عصابات العراق تستخدم نساء للإيقاع بالضحايا

01 اغسطس 2018
توظيف العنصر النسوي في السرقة (Getty)
+ الخط -


ظلت ظاهرة العصابات وشبكات الجريمة المنظمة في العراق، من أبرز التحديات التي تواجه قوات الأمن بعد خطر الجماعات الإرهابية والمليشيات بالبلاد، ونجحت في تحقيق تقدم واضح وكبير من خلال محاربتها والإيقاع بها، إلا أن الكثير منها نجح في تطوير أساليب عمله وطرق احتياله على الناس وابتزازهم أو حتى قتلهم.

وتشير تقارير وزارة الداخلية العراقية، إلى أن عدداً من العصابات بات يستخدم العنصر النسوي في جرائمه، وهو أمر جديد لم تألفه الشرطة من قبلُ، ويقتصر دور النساء على مرحلة واحدة من مراحل الإيقاع بالضحية، مثل عملية طرق باب المنزل أو الدخول إلى المتجر المراد السطو عليه أو إيقاف السيارة المخطط لسرقتها، أو حتى إغواء الشبان إلى أماكن معينة ثم الإيقاع بهم.
وقال مسؤول بجهاز الأمن العراقي في وزارة الداخلية لـ"العربي الجديد"، إنّ "مراكز شرطة العاصمة في بغداد، تلقت بلاغات متكررة عن اشتراك نساء في العمل ضمن عصابات الجريمة المنظمة"، مؤكدا أن القوات العراقية تمكنت بالفعل من إلقاء القبض على بعض النساء.

وأشار إلى استخدام النساء كمصائد للضحايا من خلال الوجود في النوادي الليلية، أو في الأماكن العامة، أو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، مبينا أن بلاغا أشار إلى تظاهر امرأة بالمرض في أحد شوارع حي البياع ببغداد في وقت متأخر من الليل، وعند توقف سيارة مارة لإنقاذها، انهالت العصابة على السائق وأشبعته ضربا قبل أن تسرق سيارته.

وانتشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مقطع فيديو لعصابة حاولت تنفيذ عملية سطو مسلح بمنطقة الحرية في بغداد، من خلال استخدام امرأة ظهرت أمام كاميرات المنزل وكأنها تطرق الباب من دون سلاح، وعند فتحه اقتحمت العصابة المنزل وتبادلت إطلاق النار مع ساكنيه قبل أن تلوذ بالفرار.

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم مجلس القضاء الأعلى، عبد الستار البيرقدار، أمس الثلاثاء، إن محكمة التحقيق الخاصة بقضايا الإرهاب والجريمة المنظمة صدقت أقوال عصابة تضم امرأة وثلاثة رجال ارتكبوا عددا من جرائم الخطف في بغداد، مؤكدا في بيان أن إلقاء القبض على العصابة تم أثناء عملية لتحرير مخطوفين.

ولفت إلى أن العصابة استدرجت ضحاياها من خلال قيام المرأة بإقامة علاقات معهم عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، موضحا أن العصابة تمكنت من تنفيذ عدد من جرائم الخطف، وخصوصا في منطقة الأمين شرق بغداد.

وأشار إلى أن محكمة التحقيق أكملت الإجراءات، وهي بصدد إحالة المتهمين على محكمة الجنايات، وفقا للمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب.

وشكا سكان محليون من قيام نساء بعمليات سرقة، في الأحياء الراقية الواقعة في الجانب الغربي للعاصمة العراقية. وقال أحمد السامرائي الذي يسكن حي المنصور ببغداد، إنّ عصابة مكونة من 3 نساء قامت بسرقة أموال ومصوغات ذهبية من منزله أثناء وجوده في الدوام هو وزوجته، موضحا لـ "العربي الجديد" أن كاميرات المراقبة أظهرت أن النساء الثلاث نفذن الجريمة في الساعة العاشرة صباحا، وبحماية من سيارة رباعية الدفع من دون لوحات تسجيل.

فيما اعتبر الخبير الأمني العراقي، علي الطيفي، أن ظاهرة إشراك النساء في الجرائم دليل على أن العصابات تطور عملها تفاديا للوقوع في يد الشرطة، وهذا نجاح مهم لهذا الجهاز الذي أجبر تلك العصابات على تغيير أساليب عملها، لكن هذا لا يعني أن مهمته انتهت، بل الشرطة الآن مطالبة بملاحقة هذا الأسلوب الجديد وإفشاله، لافتا إلى أن المكانة التي تحظى بها المرأة في المجتمع العراقي هي ما دفع العصابات إلى توظيفها في جرائمهم.


وكانت السلطات القضائية في العراق، ألقت القبض في وقت سابق على عصابة بينها امرأة وضابط في الجيش، تقوم بسرقة السيارات من الكراجات بوصولات مزيفة، مبينة أن هذه العصابة اعترفت بارتكاب ثلاثين جريمة في بغداد، من بينها عمليات سطو مسلح وخطف.