عشرات العالقين من "الخوذ البيضاء" والنشطاء جنوب سورية يترقبون مصيرهم

09 اغسطس 2018
يواجهون خطراً متزايداً يومياً (تويتر)
+ الخط -
تزداد المخاطر يوماً بعد آخر على عشرات المتطوعين في منظمة "الخوذ البيضاء" والناشطين في مجال الإعلام، بمحافظتي درعا والقنيطرة جنوب سورية، عقب فرض تسوية من قبل الروس والنظام، إذ لم تتح لهم فرصة المغادرة خارج البلاد أو إلى إدلب بعد تهجير آلاف الرافضين للتسوية.

وقال أحد عناصر "الخوذ البيضاء" العالقين في درعا، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عناصر الدفاع المدني بمدينة درعا وريفها جاءتهم الموافقة للخروج من سورية عن طريق القنيطرة مرورا بالأردن، بسبب الخطر ورفضهم التسوية".

وأضاف أن "عناصر من القنيطرة والمدينة وبعض قرى ريف درعا، لم يستطيعوا الخروج، والخطر يزداد يوما بعد آخر، كما أنهم لم يجروا مصالحة مع النظام، ما يجعلهم معرضين لخطر التصفيات أو الاعتقال، خاصة أن القوات النظامية انتشرت داخل الأحياء السكنية".

وبيّن أن "عدد العناصر العالقة في مدينة درعا يبلغ نحو 50 شخصاً، وهم يناشدون المنظمات الدولية والمجتمع الدولي بالعمل على إخراجهم".

وذكر أن "غالبية العناصر لديهم عائلات وأطفال، وهذا يزيد من الضغوط عليهم، إذ يجهلون مصيرهم، ويعلمون حقد النظام عليهم واتهامهم منذ سنوات بالتضليل وتلفيق القصص، ما قد يعرضهم للتصفية في المعتقلات، خاصة أنهم كانوا شهودا على الجرائم التي ارتكبت خلال السنوات الماضية".  

ولفت إلى أن "عددا من هؤلاء العناصر سبق أن تعرضوا للإصابات خلال عملهم في نقل المصابين تحت القصف، ووثقوا العديد من الجرائم بالصور والفيديوهات وغيرها من الأدلة".

من جهته، قال ناشط إعلامي في درعا، طلب عدم ذكر اسمه، لـ "العربي الجديد": "أمضي ساعات من الليل مستيقظا لا أستطيع النوم، فأنا معرض للاعتقال في أي لحظة، كما أنني أختفي عن الأنظار وأتنقل بين عدة أماكن، حتى أنني نادرا ما أتواصل مع عائلتي خوفا من أن يضغطوا عليهم ليستدرجوني أو يخبروهم بمكاني".

ولفت إلى أن "عشرات الناشطين الإعلاميين عملوا طوال سنوات على نقل جرائم النظام إلى العالم، وهو يعتبر أن هذا العمل إلى جانب الدفاع المدني والعمل الطبي والإغاثي لا يغفره ولا يقبل حتى أن يجري لهم تسوية، بعكس المسلحين، فهو يعتبر أننا من أشعل الثورة في سورية".

واعتبر المصدر ذاته أن "الحل الوحيد للناشطين الإعلاميين وغيرهم من الدفاع المدني والمجال الطبي هو مغادرة سورية، حيث لا يمكن أن نثق بأن النظام لا يحمل نية الانتقام من جميع من خرجوا يطالبون بالحرية والعدالة".



في المقابل، أوضحت مصادر من المعارضة ذات اطلاع، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك جهودا مستمرة لإخراج العالقين من ناشطين جنوب سورية إلى خارج البلاد، لوجود خطر كبير عليهم، حيث إن النظام لا يمكنه ضمان ما قد يقوم به من إجراءات ضد معارضيه، خاصة أنه سبق أن اعتقل العشرات من المناطق التي فرض عليها التسويات بدعم من الروس.