وأفاد عضو تنسيقية مدينة تدمر، خالد الحصني، لـ"العربي الجديد"، إن "عناصر تنظيم الدولة انسحبوا من مديرية البادية التي سيطروا عليها أمس إلى أطراف الحي الشمالي، وهم يستقرون الآن في محيط الصناعة والمعالف والعامرية وبعض البساتين الجنوبية الشرقية المحيطة بالمدينة، بالإضافة إلى انتشارهم على طريق عام حمص تدمر".
وأوضح الحصني، أن "جيش النظام استعادة السيطرة على القلعة وبرج الإشارة ومحيطهما بمساعدة ميليشيات شيعية، وعناصر الأمن العسكري يتجولون بشكل مكثف في شوارع المدينة، التي تشهد حياة طبيعية".
من جهته، قال محافظ حمص طلال البرازي لوكالة الصحافة الفرنسية إن "القوات النظامية قتلت 130 متشدداً خلال المعارك، وتمكنت من استعادة التلة المطلة على المدينة وبرج الإذاعة والتلفزيون في شمال غرب المدينة، بالإضافة إلى حاجز الست عند مدخل المدينة".
وأكد المحافظ، أن "الطريق الواصل بين حمص وتدمر يعمل بشكل طبيعي، والجيش لا يزال يعمل على تطهير المنطقة مستخدماً الطيران كما يقوم بتمشيط الطرق من العبوات من أجل إعادة الحركة".
وفي السياق، قال عضو تنسيقية تدمر خالد الحصني، لـ"العربي الجديد"، إن "مهيمن رميض الطائي، الذي قتل في خلال الاشتباكات الدائرة في مدينة تدمر، هو أحد الأمراء العسكريين لولاية حمص، وهو من أوائل مؤسسي الجيش السوري الحر في سورية، وأسس لعدد من الكتائب والألوية في الحسكة، وشارك في كثير من المعارك هناك".
وأردف الحمصي، أن "الطائي انضم في وقت لاحق لجبهة النصرة، ومنها إلى تنظيم الدولة، قبل أن ينقل إلى حمص وريفها، ضمن سلسلة التغيرات التي أجراها التنظيم في صفوف امرائه بالمحافظة، وهو من أبناء عشيرة طي العربية من ريف مدينة القامشلي شمال الحسكة" .
اقرأ أيضاً المواجهة في تدمر مؤجلة: النظام يستعيد السيطرة و"داعش" يحاصرها
يأتي ذلك، في وقت واصلت قوات النظام غاراتها على الأطراف الشمالية والغربية والجنوبية لمدينة تدمر، بالتزامن مع اشتباكات بين عناصر تنظيم الدولة وجيش النظام على أطراف بساتين منطقة كحلول ومحيط مطار تدمر العسكري.
وتضم مدينة تدمر في الجزء الجنوبي الغربي مواقع أثرية مصنفة على لائحة التراث العالمي، وتعرف بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة.
وفي مدينة السخنة، التي تبعد سبعين كيلو متراً عن مدينة حمص، وسيطر عليها تنظيم "الدولة" عليها الأربعاء، قتل ثمانية أشخاص مدنيين وجرح عشرون أسعفوا إلى مدينة الرقة، جراء قصف لسلاح الجو التابع للنظام بالبراميل المتفجرة على خمس منازل، بينما تشهد المدينة حالة نزوح كبيرة.
وكان التنظيم قد سيطر في الأمس على حقل الهيل للغاز ومحطة أراك ومحيطهما، وهي خطوط دفاع رئيسية لمدينة تدمر، في حين يستمر بحصار المحطة الثالثة وفوج الهجانة.
ويعد حقل الهيل من أهم الحقول المنتجة للغاز في المنطقة بعد حقول شاعر من ناحية الإنتاج والغزارة، حيث يغذّي إنتاج الحقل العديد من محطات توليد الكهرباء والغاز المنزلي في حمص وريف دمشق، بالإضافة لكونه يغّذّي عدة محطات توليد للكهرباء في ريف حلب.
وقال الحصني، إن "حصيلة قتلى النظام منذ بداية المعارك في تدمر وحتى اليوم بلغت أكثر من 150 عنصراً، بينهم أكثر من عشرة ضباط وأغلب القتلى من متطوعي ميليشيا الدفاع الوطني واللجان الشعبية"، مشيراً إلى أن معظم القتلى سقطوا في معركة السيطرة على حقل الهيل أمس، كونه كان يعتبر خزان بشري كبير لجيش النظام.
ويخوض مقاتلو "داعش" اشتباكات عنيفة في المنطقة، بعد تمكنهم الأربعاء من السيطرة على بلدة السخنة التي تبعد ثمانين كيلومترا من تدمر الاستراتيجية، نظرا لوقوعها في وسط البادية السورية الحدودية مع محافظة الأنبار العراقية التي يسيطر التنظيم على جزء منها.
اقرأ أيضاً: النظام السوري يتقدم على حساب "داعش" بمحيط تدمر