مما أدى إلى خروج المحطة عن الخدمة لوقت قد يطول، مشيرا إلى أن هذا الاعتداء ليس الأول.
وتابع سباق لـ"العربي الجديد"، إنّ حوادث سابقة سرق خلالها ما يقارب 100 عمود كهرباء، تشير إلى أن عصابات التخريب تستعين بفنيين في الكهرباء لمعرفة كيفية التعامل مع المحطات الكهربائية لتسهيل عملياتهم.
وأكد سباق أنّ التحقيقات لم تتوقف رغم الصعوبات، ومنها عدم توفير الدعم اللازم من طرف الأجهزة الأمنية في حكومة الوفاق لحماية المحطات.
وبيّن المتحدث أنّ "المنطقة الدفاعية التابعة للحكومة لم تتجاوب مع مطالب بلدية المدينة بضرورة تفعيل الحواجز والبوابات الأمنية، رغم كثرة الخطابات لحماية المحطة".
وعزا سباق تزايد الظاهرة إلى ضعف الجانب الأمني، مؤكدا أن جهاز شرطة الكهرباء لا يتوفر على أي إمكانيات لمواجهة الظاهرة، ووجوده لا يتعدى حدود المدن، فيما تبقى الآلاف من الكيلومترات خارج المدن عرضة للسرقة، مطالبا وزارة الداخلية بضرورة تفعيل دوريات مخصصة لحماية محطات الكهرباء.
من جانبه، أوضح مصباح الجروشي، أحد مسؤولي الشركة العامة للكهرباء، وقوع أكثر من 89 اعتداء، طيلة العام الماضي، على مواقع مختلفة في البلاد تابعة للشركة، مقابل جهود وصفها بـ"الضعيفة" من قبل الشركة لترميم قدراتها.
وقال الجروشي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عمليات سرقة تعرضت لها محطات سرت والزاوية غرب طرابلس وسبها وطبرق، جعلتها تتوقف عن العمل بشكل نهائي لفترات طويلة"، لافتا إلى أن فرق الصيانة كثيرا ما تعرضت هي الأخرى لعمليات اعتداء من قبل مسلحين وسرقت سياراتهم.
وتابع "الأمر لا يقتصر على الأضرار الناجمة عن الاشتباكات والحروب التي أثرت بشكل كبير على البنية التحتية لشبكات الكهرباء، بل تجاوزتها إلى الاعتداءات من قبل مسلحين وعصابات تسرق أسلاك الكهرباء النحاسية لبيعها"، كاشفا النقاب عن تحقيقات تشير إلى وجود معامل تعيد صهر الكوابل في شكل كتل نحاسية لبيعها.
وأوضح الجروشي "في الجنوب الليبي فقط تقدّر خسائر الشركة بخمسة ملايين دينار، حيث تم سرقة أكثر من مليون ونصف المليون متر من أسلاك النحاس، وسرقة أكثر من 5 آلاف محول كهربائي، إضافة إلى عوازل وأعمدة خشبية، منها في غات، جنوب البلاد، وحدها 650 مترا من الأسلاك النحاسية، خلال الشهر الماضي.
وكان المكتب الإعلامي للشركة العامة للكهرباء قد حذّر من تزايد ظاهرة سرقة معدات محطات الكهرباء، مؤكدا أن الظاهرة بدت أكبر عائق أمام الشركة في الحفاظ على مكونات الشبكة بما يضمن استمرارية تقديم خدماتها.
وأشارت الشركة، في بيان سابق، إلى "تعمّد بعض المواطنين من الذين باعوا ضمائرهم ووطنيتهم، القيام باعتداءات وأعمال تخريب وإجرام"، لافتا إلى أن الاعتداءات طاولت عددا من المحطات الكهربائية، مما يصعب على فرق الصيانة متابعة الأمر، بسبب توسع عمليات الاعتداء في أكثر من منطقة.