الجرائم التي شهدتها أحياء راقية ببغداد كالمنصور واليرموك وزيونة خلال الأسابيع الأخيرة، تمت بأسلوب جديد يتمثل بالاتفاق مع عمال بناء وصيانة عراقيين وأجانب من أجل تسهيل مهمة السرقة.
ويؤكد ضابط في مركز شرطة المنصور وسط بغداد، أن بعض السرقات المسجلة في المركز تمت بمساعدة عمال يدخلون المنازل ويقومون بالسرقة بشكل مباشر، أو بالاتفاق مع عصابات أكبر، مبينا أن حي المتنبي في المنصور شهد الأسبوع الماضي جريمة سطو مسلحة بالاتفاق مع عمال بناء دخلوا منزلا بذريعة ترميمه.
ويشير إلى أن العمال قيّدوا أصحاب المنزل الذي يعود لصائغ ذهب قبل أن يتصلوا بالعصابة التي جاءت بأسلحتها واستولت على مبالغ مالية وكميات كبيرة من الذهب، موضحا لـ "العربي الجديد" أن الشرطة تعرفت إلى أحد العمال من خلال كاميرات المراقبة التابعة لمنزل مجاور، لأن العصابة أتلفت كاميرات المنزل الذي سرقته.
ويوضح أنّ هذه الجريمة ليست الأولى، وقد لا تكون الأخيرة في ظل الانتشار المخيف لعصابات السرقة والسطو المسلح، مؤكدا أن بعض العصابات بدأت تستعين بالعمال الأجانب الذين يعملون في المنازل والشركات من أجل تسهيل سرقتها.
وفي الشأن ذاته، يقول المواطن العراقي عادل الجبوري إنّ عصابة من ثلاثة أفراد قامت بسرقة منزل شقيقه في حي اليرموك ببغداد، مؤكدا لـ "العربي الجديد" أنّ أفراد العصابة طرقوا الباب وقالوا إنهم عمال كهرباء جاءوا من أجل إعادة ضبط عداد المنزل وفقا للتعليمات الجديدة لجباية أموال الكهرباء.
ويضيف "بعد دخول العمال فتحوا حقائبهم وأخرجوا منها أسلحتهم وقاموا بعملية سطو مسلح في وضح النهار"، ويضيف "سرقوا مبلغا ماليا قدره 20 مليون دينار عراقي (ما يعادل 16 ألف دولار أميركي).
ويتابع "حادثة السطو على منزل أخي ليست الجريمة الوحيدة التي تحدث في بغداد"، مبينا أن الأسابيع الأخيرة شهدت ازديادا واضحا في هذا النوع من الجرائم.
ويوضح أن بعض المنازل تعرضت لسرقات طاولت محتوياتها من الأثاث والأجهزة من قبل عمال بناء استلموها لترميمها، مؤكدًا أن مثل هذه السرقات تحدث في منازل العراقيين الذين يسكنون خارج العراق أو في إقليم كردستان، لكنهم يسلمون منازلهم لعمال وأصحاب مهن من أجل ترميمها.
وتعلن القوات العراقية بين الحين والآخر عن إلقاء القبض على عصابات للسرقة والسطو المسلح، إلا أن ذلك لم يمنع الازدياد المخيف للجريمة في العاصمة العراقية التي تطاول أغلب أحيائها.