عشرات الضحايا في الرقة... والنظام يواصل خرق اتفاق الغوطة

جلال بكور

avata
جلال بكور
09 اغسطس 2017
F4D09298-DC85-4F7F-B95A-3CEAAABC0612
+ الخط -
سقط عشرات الضحايا من المدنيّين خلال الساعات الماضية، جراء تواصل العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، في مدينة الرقة وريفها، وفي حين حققت "قوات سورية الديمقراطية" تقدماً في محيط دوار القادسية جنوب غرب مركز المدينة، يواصل النظام السوري خرق اتفاق خفض التصعيد في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

تعرّضت مدينة الرقة خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية إلى سبعين غارة جوية من التحالف الدولي وقصفٍ بأكثر من 800 قذيفة مدفعية من "قوات سورية الديمقراطية"، وفق ما أفادت به حملة "الرقة تذبح بصمت".

وأفادت الحملة بأن ثلاثة مدنيين بينهم طفلة قُتلوا إثر انفجار لغم زرعه تنظيم "داعش" بهم، أثناء محاولتهم النزوح من مدينة الرقة، بينما أصيب ثمانية آخرون بجراح حرجة بانفجار لغم من مخلفات التنظيم في حي نزلة شحادة جنوب غرب الرقة.


وفي سياق متصل، قُتلت عائلة كاملة، أمس الثلاثاء، جراء القصف الجوي من طيران التحالف الدولي على مدينة الرقة، كما أفادت "تنسيقية مدينة تدمر" بمقتل عائلتين مكونتين من اثنين وعشرين شخصاً من النازحين العالقين في مدينة الرقة، جراء غارات من التحالف الدولي، وكانوا قد نزحوا في وقت سابق من مدينة تدمر، إثر المعارك بين تنظيم "داعش" وقوات النظام.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنّ مدنيّين بينهم طفل قضوا جراء غرق مركب يقلهم في نهر الفرات الليلة الماضية، خلال محاولتهم الهروب من مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في ناحية معدان، حيث يشن الطيران الروسي غارات عشوائية ومكثفة، دعماً لقوات النظام السوري التي تحاول السيطرة على المنطقة.

وفي السياق، تمكنت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" من السيطرة على عدة مواقع في محيط دوار القادسية جنوب غرب مركز مدينة الرقة، بعد معارك عنيفة مع تنظيم "داعش"، ولا تزال المعارك مستمرة منذ صباح اليوم في المنطقة.



وفي ريف دمشق، قُتل خمسة مدنيين، اليوم الأربعاء، جراء القصف المدفعي والجوي المتواصل من قوات النظام السوري على غوطة دمشق الشرقية.

وقال "مركز الغوطة الإعلامي"، إنّ خمسة مدنيين قُتلوا، جراء تجدد القصف المدفعي من قوات النظام السوري على مدينة كفربطنا ومحيطها في ريف دمشق الشرقي، وذلك في خرق متواصل لاتفاق خفض التصعيد.

وفي السياق نفسه، جدّد طيران النظام القصف على مدينة عين ترما في الغوطة الشرقية، حيث شن وفقاً للدفاع المدني السوري في ريف دمشق ست غارات بالتزامن مع قصف بتسعة صواريخ أرض أرض، أسفرت عن أضرار مادية جسيمة، كما طاول قصف النظام المدفعي، الأحياء السكنية في مدينة دوما وبلدة سقبا ومدينة عربين ومنطقة المرج.

وتزامن ذلك، مع اشتباكات عنيفة بين "فيلق الرحمن" وقوات النظام، على جبهة المناشر في حي جوبر، آخر حي تسيطر عليه المعارضة السورية المسلحة شرق مدينة دمشق، حيث تحاول قوات النظام اقتحام الحي مدعومة بمليشيات أجنبية.

وكان "الدفاع المدني السوري" قد أفاد، بوقوع جرحى بين المدنيين جراء تجدد القصف الصاروخي والمدفعي من قوات النظام السوري، مساء أمس الثلاثاء، على مدينة عين ترما ومدينة عربين بالغوطة الشرقية، وذلك في خرق متواصل لاتفاق خفض التصعيد. 

وأضاف الدفاع المدني أن فريقه تعرض لاستهداف بأحد الصواريخ من قوات النظام أثناء القيام بواجبه الإنساني في إسعاف الجرحى إلى المراكز الطبية بمدينة عين ترما، ما أسفر عن أضرار جزئية في سيارة الإسعاف دون وقوع إصابات في صفوف المتطوعين، كما طاول القصف المدفعي الأحياء السكنية في مدينة حمورية، وأسفر عن أضرار مادية جسيمة في الممتلكات. 

إلى ذلك، أعلن "فيلق الشام" المعارض، صباح اليوم الأربعاء، عن صدّ هجوم من قوات النظام السوري والمليشيات المساندة لها، في محور عقرب بريف حلب الغربي وقتل وجرح عناصر من المهاجمين. 

من جهة أخرى، تحدث "مركز إدلب الإعلامي" عن وقوع انفجار مجهول المصدر في الأطراف الغربية من مدينة إدلب، في حين أعلنت "هيئة تحرير الشام" عن مقتل شخص وجرح آخر إثر اشتباك معهما في حي الضبيط غرب مدينة إدلب، وقالت "وكالة إباء" التابعة للهيئة إن العملية كانت ضد شبكة تعمل على خطف المدنيين. 

من جانب آخر، تعرضت بلدة كلجبرين في ريف حلب الشمالي إلى قصف مدفعي عنيف من مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، ما تسبب بأضرار مادية جسيمة، وحالة نزوح بين المدنيين إلى القرى المجاورة، وفق مصادر محلية.


قتلى بقصف التحالف وروسيا ووصول نازحين إلى ريف الحسكة

من جهة أخرى، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن طيران التّحالف قصف منازل في قرية الدشيشة بناحية الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي ما أسفر عن مقتل رجل وزوجته، فضلاً عن وقوع أضرار مادية في القرية الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي.

وفي سياق متصل، تحدثت المصادر ذاتها عن وصول دفعة جديدة من النازحين العراقيين إلى مخيم الهول في منطقة رجم الصليبي القريبة من الحدود السورية العراقية، خلال الثماني وأربعين ساعة الماضية ويقدر عددهم بأكثر من خمسمئة شخص.

ويأتي ذلك في ظل حديث ناشطين أكراد عن وجود مفاوضات لعقد اتفاق بين "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي" في سورية، والحكومة العراقية من أجل نقل النازحين العراقيين إلى الجانب العراقي وبناء مخيم لهم في المنطقة المقابلة لمنطقة رجم الصليبي.

ويلجأ النازحون العراقيون إلى الأراضي السورية هرباً من المعارك الدائرة بين القوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي من طرف وتنظيم "داعش" من طرف آخر.

من جهة أخرى، قالت مصادر محلية، إنّ تنظيم "داعش" الإرهابي، شنّ هجوماً على مواقع للنظام السوري في محيط منطقة حميمة في البادية بريف حمص الشرقي، وفجّر عربة مفخخة في أحد المواقع مسفراً عن مقتل وجرح عناصر من النظام، وإحراق عدد من الآليات العسكرية.

وتقع منطقة حميمة شمال شرق مدينة تدمر، في أقصى البادية السورية على مقربة من الحدود الإدارية بين ريف دير الزور وريف حمص، حيث تزامن هجوم "داعش" مع محاولات تقدم من قوات النظام في محيط مدينة السخنة على طريق حمص دير الزور، بعد سيطرة الأخير على المدينة بدعم من الطيران الروسي.

وفي سياق متصل، شن الطيران الروسي عدة غارات استهدفت مواقع في منطقة الدّكيلة في ناحية جباب حمد بريف حمص الشرقي، ومواقع أخرى في ناحية عقيربات بريف حماة الشرقي، أسفرت عن أضرار مادية.

إلى ذلك، ذكرت شبكة "فرات بوست" المحليّة، أنّ طفلتين قتلتا وأصيب قرابة خمسة وعشرين شخصاً نتيجة غارات من طيران حربي يرجح أنه روسي استهدف، يوم أمس الثلاثاء، بالقنابل العنقودية مناطق المستشفى النسائي ومركز إنعاش الريف في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي.
وتعرّضت الأحياء السكنية في مدينة الميادين مؤخراً لقصف جوي مكثف من قبل الطيران الروسي الأمر الذي أدى إلى وقوع عشرات الضحايا من المدنيين.

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.